كيف تستغل جماعة الإخوان الانتخابات الأمريكية؟

كيف تستغل جماعة الإخوان الانتخابات الأمريكية؟


31/10/2020

تحاول مؤسسات تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية استغلال الانتخابات الأمريكية لتعيد إحياء شعبيتها، وتقديم نفسها للسلطات المحلية بأنها الناطق باسم المسلمين في أمريكا، بواسطة جمعيات ومنظمات إسلامية تعمل تحت مظلّتها.

وتركز الجماعة على مواكبة التطورات السياسية والشعبية الخاصة بانتخابات الرئاسة المقرر عقدها في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 بين المرشح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن، ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري.

وتحرص منظمات الجماعة على عقد الندوات واللقاءات بين أعضائها للحديث عن رؤيتهم لنسب التصويت بين المسلمين؛ ولمن سيصوتون، كما أنها تجري استطلاعات الرأي والاستبيانات حول المؤشرات الأولية لنسب التصويت، والتي تتجه أغلبها نحو جو بايدن، والذي يعتبر طريق الإخوان إلى البيت الأبيض وفقاً لما نقله مركز المرجع للدراسات والأبحاث الاستشرافية حول الإسلام الحركي.

 

جماعة الإخوان تحاول تقديم نفسها للسلطات المحلية بأنها الناطق باسم المسلمين في الولايات المتحدة

وفي السياق، أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كير  (CAIR) المتهمة بالتبعية لجماعة الإخوان، في 5 تشرين الثاني (أكتوبر) الجاري، نتائج استطلاع رأي أجراه على مستوى المسلمين بالبلاد، حول رغبتهم في التصويت لأي من المرشحين، وجاءت النتيجة بنحو 71% لصالح جو بايدن و18% فقط من عينة مسلمي أمريكا صوتت لصالح دونالد ترامب، وانقسمت باقي النتائج بين عدم الرغبة في التصويت وعدم الرضاء عن أي من المرشحين الاثنين.

كما أشارت المنظمة إلى أنّ المناظرة الأولى التي أجريت بين ترامب وبايدن، في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، والتي شهدت الكثير من الاشتباك اللفظي المتبادل، أوضحت نتائج الاستطلاع الخاصة بها فوز جو بايدن بنسبة 59% على حساب ترامب، من وجهة نظر المسلمين ممن صوتوا حول الرابح من المناظرة.

إقرأ أيضاً: "خيارات صعبة" لهيلاري كلينتون.. يوميات دبلوماسية تحلم بالرئاسة

وروجت "كير" إلى أنّ 89% من الناخبين المسلمين صوتوا بنيتهم الذهاب لمراكز الاقتراع والتصويت بشكل جدي، بينما 5% كانوا مترددين إذا كانوا سيصوتون أم لا، وبهذا أرادت المنظمة أن تروج إلى أنّ الكتلة المسلمة ستكون مؤثرة وحاسمة ولا تقتصر اختياراتها على المشاعر أو الاقتراع الاستطلاعي، ولكنها تنوي التصويت الفعلي، ما يعطي زخماً للقضية وتوجيهاً أيضاً.

ويتضح من نتائج الاستطلاعات التي روجت لها الجماعة، عبر مئات فقط من مسلمي البلاد، رغبتها في إظهار جو بايدن هو المرشح الأكثر حظاً للفوز، كما أنّ نسب الحضور التي تتخطى الـ80% التي أشارت إليها حول عزم المسلمين التصويت الفعلي تبدو تعظيماً لنفوذ الجالية لإعطاء مؤشرات حول مدى تأثيرهم أو تشجيعهم على التصويت.

منظمات الجماعة تعتمد على عقد الندوات واللقاءات بين أعضائها وتجري استطلاعات الرأي واستبيانات حول التصويت في الانتخابات

والأبرز هو الترويج للحزب الديمقراطي باعتباره الأفضل في التعامل مع الأقليات، وبالأخص المسلمين، موظفة الصورة التي وضعها ترامب على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي تويتر في كانون الثاني (يناير) الماضي، والتي أظهرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وهي ترتدي الحجاب، والديمقراطي تشاك شومر مرتدياً العمامة، وخلفهما العلم الإيراني لإظهار عنصرية الرئيس الأمريكي ضد المسلمين دون الحديث عن إسقاطه على الأوضاع بطهران بسخرية.

هذا وادعت الجماعة في تقرير نشرته "كير" في 31 آب (أغسطس) الماضي أنّ نحو 200 صوت للمسلمين تم استبعادهم من الانتخابات التمهيدية التي جرت في حزيران (يونيو) الماضي بولاية نيويورك دون إبلاغ المصوتين، مشيرة إلى وجود تمييز طائفي.

