"سهام الشرق" اليمنية تطهّر محافظة أبين من القاعدة والإخوان

"سهام الشرق" اليمنية تطهّر محافظة أبين من القاعدة والإخوان


25/08/2022

قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري: "ما نشهده من حملة تستهدف مجلس القيادة الرئاسي تأتي في سياق محاولات بعض القوى التي تضرّرت من مخرجات مشاورات الرياض لإرباك الساحة".

وفي تصريحات خصّ بها "حفريات" أكّد أنّ هذه القوى "تريد إشغال المجلس عن تنفيذ المهام التي جاء من أجلها، بالذات توحيد جهود كلّ القوى لمواجهة انقلاب الميليشيات الحوثية، عبر عملية سلمية تفاوضية، أو عمل عسكري مشترك".

وجاء تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، ونقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى المجلس مكتملاً، بمثابة خسارة كبيرة للذراع السياسية للإخوان المسلمين في اليمن، حزب التجمّع الوطني للإصلاح، الذي تمتع بنفوذ كبير داخل مؤسسة الرئاسة، عبر نائب الرئيس، علي محسن الأحمر، والذي أقاله الرئيس هادي، قبل نقل صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي.

عملية سهام الشرق

وعقب الاشتباكات التي شهدتها عاصمة محافظة شبوة، ومدينة عتق، ومديريات في المحافظة، بين قوات دفاع شبوة مدعومة بقوات العمالقة، وكلتاهما محسوبة على القوات المسلحة الجنوبية، وقوات محسوبة على حزب الإصلاح، منها القوات الخاصة، التابعة لوزارة الداخلية، وقوات تتبع وزارة الدفاع مثل اللواء 21 ميكا، وقوات أخرى تتبع الوزارتين، أطلقت القوات المسلحة الجنوبية عملية عسكرية لتحرير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية والمخربة.

عملية "سهام الشرق" العسكرية: تطهير أبين من إرهاب القاعدة والإخوان

وجاء في بيان المجلس الانتقالي الجنوبي؛ تهدف العملية التي حملت اسم "سهام الشرق" إلى "تطهير محافظة أبين من التنظيمات الإرهابية وإزالة خطر التخادم الإخواني الحوثي مع تنظيم القاعدة، إضافة إلى تعزيز تأمين العاصمة عدن، وحماية الطرقات الرابطة بين محافظات الجنوب وإيقاف عمليات تهريب الأسلحة والممنوعات عبر الشريط الساحلي لمحافظة أبين".

 إضافة إلى "إتاحة الفرصة لأبناء أبين بحماية أرضهم وإدارة شؤون محافظتهم، وتأمين تحرك القوات الجنوبية بين العاصمة عدن، ومحافظات شبوة وحضرموت والمهرة، وإزالة خطر دعم وتعزيز أي تمرّد أو عمليات إرهابية محتملة في محافظات الجنوب، لا سيما شبوة وحضرموت، وإنهاء حالة الانقسام الذي تشهده محافظة أبين، وتهيئة الأرضية لبدء عملية عسكرية لتحرير باقي مناطق أبين من سيطرة الميليشيات الحوثية، وفق ما نصّ عليه اتفاق الرياض".

يشنّ حزب الإصلاح الإخواني عبر آلته الإعلامية والآلة الإعلامية المؤيدة له من معسكر الإعلام المؤيد للإخوان المسلمين، هجوماً ضارياً على مجلس الرئاسة اليمنية

وتأتي هذه العملية العسكرية لتسدّد ضربة قوية إلى حزب الإصلاح الإخواني، فقد فشل الحزب في استعادة السلطة بعد إخفاقه في الانقلاب في محافظة شبوة، وبات مكشوفاً على المستوى السياسي، بوصفه خارجاً عن مخرجات مشاورات الرياض، ومن قبل اتفاق الرياض لعام 2019، وكذلك بات مكشوفاً على المستوى العسكري في محافظات الجنوب، وجاءت عملية سهام الشرق لاستعادة محافظة أبين من نفوذ حزب الإصلاح بعد النجاح في استعادة شبوة كاملةً.

مكاسب القضية الجنوبية

ويعدّ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وتنفيذ المجلس لعدد من مخرجات مشاورات الرياض في المحافظات الجنوبية بمثابة مكسب للقضية الجنوبية، ومن ذلك إقالة محافظ شبوة، القيادي في الإصلاح، محمد صالح بن عديو، وتعيين ابن شبوة، القيادي الجنوبي، عوض بن الوزير العولقي، وكذلك القرارات التي صدرت عن المجلس بشأن المناصب العسكرية في شبوة وحضرموت.

ومن جانبه، يقول الإعلامي الجنوبي، إياد الهمامي: "يعدّ إطلاق العملية العسكرية من قبل القوات المسلحة الجنوبية استجابةً للمطالب الشعبية الواسعة والمتكررة، لاستمرار جهودها في مكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال توجيه ضربة موجعة لقوى الشر والإرهاب، حتى تتمّ إزالة أيّة تهديدات لأمن الجنوب نحو التحرر من قوى الإرهاب، والقضاء عليه بكل صوره وأشكاله، وكون تواجد التنظيمات الإرهابية في أبين، يشكّل خطراً على الملاحة الدولية".

إياد الهمامي: بدأ سقف الغضب الإخواني يرتفع بشكل هستيري

وتابع الهمامي لـ "حفريات": "هجوم الإخوان المسلمين على الشرعية هو امتداد لسياسة المصالح التي انطوت صفحتها الأخيرة على تراب أرض شبوة، حيث بدأ سقف الغضب الإخواني يرتفع بشكل هستيري، بعد أن وجد مليشياته تتهاوى أمام القوات المسلحة الجنوبية، وإخفاق فرض أمر واقع أمام مجلس القيادة الرئاسي الذي أصابت قراراته الأخيرة النسيج الإخواني وجعلتهم أمام خيارات أحلاها مرّ".

بيان للمجلس الانتقالي الجنوبي: تهدف العملية التي حملت اسم "سهام الشرق" إلى تطهير محافظة أبين من التنظيمات الإرهابية وإزالة خطر التخادم الإخواني الحوثي مع تنظيم القاعدة

وفي عهد مؤسسة الرئاسة السابقة رسّخ الإخوان سيطرتهم في محافظات الجنوب عبر المناصب الكبرى في السلطة العسكرية والمحلية والتنفيذية بشكل عام، وهو ما تمّ تصحيحه عقب تشكّل مجلس القيادة الرئاسي، برئاسة رشاد العليمي، في نيسان (أبريل) الماضي، وعضوية سبعة أعضاء بدرجة نائب رئيس، ومن بينهم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي.

ورغم أنّ المجلس ضمّ في عضويته، محافظ مأرب، المحسوب على الإخوان، اللواء سلطان العرادة، والقيادي الإخواني، عبد الله العليمي، إلا أنّ تركيبته جعلت النفوذ متساوياً في الساحة السياسية، بين مكونات الشرعية التي تتمايز عن بعضها لعدة أسباب، وهو ما يعني أنّ مجلس القيادة الرئاسي هو سبب ما يحدث لحزب الإصلاح، وفق ما يردّده المحسوبون عليه.

استهداف مجلس القيادة الرئاسي

وتبعاً لذلك، يشنّ حزب الإصلاح الإخواني عبر آلته الإعلامية والآلة الإعلامية المؤيدة له من معسكر الإعلام المؤيد للإخوان المسلمين، هجوماً ضارياً على مجلس الرئاسة، ويستغلون قضية الوحدة في تشويه صورة المجلس.

مكاسب واسعة تحققها القضية الجنوبية

وبشأن ذلك، قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري: "هذه القوى تضررت من إيجاد هذا المجلس، الذي جاء تنفيذاً لنتائج مشاورات الرياض، التي رعتها الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي"، وأضاف: "أعتقد أنّ الجميع على وعي كامل بأنّ هذه القوى المتضررة التي استهلكت أكثر من ثمانية أعوام من استحواذها على الشرعية، وظّفتها، للأسف، في تأجيج الصراعات البينية، ولم تؤدِّ إلى مواجهة الميليشيات الحوثية، بل حولت بوصلة المعركة ضدّ شعب وقضية الجنوب".

وأكّد الكثيري أنّ "ما يحدث اليوم من تحولات في مسارات العمل، سواء فيما يتعلق بعمل الحكومة والسلطات المحلية، نتاج ما تمخضت عنه مشاورات الرياض".

وأشار إلى أنّ "هذا الحراك المجتمعي والسياسي، بالتأكيد، لا يرضي هذه القوى، ولهذا تلجأ إلى محاولة إرباك الساحة من خلال الهجمات على مجلس القيادة الرئاسي، سواء إعلامية وغير ذلك".

وحول توقعاته عن تأثير هذه الحملة، قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري: "أعتقد أنّ الأمور ستمضي باتجاه إنجاز مهام المرحلة الانتقالية، والوصول إلى عملية سلام شاملة"، وعن القضية الجنوبية قال: "نحن في الانتقالي الجنوبي نسعى إلى تحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي، وتحقيق أهدافه، وأهداف مقاومته وثورته، والمضي بالجميع لإيجاد حلول مستدامة، وليس مجرد هدنات، وهذا الأمر لا يرضي تلك القوى، ما يدفعها إلى محاولة النيل من مجلس القيادة الرئاسي".

وتعود بداية الصدام بين الإخوان والانتقالي الجنوبي إلى ظواهر التمرّد من القوات المحسوبة على الإخوان على قرارات السلطة المحلية في شبوة، بتاريخ 15 من تموز (يوليو) الماضي، بعد إصابة جنديين من قوة دفاع شبوة بنيران القوات الخاصة الموالية للإخوان، إلى جانب توتر الوضع بين القوات الخاصة وقوات العمالقة، ليعلو صوت المطالبات، الرسمية والشعبية، لمحافظ شبوة بتسليم النقاط الأمنية لقوات دفاع شبوة بمداخل ووسط  مدينة عتق. ومع توسع التمرد الإخواني صدرت تعليمات المحافظ بعملية عسكرية جنوبية ضدّهم، نجحت في طردهم من مدن ومناطق سيطرة في شبوة.

وأدّت الأحداث السابقة إلى استقالة القيادي الإخواني، عبد الله العليمي، من عضوية المجلس الرئاسي، قبل أن يعاود التراجع عن الاستقالة، وسبق الاستقالة تهديد حزب الإصلاح الإخواني بالانسحاب من سائر مؤسسات الشرعية ما لم يُعزل محافظ شبوة ويُحاكم.

 

مواضيع ذات صلة

قرية "خبزة": قصة صمود قَبلَية في وجه عدوان الحوثيين

"القاعدة" والحوثيون يقوضون السلام باليمن... أدلة تظهر العلاقة الوثيقة بين الطرفين

اليمن: شبوة تنتصر على الإخوان... آخر تطورات حالة التمرد في مدينة عتق



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية