على خُطى إخوان مصر... الحوثي يُكفر منتقدي مدوّنته.. تفاصيل

مواصلةً لنهج التكفير الضمني، الذي دأبت عليه جماعات الإسلام السياسي، بشقّيه الشيعي والسنّي، لإرهاب معارضيها والتغطية على فشلها في إدارة الشأن العام، وتدمير المؤسسات وإضعاف الدول الوطنية، كفّرت ميليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، منتقدي مدونتها الافتراضية للسلوك الوظيفي، والتي ما تزال محل استهجان ورفض مجتمعي وحقوقي ومهني غير مسبوق منذ إعلانها الأسبوع الماضي.

وقد اعتبر القيادي الحوثي والمعيّن بمنصب وزير الإعلام ضيف الله الشامي، في أول رد للجماعة على منتقدي المدونة، أنّ مشكلة من قال إنّهم يهاجمون المدونة هي "مع الله وتوجيهاته، وليست مع أنصار الله"، بحسب موقع "نيوز يمن".

وتكشف تغريدة الشامي حقيقة نظرة ميليشيات الحوثي لمنتقديها أو معارضيها، كما لو أنّهم كفار يعارضون الله ويعصونه، أو أنّ ذلك تطاول على الذات الإلهية، وهو ما يُعدّ بمثابة الإعلان عن مرحلة جديدة في تاريخ الجماعة، تُذكّر بتنصيب جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم حكاماً بأمر الله في مصر 2012.

القيادي الحوثي ضيف الله الشامي: مشكلة من قال إنّهم يهاجمون المدونة هي "مع الله وتوجيهاته، وليست مع أنصار الله"

هذا، وردّ ناشطون على القيادي الحوثي ضيف الله الشامي مقتبسين من مقولات محمد الماغوط: "عمرها ما كانت مشكلتنا مع الله، مشكلتنا مع الذين يعتبرون أنفسهم بعد الله".

يُذكر أنّ المدونة المزعومة تضمنت عشرات الآيات القرآنية، في محاولة لإلباسها ثياب القداسة كفلسفة إيرانية تشابه خطاب فرعون في قومه، معززة بتفسيرات مغلوطة وتوظيف سياسي لتحقيق أهداف سياسية بحتة.

وأشار النشطاء إلى أنّ استقواء ميليشيات الحوثي بالإسلام للدفاع عن مدونتهم يُذكّر بوصف يوسف القرضاوي معارضي جماعة (الإخوان المسلمين) في مصر عام 2012، حينما وصف من يعادون الإخوان (بأنّهم يعادون الإسلام ورسالته وحضارته وأمته).

وأشار الموقع اليمني إلى أنّ المدونة الحوثية العنصرية الطائفية غير الدستورية تماثل إصدار الرئيسالإخواني الراحل محمد مرسي في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 إعلاناً دستورياً ينصبّ فيه نفسه فرعوناً جديداً لمصر، ويمنح جماعته سلطات مطلقة وتفرداً بمختلف السلطات، ويحصّن قرارات تعيينات لجماعته (لا تُعبّر عن المجتمع المصري باختلاف طوائفه وقواه المدنية).

المدونة المزعومة تضمنت عشرات الآيات القرآنية في محاولة لإلباسها ثياب القداسة كفلسفة إيرانية

وكانت المدونة الحوثية قد كشفت مضامين محاولة الجماعة تدجين الموظفين في مناطق سيطرتها طائفياً ومذهبياً وعنصرياً، تحت سقف خرافة الولاية وصك الولاء والتبعية لإيران، فقد ألزمت موظفي الدولة الالتزام بمبدأ الولاية، وترديد شعار الصرخة الحوثية، وحضور الفعاليات المذهبية والطائفية للجماعة.