وروجت الجماعة لهذه القضية عبر المنابر الإعلامية والإلكترونية التي تمتلكها، ولإيقاف الدعاية المسيئة للدولة، من قبل منظمة كير، حول تعمد استبعاد التصويت من المسلمين والمواطنين، ذوي الأصول الشرق أوسطية، وعلاقته بالديمقراطية، أعلن النائب العام بنيويورك في 5 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري فتح تحقيقٍ في الأمر.

إقرأ أيضاً: جو بايدن يصف أردوغان بالمستبد... والرئاسة التركية ترد

وقد يكون استبعاد 200 صوت جميعهم للمسلمين أمراً لافتاً، وقد يندرج أيضاً تحت الخطأ أو أي عوامل إجرائية، ولكن الجماعة تستخدم هذه القضية بشكل دوري مُركز للترويج بوجود إقصاء للمسلمين، وبالتالي يبقى "الديمقراطيون" كضامن حماية للأقليات المسلمة، وفقاً لإحصائياتهم وخطاباتهم، ومعه يتضح أنّ هناك دفعاً باتجاه المرشح الديمقراطي جو بايدن بالترويج لحمايته للحرية والديمقراطية لأنه يمثل الحزب الأجدر بذلك، غير أنّ باراك أوباما، الرئيس السابق، كانت له ذات الدعاية بالرغم من أنّه أهم  من اعترف بحق إسرائيل في القدس التي يروج الإخوان بأنها الهدف الرئيسي في صراعهم السياسي.

ولم يتوقف التمدد الإخواني على منظمات ومؤسسات تطوعية وخيرية بل وصل إلى الكونغرس على يد العضوتين المقربتين من جماعة الإخوان المسلمين رشيدة طليب وإلهان عمر.

رشيدة طليب وإلهان عمر مرتبطات بالناشطة الإخوانية الأمريكية ليندا صرصور، تتبنيان بشكل كامل أيديولوجية الإخوان المسلمين

وربطت النائبتان علاقة بجماعة الإخوان المسلمين بسبب ارتباطها بالناشطة الإسلامية الأمريكية ليندا صرصور، وفق ما أوردت شبكة "الميديل ايست اي".

بدوره، هاجم مدير مركز السياسات الأمنية فرانك غافني، بتصريحات صحفية، النائبتين مؤكداً أنّهما يتبنيان بشكل كامل أيديولوجية الإخوان المسلمين، وإنّ ولاءهما للجماعة سيكون على حساب الدستور الأمريكي وسيتحدثان عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بكل بساطة مثل أي تنظيم عادي، وسيعملان على انحدار أمريكا حضارياً وعلى تطبيق الشريعة الإسلامية فيها، هذا بالإضافة لخوض معارك ضد دول عربية صديقة بحجج واهية تتعلق بقمع الحريات، وانتهاك الحقوق.

وأزاحت، مؤخراً، موجة تسريبات البريد الإلكتروني الخاص بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون الغبار عن ملف يتسم بخطورة بالغة ومحلّ اهتمام الكثيرين، نظراً لكون أطرافه جزءاً فاعلاً في الأحداث المتواترة في المنطقة العربية، منذ مطلع العام 2011، يتعلق بالدعم الذي قدّمته الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان المسلمين بهدف تنفيذ أجندة محددة باستغلال "الفوضى الخلاقة" التي خلفتها موجة "الربيع العربي" لصالح مشروع ما تزال ملامحه تُكشف يوماً تلو الآخر.

إقرأ أيضاً: احتكار الدّين لدى جماعة الإخوان المسلمين

بريد هيلاري كلينتون، الذي خطف اهتمام الرأي العام العربي كشف النقاب عن أكبر عمليات التمويل التي قدّمتها حكومة باراك أوباما للتيارات الإسلامية، وإن كانت جماعة الإخوان حظيت بالجزء الأكبر منها، إلّا أنّ تنظيمات أكثر تطرّفاً كان لها نصيب أيضاً من الدعم، وترسم التسريبات خريطة كاملة للتمويل المقدَّم لتلك الجماعات، وتقسيمه وفق الدور الذي أسند لكلٍّ منها.

وتؤكد الرسائل المسرَّبة من بريد المسؤولة الأمريكية السرديات المتداولة منذ نحو 10 أعوام بشأن الدعم الأمريكي لما يسمى بـ "الربيع العربي"، وتكشف دور الوساطة القطري في تقريب الأجواء بين الأمريكان والتنظيمات الإسلامية لتحقيق أهداف تتعلق بتغيير الأنظمة العربية وعزل الحكّام، ثمّ تصعيد الإخوان ليكونوا بديلاً سياسياً في عدة دول في مقدمتها مصر.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية