تناقضات الإخوان... ما موقفهم من الغارات الأمريكية على الحوثيين؟

تناقضات الإخوان... ما موقفهم من الغارات الأمريكية على الحوثيين؟

تناقضات الإخوان... ما موقفهم من الغارات الأمريكية على الحوثيين؟


18/03/2025

تتسارع الأحداث في ‏اليمن بعد الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة في صنعاء وصعدة والبيضاء وغيرها من المناطق اليمنية الأخرى، مستهدفةً أهدافاً عسكرية وأماكن قيادات حوثية، وهذا التسارع في الأحداث ‏يثير مخاوف اليمنيين من عودة الحرب مجدّداً إلى بلادهم، وينتظر الكثيرون موقف الإخوان المسلمين من تلك الضربات.

وقد أدانت جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بشكل غير رسمي الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على الحوثيين، واعتبر الكثير من النشطاء أنّ موقف الإخوان فيه الكثير من التناقضات، حيث دعا خلال الأيام الماضية الكثير من مسؤولي الجماعة المجتمع الدولي للتدخل ودعم الشرعية للقضاء على الميليشيات التابعة لإيران وتحرير المدن التي تحتلها، وفق ما نقلت صحيفة (الأمناء نت).

واعتبرت الجماعة أنّ هذه الضربات تأتي في سياق الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل، محملةً المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، مسؤولية التدخل الفوري لوقف التصعيد ومنع تفاقم الأوضاع.

بالمقابل رصدت وسائل الإعلام الكثير من المواقف الاحتفالية لقيادات إخوانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي أشادت ضمنيّاً بالضربات الأمريكية، واعتبرت أنّها الطريقة الوحيدة للتخلص من الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران، فيما اعتبره الكثيرون تناقضاً واضحاً من قبل الإخوان.  

وفي ظل التوترات الإقليمية والدولية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تبرز مؤشرات على محاولات حزب (الإصلاح) اليمني، الفرع اليمني لجماعة الإخوان الإرهابية، التواصل مع الولايات المتحدة، في مسعى واضح لإعادة تشكيل تحالفاته السياسية واستعادة بعض نفوذه المفقود، وكان هذا واضحاً خلال اجتماع عقده رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، محمد عبد الله اليدومي، مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ستيفن فاجن قبل أشهر قليلة.

أدانت جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بشكل غير رسمي الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على الحوثيين

وفي الإطار ذاته نشرت مجلة (Responsible Statecraft) الأمريكية تحليلاً يفيد بوجود "مؤشرات على تحالفات خفية بين شخصيات معارضة، من بينهم أعضاء في حزب (الإصلاح)، "ذراع الإخوان المسلمين في اليمن" إلى جانب قبائل وأجزاء من القبائل في المناطق المتنازع عليها مع الحوثيين".

وأشار التحليل إلى أنّ "بعض الفصائل داخل حزب (الإصلاح) تقدم دعماً مادياً للحوثيين من خلال نقل الأسلحة. وتمرّ معظم الأسلحة المستوردة للحوثيين، بالإضافة إلى مكونات برامجهم الصاروخية والطائرات بدون طيار، عبر أراضٍ تحت السيطرة الاسمية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليّاً."

وأضاف التحليل أنّ "الفساد المستشري وضعف الكفاءة بين أعداء الحوثيين المحليين كانا من العوامل الرئيسية في تعزيز سيطرة الحوثيين على السلطة. كما أنّ عجز الحكومة المعترف بها دوليّاً عن التصدي للفساد، بما في ذلك تجارة الأسلحة، وتوفير الأمن المتوقع باستمرار، يضعف سلطتها بشكل متواصل."

وأوضح التحليل أنّ "الضربات الجوية الأمريكية قد تسهم في تعزيز قبضة الحوثيين على السلطة. فالكثير من أعداء الحوثيين السابقين يبدون الآن دعماً جماعياً وصريحاً للجماعة. ورغم أنّ الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة ضد الحوثيين قد تكون مبررة، إلا أنّها لا تعالج مشكلة تنامي نفوذ الحوثيين مقارنة بخصومهم المحليين، بل قد تؤدي إلى تفاقم الوضع من خلال دفع ميليشيات إضافية للتحالف مع الحوثيين"، وفق ما نقل موقع (شبوة برس).

مجلة أمريكية: بعض الفصائل داخل حزب (الإصلاح) تقدم دعماً ماديّاً للحوثيين من خلال نقل الأسلحة، ومعظم الأسلحة المستوردة للحوثيين تمر عبر مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.

هذا، وأعاد نشطاء يمنيون استعراض مواقف الإخوان المسلمين المتناقضة في اليمن، والتي أثرت على عدم حسم المعركة مع ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، عبر هاشتاغ #تناقضات_الإخوان، على منصة (إكس).

وكشف النشطاء، من خلال الهاشتاغ المواقف المتناقضة للتنظيم، لا سيّما القفز من مركب الشرعية إلى ميليشيات الحوثي وتأييد عملياتهم الإرهابية في البحر الأحمر ضد السفن التجارية، وذلك وفقاً لما نشره موقع (عدن تايم) المحلي.

النشطاء اتهموا أيضاً حزب (الإصلاح) الفرع المحلي لتنظيم الإخوان باليمن، بانحيازه المستمر لمصالحه الشخصية على حساب المبادئ الوطنية والقيم الإنسانية والدينية.

واعتبروا أنّ تاريخ حزب (الإصلاح) الإخواني يؤكد أنّ المصالح الشخصية والسياسية تتفوق على مبادئه الوطنية والدينية.

وسلطوا الضوء على حكم حزب (الإصلاح) في الأجزاء التي يسيطر عليها من تعز ومأرب، مؤكدين أنّه يحكمها بالحديد والنار، ويقمع كل صوت معارض، ويرزح في سجونه الآلاف، وهناك عدد من المخفيين قسريّاً، وسجون سرّية، وعصابات تابعة له تقتل وتهتك الأعراض بدون حسيب أو رقيب.

هزّت انفجارات شديدة العاصمة صنعاء، في أعقاب غارات جديدة تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيّاً

وقد هزّت انفجارات شديدة العاصمة صنعاء، في أعقاب غارات جديدة تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيّاً.

ودوّت (4) انفجارات بشدة في الضواحي الجنوبية من صنعاء، وتحديداً اتجاه شارع الستين وجبل عطان الذي يضم مخازن للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وفق ما نقلت (العين الإخبارية).

كما ضربت الغارات بعنف مباني جامعة الإيمان التي حوّلها الحوثيون إلى ثكنات عسكرية وغرف عمليات لقيادات الميليشيات المدعومة إيرانيّاً.

وذكر السكان أنّ قصفاً أمريكياً متزامناً يُعتقد أنّه استهدف مخازن أسلحة سرّية لميليشيات الحوثي في مشروع مبنى النظافة غربي صنعاء.

وتأتي الغارات في صنعاء بعد ساعات من استهداف الولايات المتحدة بضربات جوية ساحل العرج في باجل ومصنع الحديد في الصليف شمالي الحديدة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس أنّ الموجة الأولى من الضربات في اليمن أصابت أكثر من (30) هدفاً، بما في ذلك مواقع تدريب، وعدد من كبار خبراء الطائرات المسيّرة الحوثيين. 

ووفقاً لمصادر يمنية، فقد أدت الغارات إلى مقتل العديد من قيادات ميليشيات الحوثي العسكرية والأمنية، منهم (6) قيادات سقطوا في اليوم الأول من العملية، وما تزال الميليشيات تتكتم على مصرعهم.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية