"القاعدة" والحوثيون يقوضون السلام باليمن... أدلة تظهر العلاقة الوثيقة بين الطرفين

"القاعدة" والحوثيون يقوضون السلام باليمن... أدلة تظهر العلاقة الوثيقة بين الطرفين


25/07/2022

دفعت ميليشيات الحوثي ملف تنظيم القاعدة مجدداً إلى واجهة المشهد اليمني، بعد كشف الأمم المتحدة العلاقة الخفية بين الجماعتين، والمصالح المشتركة التي يدفع ثمنها اليمنيون.

وكشف تقرير أممي حديث نشر قبل يومين عن أنّه رغم الانتكاسات الأخيرة، فإنّ القاعدة في شبه الجزيرة العربية تشكل تهديداً مستمراً في اليمن عبر المنطقة وخارجها، حيث تسعى المجموعة لإحياء القدرة العملياتية الدولية.

وأكد التقرير الذي سلّمته رئيسة لجنة مجلس الأمن العاملة بشأن تنظيم داعش والقاعدة تراين هايمرباك إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، استمرار تهديد التنظيم وامتداده إلى خارجها، علاوة على طموحه في تنفيذ عمليات دولية، مستغلاً بذلك النزاع الحاصل في اليمن، واستفادته من التعاون الحاصل بينه وبين ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، وفق ما نقل موقع "مأرب نيوز".

وأضاف التقرير أنّه بالرغم أيضاً من استمرار سريان وقف إطلاق النار المتوصل إليه مؤخراً، والتغيرات التي طرأت على الديناميات الأمنية، فإنّ تنظيم القاعدة يستغل فعلياً النزاع في اليمن، مستفيداً من نجاح إستراتيجية الاندماج داخل القبائل المحلية التي تجعله يكسب المؤيدين.

ومن بين المناطق التي يتخذ منها التنظيم معاقل لمقاتليه وقياداته في اليمن، ذكر التقرير محافظات "مأرب، وأبين، وشبوة، وحضرموت، والمهرة، والجوف".

 أبرم تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي في البيضاء اتفاقاً في إطار التعاون والتنسيق بين التنظيمين الإرهابيين

وأفاد أنّ الدول الأعضاء قدّرت "قوام تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ببضعة آلاف من المقاتلين المجندين من السكان اليمنيين في المقام الأول، وتكملهم أعداد صغيرة من المقاتلين الإرهابيين الأجانب"، مشيراً إلى أنّه "يجبي الإيرادات من أعمال الاختطاف للحصول على فدية والنهب والسرقة، إضافة إلى التحويلات المالية القادمة من أقارب أفراد التنظيم في الخارج".

ولاحظت دولة عضو في مجلس الأمن أنّ التنظيم يعمل على تعزيز قدرته على تنفيذ العمليات البحرية.

وما يزال التنظيم يتكبد الخسائر، حيث أعلن في كانون الثاني (يناير) 2022 مقتل قائده العسكري العام صالح بن سالم بن عبيد عبولان (المعروف باسم أبو عمير الحضرمي، غير مدرج في القائمة).

وبحسب وكالة أخبار "يمن نيوز"، فقد كشف أعضاء في مجلس الأمن عن آلية التخادم بين قيادات وعناصر التنظيم من جهة، وميليشيا الحوثي من جهة ثانية.

وأكدت أنّ "التنظيم يتعاون مع قوات الحوثيين، حيث تؤوي هذه القوات بعض أفراده وتفرج عن سجناء مقابل قيامه بعمليات إرهابية بالوكالة وتوفير التدريب العملياتي لبعض المقاتلين الحوثيين".

 

تنظيم القاعدة استغل النزاع الحاصل في اليمن واستفادته من التعاون الحاصل بينه وبين ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً

 

وفي سياق متصل، أعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن اقتحام سجن في حضرموت وإطلاق سراح عدد من المقاتلين.

وتمكن (10) أعضاء من تنظيم القاعدة من الفرار من معتقل سيئون في محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن، نهاية نيسان (أبريل) الماضي، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك".  

وذكر المصدر أنّ الأجهزة الأمنية عمّمت نشرة بأسماء وصور السجناء الفارين، واستحدثت حواجز تفتيش في مدينة سيئون لتعقبهم والقبض عليهم، وفتحت تحقيقاً في الواقعة.

ووفقاً للوكالة ذاتها، فإنّ مناطق عدة في اليمن تشهد حضوراً لمسلحي تنظيم القاعدة، خاصة ضمن المدن الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وفي الإطار ذاته، أبرم تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي في البيضاء اتفاقاً في إطار التعاون والتنسيق بين التنظيمين الإرهابيين.

وبحسب المصادر التي نقل عنها موقع "اليمن العربي" أيار (مايو) الماضي، فإنّ قيادات في ميليشيا الحوثي الموالية لإيران، وقيادياً بارزاً في تنظيم القاعدة بمحافظة ‎البيضاء عقدوا اجتماعاً حضره حمود شتان وكيل محافظة البيضاء المعيّن من الحوثيين، والشيخ أحمد أبو بكر الرصاص وممثل جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين مع قيادي رفيع في تنظيم القاعدة المكنّى "أبو القعقاع الريامي".

التنظيم يتعاون مع قوات الحوثيين

وأوضحت المصادر أنّ الطرفين اتفقا خلال الاجتماع على إطلاق ميليشيا الحوثي العشرات من عناصر تنظيم القاعدة، مقابل تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في المحافظات المحررة، واستهداف قيادات سياسية أمنية وعسكرية بارزة مع تسهيل الميليشيات لها بدخول تلك المحافظات عبر مناطق التماس الخاضعة لسيطرتها.

وفي بداية العام الجاري، اغتالت عناصر يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة اللواء ثابت جواس، أحد القادة الذين واجهوا ميليشيا الحوثي إبّان الحروب الـ6، في إطار التنسيق بين الجماعتين الإرهابيتين.

هذا، وكانت ميليشيات الحوثي قد أفرجت عن نحو 70% من عناصر تنظيم القاعدة من السجون التي كانوا قيد الاعتقال فيها قبل انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية.

وكشف مركز دراسات يمني أنّ ميليشيات الحوثي أسهمت بشكل كبير في حلّ أزمة التجنيد التي تواجه تنظيم القاعدة، من خلال الإفراج عن نحو 70% من عناصر التنظيم البارزين من السجون التي كانوا وضعوا فيها قبل انقلاب الميليشيات على الشرعية، ووصف المركز ذلك بأنّه "صفعة للجهود الدولية في مكافحة الإرهاب".

‏ وبحسب مركز صنعاء للدراسات، فإنّه تم الإفراج عن غالبية العناصر المهمة من القاعدة لدى الحوثيين، وإنّ المتبقين هم فقط من الشخصيات الأدنى رتبة في التسلسل القيادي، بعد إطلاق سراح أكثر من (400) عنصر لـ"القاعدة"، لافتاً إلى أنّ صفقات تبادل للأسرى بين تنظيم القاعدة والحوثيين ساعدت في التغلب على أزمة التجنيد التي تضيق الخناق على التنظيم.

 

مجلس الأمن: قوام تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بضعة آلاف من السكان اليمنيين، وتكملهم أعداد صغيرة من المقاتلين الإرهابيين الأجانب

 

 المفاوضات بين الطرفين، وفق المعلومات التي حصل عليها المركز، لم تقدّم فيها ميليشيات الحوثي أيّ اعتراض على الأسماء التي قدّمها تنظيم القاعدة للإفراج عنها مقابل أسراها، وأنّ التنظيم حرر العشرات من عناصره، بمن فيهم نجل علوي البركاني، المعروف باسم أبو مالك اللودري، وهو شخصية معروفة في تنظيم القاعدة في أفغانستان إبّان حكم طالبان.

 التنظيم نجح أيضاً في تحرير القيادي الرابع في سلم تنظيمه الدولي المصري سيف العدل، المعتقل في إيران منذ عام 2003، مقابل إفراجه عن نور أحمد نيكبخت، وهو دبلوماسي إيراني اختطفه تنظيم القاعدة في اليمن، واحتجز هناك منذ عام 2012.

 صفقات تبادل الإرهابيين هذه لم تكن الأولى، فقد أجرت الميليشيات في نيسان (أبريل) 2016 عملية تبادل مع جماعة أنصار الشريعة، وهي الجناح المحلي للتنظيم الإرهابي في اليمن والمصنفة أيضاً على قائمة الإرهاب العالمي، شملت إطلاق (100) عنصر من القاعدة.

 هذا، وتتصارع القاعدة مع الحوثيين إعلامياً، لكنّها في الظلام تحرص على تحقيق منافع متبادلة تنقذها لتستمر في تأجيج حرب اليمن.

 

ميليشيات الحوثي تفرج عن نحو 70% من عناصر تنظيم القاعدة من السجون التي كانوا قيد الاعتقال فيها قبل انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية

 

 هذا هو حال تنظيم القاعدة وميليشيات الحوثي منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي ضم قوى فاعلة وحيوية كبدت الإرهاب والانقلاب هزائم مدوية.

 يُذكر أنّ العمليات الإرهابية مؤخراً التي تنوعت بين الاختطافات والتفجيرات والهجمات المسلحة، والتي جاءت قبل وبعد مشاورات الرياض، الحدث السياسي الذي رمم جبهة الشرعية وأثمر تسليم السلطة لمجلس قيادة رئاسي بـ7 نيسان (أبريل) الماضي، قد برهنت على وجود شراكة بين تنظيم القاعدة الإرهابي وبين ميليشيات الحوثي، بتحويل مناطق الانقلاب بؤرة محصنة لاستهداف المناطق المحررة لإعاقة وعرقلة الاصطفاف اليمني تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية