كيف تورّطت تركيا بدعم الإرهاب في سوريا وليبيا والقوقاز؟

كيف تورّطت تركيا بدعم الإرهاب في سوريا وليبيا والقوقاز؟


10/11/2020

كشف تحقيق استقصائي لموقع "نورديك مونيتور" السويدي عن تورّط تركيا في تقديم الدعم والحماية القانونية لخلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة ومنظمة أخرى متورطة معها، تعملان انطلاقاً من بلاه في سوريا وليبيا والقوقاز.

ووفق الموقع المُتخصّص بالشأن التركي؛ فإنّ خلية القاعدة التركية كانت على صلة بالمنظمة التي يرمز لها بالرمز "IHH"، وتعمل تحت ستار الأعمال الحقوقية والإغاثية، لكنها في الواقع كانت متورطة في أعمال إرهابية، وكانت على صلة بخلية القاعدة وبجهاز الاستخبارات التركي في الوقت ذاته.

وبدلاً من مواجهة هذه الخلية وتلك المنظمة، عملت حكومة أردوغان على تبرئة المتهمين منهم وتقديم الدعم لهم.

وقال الموقع إنّه راجع وثائق القضية الخاصة بالمنظمة، ليجد أنّ ممثلها في أذربيجان والقوقاز، الذي يُدعى حسين بويوكفيرات، كان يعمل علناً في المجال الخيري، فيما كان يحافظ على اتصالات مع زعيم خلية القاعدة في تركيا المُلقب باسم "الملا محمد"، واسمه الحقيقي محمد دوغان، مشيراً إلى أنّ السلطات التركية احتفظت بتسجيلات لبويوكفيرات، وكانت تتنصت على هاتفه عندما تحدّث إلى دوغان حول خطط بشأن نقل الأموال لاستخدامها في أعمال إرهابية.

 

بدلاً من مواجهة الخلية الإرهابية والمنظمة التي تدعمها، عملت حكومة أردوغان على تبرئة المتهمين وتقديم الدعم لهم

ويُعدّ بويوكفيرات، البالغ 48 عاماً، واحداً من مؤسسي المنظمة، وممثلها في القوقاز بين عامي 1994 و2000، ورغم أنّه ترك منصبه في هذه المنظمة وفتح سلسلة متاجر في أذربيجان، إلّا أنّه واصل العمل فيها بصفة غير رسمية مستخدماً أسماء مستعارة مثل "عبد الرحمن" و"أبو البراء".

وفي الفترة الواقعة بين 15 أيار (مايو) و3 حزيران (يونيو) عام 2009، رصدت السلطات التركية اتصالات بين الرجلين، بعد منح السلطات القضائية حق التنصّت على مكالمات رجل الأعمال وتتبّع بريده الإلكتروني.

وبعد صدور مذكرة التوقيف، بقي الرجل متوارياً عن الأنظار في تركيا لمدة 8 أشهر، وقرّر السفر إلى باكو عبر الحدود السورية حيث أوقفته الشرطة التركية، لكنّ المدعي العام في منطقة ديار بكر كان صديقاً لعائلته؛ فقام بإطلاق سراحه بكفالة، وفق ما أورد موقع "سكاي نيوز".

وأشار تقرير سابق، صادر عن مجلس التحقيق في الجرائم المالية بتركيا، إلى أنّ بويوكفيرات قدّم نحو 2 مليون ليرة تركية إلى مجموعة الملا محمد.

تُعتبر موسكو المنظمة الخيرية التركية التي يرمز لها بـ (IHH) مسؤولة عن تهريب الأسلحة إلى الجماعات المتطرفة في سوريا

ويتواجد بويوكفيرات في أذربيجان منذ عام 1992، حيث يُدير عدداً من المؤسسات التجارية هناك، كما عمل أيضاً ممثلاً لمنظمة تابعة للإسلام السياسي، بتعيين من الرئيس التركي الراحل نجم الدين أربكان، المرشد الروحي لأردوغان.

وتعتبر موسكو المنظمة الخيرية التركية مسؤولة عن تهريب الأسلحة إلى الجماعات المتطرفة في سوريا، وفقاً لوثائق قُدّمت إلى مجلس الأمن الدولي في 10 شباط (فبراير) 2016.

وتتضمن الوثائق الروسية حتى أرقام لوحات الشاحنات التي أرسلتها المنظمة، مُحمّلة بالأسلحة والإمدادات الموجّهة للجماعات التابعة للقاعدة، بما في ذلك جبهة النصرة.

كما تورّطت المنظمة في ليبيا من خلال  نقل أسلحة إلى الميليشيات المتطرفة هناك؛ إذ كشفت رسائل مبعوثة إلى وزير المالية السابق وصهر أردوغان، بيرات البيراق، أنّ مالك شركة شحن مُفلسة طلب تعويضات من الحكومة التركية عن الأضرار التي لحقت بسفينته أثناء نقل الأسلحة بين الموانئ الليبية بأمر من السلطات التركية.

وقال القائد السابق لوحدة التحقيق الخاصة بالإرهاب في الشؤون التركية علي يلماز، إنّه قدّم معلومات كافية عن المنظمة إلى أردوغان عندما كان رئيساً للوزراء.

وقدّم أيضاً معلومات كاملة إلى السلطات القضائية التركية، لكنّ القاضي الذي تولى القضية لم يعجب بما قاله، وقال إنّه لا يمكنه توجيه الاتهامات إلى بويوكفيرات.

وساهمت حكومة أردوغان في إنقاذ المنظمة من المشاكل القانونية في تركيا، وحشدت الموارد والنفوذ الدبلوماسي لدعمها، الأمر الذي ساعد بويوكفيرات في الإفلات من التُهم الجنائية في تركيا.

الصفحة الرئيسية