الواجهة السياسية للنهضة... كيف فشلت "جبهة الخلاص" في إعادة إخوان تونس إلى الحكم؟

الواجهة السياسية للنهضة... كيف فشلت "جبهة الخلاص" في إعادة إخوان تونس إلى الحكم؟

الواجهة السياسية للنهضة... كيف فشلت "جبهة الخلاص" في إعادة إخوان تونس إلى الحكم؟


14/05/2023

رغم أنّها جمّعت أطيافاً سياسية مختلفة داخلها، بعضها في تناقض مع حركة النهضة الإخوانية، غير أنّ كلّ موازين القوى داخل جبهة الخلاص الوطني بتونس تجعلها برغبة منها أو رغماً عنها الواجهة السياسية للنهضة، التي تُعدّ الطرف الأقوى داخلها، والأكثر حضوراً؛ لأنّ بقية مكوناتها لا تمثل وزناً كبيراً في الشارع التونسي.

وتستغل الحركة، التي فقدت جزءاً مهمّاً من شعبيتها ووزنها السياسي، خصوصاً بعد سجن زعيمها راشد الغنوشي، تستغل أسماءهم تحت مسمّى جبهة الخلاص كمتاريس، في محاولة أخيرة للنجاة والمراوغة للبقاء في المشهد، مستندة إلى أوراقها المحروقة، عبر منح أحمد نجيب الشابي، رئيس حزب الأمل، والمحامي ذو التوجهات اليسارية، وحليفها التاريخي، قيادة الجبهة.

تستغل النهضة أسماءهم تحت مسمّى جبهة الخلاص كمتاريس، في محاولة أخيرة للنجاة والمراوغة للبقاء في المشهد

الجبهة تضم (5) أحزاب، هي: (النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة الإخواني وحراك تونس الإرادة وحزب أمل) و(5) منظمات، هي: "مواطنون ضد الانقلاب" و"اللقاء الوطني للإنقاذ" و"توانسة من أجل الديمقراطية" و"مبادرة اللقاء من أجل تونس" ومجموعة من البرلمانيين من (6) مكونات برلمانية مختلفة، بهدف معارضة إجراءات الرئيس التونسي قيس سعيّد، التي أعلن عنها منذ 25 تموز (يوليو) 2021.

وقد أراد الإخوان (حركة النهضة) من جبهة الخلاص أن تفضي إلى تشكيل حكومة "إنقاذ" موازية يترأسها أحمد نجيب الشابي، تكون مهمتها التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية سابقة لأوانها"، وحاولوا الإطاحة بحكم الرئيس قيس سعيّد، عبر تنظيم تحركات احتجاجية واسعة منذ آذار (مارس) الماضي، كما عملوا على إثارة الفوضى في البلاد، وحاولوا تعطيل مسار الانتخابات التشريعية في جولتيها الأولى والثانية.

أراد الإخوان (حركة النهضة) من جبهة الخلاص أن تفضي إلى تشكيل حكومة "إنقاذ" موازية يترأسها أحمد نجيب الشابي

وقد زعم الشابي مراراً أنّ الحل لإنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية والسياسية في الحوار، وعبر تشكيل حكومة إنقاذ وطني (موازية)، دون أن يوضح أنّ هذه الأزمات هي وليدة عشرية سوداء من حكم حلفائه الذي يريدون العودة من الرماد بعد أن أحرقوا جميع أوراقهم.

لكن وبعد إيقاف بعض قياداتها لم يتبقّ من قياداتها سوى القلة القليلة، تزعم أنّها ملاحقة على خلفية سياسية، وتصف المعتقلين بالسياسيين، متناسية أخطر الجرائم المتورطين فيها".

الأزمات هي وليدة عشرية سوداء من حكم حلفائه الذي يريدون العودة من الرماد بعد أن أحرقوا جميع أوراقهم

ومنذ حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي ارتمى نجيب الشابي في أحضان الإخوان، حيث كانوا ينشطون تحت جناح حزبه "الحزب الديمقراطي التقدمي"، ليقوم من خلاله بعملية تبييض القيادات النهضوية.

وأحمد نجيب الشابي كان حليفاً قوياً للإخوان، والتحالف معهم ممتد منذ عام 2005، من خلال "تحالف 18 تشرين الأول (أكتوبر)"، حيث عمد إلى بعث حركة سياسية ساهمت بشكل كبير في تطبيع العلاقة بين الحركة الإخوانية والمجتمع التونسي. وخاض المعركة عوضاً عنهم ضد نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

وكان مراقبون قد اعتبروا منذ الإعلان عن تأسيس "جبهة الخلاص" أنّها فاشلة؛ لأنّها ضمت مجموعة من السماسرة والانتهازيين والوصوليين والفاشلين بعد دمار (10) أعوام من حكم الإخوان، الذين يتلونون من أجل العودة من جديد تحت يافطات جديدة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية