توظيف موالين من "شباب حزب الله" بوزارة الإرشاد الإيرانية وطرد آخرين... لماذا؟

توظيف موالين من "شباب حزب الله" بوزارة الإرشاد الإيرانية وطرد آخرين... لماذا؟

توظيف موالين من "شباب حزب الله" بوزارة الإرشاد الإيرانية وطرد آخرين... لماذا؟


29/07/2023

ما يزال النظام الإيراني يتخبّط لاحتواء الاحتجاجات والتصدّي لثورة النساء، وتعمل وزارة الثقافة والإرشاد الإيراني على إجراء تغييرات في هيكلها، من خلال إطلاق حملة لتوظيف عشرات الموالين لها ممّن يُعرفون لدى النظام بـ "شباب حزب الله"، وطرد آخرين، بحسب ما أعلنه محمد مهدي إسماعيلي، وزير الثقافة والإرشاد الإيراني.

وأعلن إسماعيلي مؤخراً عن جهود وزارته لاختيار جميع موظفيها من بين "جبهة الثورة"، وعلى مختلف المستويات من "الأشخاص المعروفين، والموثوقين"، لكن لم يعلن حتى الآن عن الشروط التي سيتم توظيف هؤلاء بها.

إسماعيلي: الوزارة في هذه الحكومة تتصرف على عكس الحكومة السابقة التي قالت إنّها لن تجبر الناس على الجنة.

وشدد إسماعيلي على أنّ "التوجهات في إنتاج المحتوى في وزارة الإرشاد قد تغيرت منذ عامين"، وذلك عندما تولت "الحكومة الثورية" الإدارة التنفيذية للبلاد، وارتكزت التوجهات نحو "أهداف الثورة الإسلامية"، بحسب ما أورده موقع (إيران إنترناشيونال).

وأشار وزير الثقافة في حكومة إبراهيم رئيسي إلى أنشطة الوزارة خلال فترتي رئاسة حسن روحاني، بأنّها "عقد من عدم الرقابة على الفضاء الإلكتروني"، مضيفاً أنّه "كان له تأثير كبير على نمط حياة الناس، وانحرافات خطيرة في المسار".

ومن الأمثلة التي ذكرها إسماعيلي لهذا التغيير: "حزمة ثقافية كاملة" لكل مؤتمر عن "الشهداء"، بالإضافة إلى "تدريب الموارد البشرية، وتحديد المواهب الشابة".

وقال إسماعيلي أيضاً: إنّ "الوزارة في هذه الحكومة تتصرف على عكس الحكومة السابقة، التي قالت إنّها لن تجبر الناس على الجنة"، وواصل الثناء على آراء رجل الدين الأصولي مصباح يزدي، المؤيد لأسلمة العلوم الإنسانية.

حركة "حزب الله" الإيرانية ظلت لأعوام إحدى أكبر الجماعات الأصولية الضاغطة داخل البلاد والتي عرف عنها التشدد الديني.

وفي جزء آخر من خطابه، أعلن إسماعيلي عن حضور (1800) طالبة متدربة في معرض الكتاب الأخير للأمر بالمعروف.

وأضاف إسماعيلي أنّ "إدارة الموارد البشرية في هذه الوزارة على وشك صنع تحول جاد من خلال إدخال (400) شاب من الموالين لها، ممّن يُعرفون لدى النظام بشباب حزب الله، نهاية الصيف الحالي، لإحداث تغيير في هيكل الوزارة".

هذه التصريحات أثارت عدداً من ردود الفعل من الفنانين وصانعي الأفلام؛ من بينها ما كتبه الناقد السينمائي حسين معززي نيا: "الوزارة التي بفضل حضورك القوي لم تعد تنتج شيئاً، سيكون التغيير في هيكلها لتدمير أيّ جزء من بقاياها".

تشكلت الحركة أثناء الثورة الإسلامية في 1979، وتمكنت بعد الإطاحة بالشاه من مساعدة الخميني في إحكام قبضته على أركان الدولة.

وتابع معززي: "لقد سبق أن خنقتم جميع نقاط الإنتاج، هل تريدون التنقيب في الأرشيف أيضاً؟ هل ستطردون المديرين الحاليين لاستبدالهم بشباب حزب الله، كي يقوموا بترشيد الإنجازات الماضية لوزارة الثقافة؟".

يُذكر أنّ حركة "حزب الله" الإيرانية ظلّت لأعوام إحدى أكبر الجماعات الأصولية الضاغطة داخل البلاد، والتي عرف عنها التشدد الديني.

تشكلت الحركة أثناء الثورة الإسلامية في 1979، وتمكنت بعد الإطاحة بالشاه من مساعدة الخميني في إحكام قبضته على أركان الدولة، وتعتبر المساجد مقرات لأعضاء تلك الحركة التي تهابها الشرطة.

وتوجهت الحركة فيما بعد نحو المجتمع لتفرض رؤيتها المتشددة باستخدام العنف في بعض القضايا، مثل "لبس الحجاب"، و"الاختلاط بين الجنسين"، و"شرب الخمر".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية