طريق قرطاج.. هل يبحث الشابي عن صك اعتراف في وكر إخوان تونس؟

طريق قرطاج.. هل يبحث الشابي عن صك اعتراف في وكر إخوان تونس؟

طريق قرطاج.. هل يبحث الشابي عن صك اعتراف في وكر إخوان تونس؟


30/09/2023

محسن أمين

أخطاء فادحة حرمته من دخول التاريخ و"آثام سياسية" ألغت اعتبارية رجل كان أمل كثيرين بأن يوحد صفوف القوى التقدمية في تونس.

أحمد نجيب الشابي (79 عاما)، السياسي التونسي الذي يقول خبراء إنه حصل على جميع فرص التاريخ ليقود البلاد، لكنه خسرها بطريقة أو بأخرى ضمن تسونامي من الأخطاء المتكررة التي سحبت من رصيده السياسي حد التآكل.

حاليا، يرأس الشابي "جبهة الخلاص" المعارضة والموالية للإخوان، التي تعتزم تنفيذ تحركات احتجاجية لكسب التعاطف ولفت الأنظار والضغط من أجل العودة للحكم وإطلاق سراح قيادات إخوانية مسجونة في قضية التآمر على أمن الدولة.

والشابي هو رئيس حزب "الأمل" ذي التوجه الاشتراكي القومي، ويحاول يائسا الوصول إلى السلطة بأي طريقة، ويعتقد أن تحالفه مع الإخوان سيجعل منه رمزا سياسيا ينافس قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2024.

لكنه أخفق كعادته في أن يتحول إلى رجل سياسة قادر على تجميع القوى التقدمية والحداثية وكل من يشاركونه الفكر والانتماء، فكان أن تراجع بخطوات نسفت تاريخه السياسي حين قرر التحالف مع الأحزاب الإخوانية.

الشابي الذي كان يؤكد قبل سنوات أنه يرفض الدولة العقائدية لمخاطرها على الحريات، يسقط اليوم جميع قناعاته وأفكاره من أجل الوصول للسلطة، لاعتقاده بأن احتراق أوراق الإخوان سيمنحه تذكرة عبور يسيرة نحو الترشح للرئاسة باسمهم.

وسبق أن زعم الشابي أن "جبهة الخلاص" ستعمل على عزل سعيد وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، مدعيا أن سعيّد فقد شرعيته وأن الشعب التونسي سحب ثقته منه.

ورقة الشارع

الشابي الذي أراد من خلال تحالفه مع الإخوان كسب ورقة الشارع أملا بأن يتحول لزعيم سياسي لم يستطع حتى التعبئة لتجمع احتجاجي في الشارع، ففي جميع التجمعات السابقة، لم يتجاوز المشاركون أصابع اليد الواحدة.

وبالرغم من كل هذه الإخفاقات، أعلنت "جبهة الخلاص" دعوتها اليوم السبت على الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي للمُشاركة في الوقفة الاحتجاجية الدوريّة 

وتضم جبهة "الخلاص" 10 مكونات سياسية إخوانية، أو موالية للجماعة (5 أحزاب و 5 تنظيمات).

ومن بين أعضاء الجبهة، حركة النهضة، وحزب "قلب تونس" (حزب نبيل القروي) و"ائتلاف الكرامة" الإخواني، وحراك "تونس الإرادة" (حزب الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي) وحزب "الأمل"، بالإضافة إلى 5 مجموعات سياسية أخرى منها "مواطنون ضد الانقلاب" و"توانسة من أجل الديمقراطية" (أنصار الإخوان).

وهذه الأحزاب المشكلة للجبهة، هي التي كانت ممثلة في البرلمان الذي تم حله في 30 مارس/آذار 2022، وأعضاؤها متهمون بفساد مالي، وجرائم إرهاب، وغسيل الأموال والسرقة.

ويرى مراقبون أن أحمد نجيب الشابي الذي يحلم بالسلطة والنفوذ وبكرسي الرئاسة، لن يتمكن من خلال ترؤسه لجبهة الخلاص من تحريك الشارع وكسب وده والاحتجاج ضد الرئيس سعيد.

ولهذا، يبحث رفقة البعض من قادة الإخوان من أجل العودة إلى أسلوب تحرك المعارضة في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي من خلال إضرابات الجوع وتنظيم الوقفات الاحتجاجية.

تحالفات خاطئة

في تعقيبه على الموضوع، يرى زياد القاسمي، أستاذ القانون والمحلل السياسي التونسي، أن "أحمد نجيب الشابي الذي قدم أوراق ترشحه للمشاركة في انتخابات الرئاسة المقامة في نوفمبر/ تشرين ثاني 2014، لم ييأس حيث يحاول جاهدا للتموقع حبا في السلطة فقط".

ويقول القاسمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الشابي شخصية أخطأت في تحالفاتها السياسية منذ زمن حكم الرئيسين الراحلين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي".

وأشار إلى أنه "كان يمكنه أن يحافظ على شعبيته لو اصطف مع الأحزاب ذات التوجهات الفكرية التي يؤمن بها لا مع الإخوان".

وأوضح أن جبهة الخلاص تضم حركة النهضة وبعض التوابع الحزبية الصغيرة المرتبطة بأجندتها، لافتا إلى أن "هذه الجبهة ولدت ميتة ولا تستطيع التأثير لا في الشعب التونسي ولا في الرأي العام الدولي".

وتابع أن "الجبهة هي ببساطة إعادة تدوير لحركة النهضة بوجوه جديدة".

من هو نجيب الشابي؟

منذ حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، أطلق المتابعون للشأن السياسي على نجيب الشابي اسم ”نجيب الله”، في إشارة إلى ارتمائه منذ ثمانينات القرن الماضي في أحضان الإخوان، حيث كانوا ينشطون تحت جناح حزبه ”الحزب الديمقراطي التقدمي”، ليقوم من خلاله بعملية تبييض القيادات النهضوية.

كان حليفا قويا للإخوان وتحالفه معهم ممتد منذ عام 2005، من خلال "تحالف 18 أكتوبر"، حيث عمد حينها إلى بعث حركة سياسية ساهمت بشكل كبير في تطبيع العلاقة بين الحركة الإخوانية والمجتمع التونسي.

وخاض المعركة عوضاً عنهم ضد نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، غير أن حركة النهضة تنكرت له بعد احتجاجات 2011 بأن فضلت أن تدفع بالمنصف المرزوقي إلى الرئاسة، بعد أن أطلقت عليه ذبابها الإلكتروني في حملات مستمرة لتقزيمه والاستهانة بتاريخه.

هذا الأمر جعل أحمد نجيب الشابي يعارض حركة النهضة لفترة، قبل أن يعود بعد إجراءات 25 يوليو/ تموز الاستثنائية لمغازلة الإخوان وطرح نفسه بديلا لتعويض خساراتها وخساراته.

عن "العين" الإخبارية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية