ماذا بعد رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب واتفاق السلام مع إسرائيل؟

ماذا بعد رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب واتفاق السلام مع إسرائيل؟


24/10/2020

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، قرار رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب، المنتظر أن يعود بنفع اقتصادي وسياسي كبير على الدولة المتأزمة، وذلك عقب أيام من المشاورات بين السودان وإسرائيل لتطبيع العلاقات.

وأفاد مجلس السيادة السوداني أمس الجمعة بأنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد وقّع على قرار رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فيما قال البيت الأبيض إنّ ترامب أبلغ الكونغرس عزمه رفع السودان من قائمة الإرهاب، بحسب ما أورده موقع العربية.

 

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس قرار رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب المنتظر أن يعود بنفع اقتصادي وسياسي كبير على الدولة المتأزمة

وذكر البلاغ المنشور على الصفحة الرسمية للمجلس على فيسبوك أنّ هذا اليوم "يوم تاريخي للسودان ولثورته المجيدة"، واعتبر المجلس الخطوة بمثابة فتح كبير للسودان، ستنعكس آثارها على مجمل الأوضاع، وعلى علاقات السودان الخارجية.

وأضاف مجلس السيادة الانتقالي: إنّ خروج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يمثل انتصاراً للسودان في معركة إعادة الكرامة للشعب السوداني.

وثمّن السودان الخطوة، وتقدّم بالشكر للإدارة الأمريكية لاتخاذها هذا القرار "الشجاع"، ولكل من وقف مع السودان في المحافل الإقليمية والدولية.

ومن جانبه، قال البيت الأبيض: إنّ الرئيس الأمريكي "أبلغ الكونغرس بنيته التراجع رسمياً عن تحديد السودان كدولة راعية للإرهاب"، واصفاً الأمر بأنه "لحظة بالغة الأهمية" للسودان وللعلاقات بين الخرطوم وواشنطن. وأوضح البيت الأبيض أنّ السلطات الانتقالية في السودان سددت مبلغ 335 مليون دولار، في إطار اتفاق لتعويض ضحايا اعتداءات على أمريكيين.

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: إنه أبلغ حمدوك قرار الرئيس ترامب رفع السودان من قائمة الإرهاب، معتبراً القرار انتصاراً لواشنطن والخرطوم وضحايا الإرهاب.

ومن جانبها قالت الحكومة السودانية، بحسب ما أورده موقع الحرّة: إنها "وافقت على التطبيع لكنها رهنت المصادقة عليه بتكوين المجلس التشريعي".

ونبّه وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين في تصريح لوكالة السودان للأنباء (سونا) إلى أنّ "التطبيع ليس حدثاً  منقطعاً بل عملية مستمرة، وأنه حال المصادقة على الأمر (من قبل المجلس التشريعي)، فستكون الفوائد التي يجنيها السودان جمّة".

يجري ترتيب محادثة هاتفية رباعية بين ترامب ونتنياهو والبرهان وحمدوك للاتفاق على الصيغة النهائية لبيان اتفاقية السلام سيعلن تفاصيله الرئيس الأمريكي خلال الأيام المقبلة

والمجلس التشريعي منصوص عليه في الوثيقة الدستورية الموقعة بين العسكر والمدنيين (قوى الحرية والتغيير) في العام الماضي، لكنه لم يتشكّل حتى الآن.

وكانت جريدة أنباء الشرق الأوسط قد أفادت أمس، نقلاً عن مصدر سوداني رفيع لم تسمّه، أنّ اجتماعاً مع وفد أمريكي - إسرائيلي رفيع، عقد في الخرطوم الأربعاء، توصل إلى اتفاق مبدئي بشأن تطبيع تدريجي للعلاقات مع إسرائيل، ووقف الأعمال العدائية معها. وقالت المصادر في الخرطوم وتل أبيب: إنّ الوفد الإسرائيلي - الأمريكي يتكوّن من مستشارين اثنين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومستشارين آخرين للرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وقد عقد الجانبان اجتماعات سرّية مع وفد التفاوض السوداني، بحضور رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وتمّ بحث تفاصيل صفقة واسعة تشمل شطب السودان من القائمة الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب، وتخصيص مساعدات مالية للسودان، وتحرير الأموال السودانية المحتجزة في الولايات المتحدة، وإقامة علاقات كاملة مع إسرائيل.

وتعمل الأطراف حالياً، بحسب المصدر ذاته، لإتمام إجراءات لتحديد موعد ومكان وطريقة الإعلان عن الاتفاق، وترتيب محادثة هاتفية رباعية بين ترامب ونتنياهو والبرهان وحمدوك، للاتفاق على الصيغة النهائية للبيان، سيعلن تفاصيله الرئيس ترامب خلال الأيام المقبلة.

ردود الفعل

في غضون ذلك، رحبت الإمارات بقرار السودان مباشرة العلاقات مع دولة إسرائيل.

وأشادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها اليوم بجهود الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية السودان وإسرائيل للوصول إلى هذا "الاتفاق التاريخي"، معربة عن أملها في أن يكون لهذه الخطوة "أثر إيجابي على مناخ السلام والتعاون الإقليمي والدولي"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).

وقالت الوزارة: إنّ قرار السودان في مباشرة العلاقات مع دولة إسرائيل يُعدّ خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة، مؤكدة أنّ هذا الإنجاز من شأنه توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والدبلوماسي.

ومن جانبها، هنأت وزارة الخارجية المصرية أمس السودان بالتطورات الأخيرة المهمة، والتي تدفع نحو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تمهيداً للتصديق عليه خلال المرحلة المقبلة.

وأعربت الوزارة عن تطلعها إلى أن يدشن القرار الأمريكي الأخير بدء مرحلة جديدة في العلاقات البناءة بين السودان والولايات المتحدة بما يحقق مصالح الجانبين.

وقدّمت الوزارة كذلك خالص تهنئتها للشعب السوداني الشقيق والسلطات السودانية بمناسبة تلك التطورات المهمة، بحسب ما أورده موقع سكاي نيوز.

وعبّرت عن تطلعها إلى أن تطوي هذه التطورات "سنوات طويلة من العزلة السياسية والاقتصادية التي تعرّض لها السودان الشقيق جرّاء إدراجه على قائمة الدول الراعية للإرهاب".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية