تقرير جديد يكشف الانتهاكات التركية في عفرين السورية... تفاصيل

تقرير جديد يكشف الانتهاكات التركية في عفرين السورية... تفاصيل


26/07/2021

عدّد تقرير لموقع "مونيتور" الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا في عفرين، لافتاً إلى تحول تلك الميليشيات إلى عصابات جرائم.

يورد التقرير، الذي ترجمه موقع "عفرين بوست"، شهادة المواطنة الكردية ليلى محمد أحمد (63 عاماً) التي احُتجزت لمدة 17 يوماً بتهمة علاقتها بالإدارة الذاتية، وتقول وهي في حالة عجز: إنّها شهدت 10 حالات انتحار لشابات بعد تعرّضهن للاغتصاب من قبل عناصر ميليشيا "السلطان مراد"، وهو فصيل سنّي معارض يعمل تحت راية الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا. وينقل التقرير عن المواطنة الكردية معاناة زملائها المعتقلين في مقابلة هاتفية مع "المونيتور"، وتقول: "بعضهم استخدموا أحزمة لشنق أنفسهم، واستخدموا الأقلام أو أدوات حادة أخرى للطعن في حلقهم، وكانت هناك الفتيات الفقيرات اللواتي ضربن رؤوسهن بالحائط حتى وصلن إلى الانهيار".

قصة ليلى أحمد ليست نادرة، ففي الأراضي التي تحتلها تركيا نشأ نمط من العنف والإجرام، وهناك عصابات إجرامية تختطف من أجل المال، وتستغل موارد المواطنين لتحقيق مكاسب خاصة بها.

مواطنة كردية: كان هناك نحو 150 شخصاً، كنا نحصل على حبة بطاطا مع نصف رغيف خبز مرتين باليوم، ويضربوننا كلّ ليلة

وبصوت متأرجح بين الحزن والغضب تحدثت ليلى أحمد عن مركز الاحتجاز في بلدة الراعي الشمالية الذي يديره مسلحو ما يُسمّى "الجيش الوطني السوري": "كان هناك نحو 150 شخصاً، كنا نحصل على حبة بطاطا مع نصف رغيف خبز مرتين باليوم، ويضربوننا كلّ ليلة من الساعة الـ1 حتى الـ3، وكان الرجال يأخذون بعض الفتيات لتدنيسهن، قائلين: "نحن نأخذك إلى الدكتور… لقد كان هذا اعتيادياً".

في غضون ذلك، تقول ميغان بوديت، الباحثة في واشنطن ومؤسسة "مشروع نساء عفرين المفقودات": إنها وثقت 135 حالة لنساء ما زلن في عداد المفقودات من أصل 228 حالة من إجمالي حالات الاختطاف المبلغ عنها. وقالت إنه ورد أنه تم الإفراج عن 91 امرأة، بينما قُتلت اثنتان في الحجز. "من خلال التحدث إلى الناجيات مباشرة وقراءة الشهادات الأخرى، أقدر أنّ العدد الحقيقي لعمليات الاختطاف والاختفاء أعلى ممّا نعرفه على الأرجح، بسبب الصعوبات والمخاطر المتعلقة بالإبلاغ عن هذه الانتهاكات، ورفض تركيا السماح لوسائل الإعلام المستقلة ومنظمات حقوق الإنسان بالوصول إلى "المونيتور"، كما قالت بوديت.

من جانبه، قال باحث تركي للمونيتور، وهو على دراية عميقة بفصائل الجيش الوطني، سافر إلى عفرين عدة مرات، وقد اشترط عدم ذكر اسمه خوفاً من انتقام السلطات التركية: "تم تقسيم عفرين بين الكتائب المختلفة كغنائم حرب، وأنشؤوا مناطق وحدوداً اتفقوا عليها فيما بينهم، إنهم يغتصبون الممتلكات ثم يبيعونها إلى المالك الأصلي".

إذا أتيت إلى عفرين، فبمجرد أن تتجول ستكون على يقين من أنّ قوة السلاح فقط هي التي تحكم هذه المنطقة، هناك ظاهرة مروعة، انتشار المتاجر التي تبيع الأسلحة

وقال أحد سكان عفرين: "لكل حي لواء خاص به، حي المحمودية، على سبيل المثال، يحتوي على 10 أحياء أصغر، ولكل حي أصغر لواء مسؤول، المدنيون الذين ليس لديهم دعم من لواء معين، فإنّ ممتلكاتهم ضاعت".

وتابع: "إذا أتيت إلى عفرين، فبمجرد أن تتجول ستكون على يقين من أنّ قوة السلاح فقط هي التي تحكم هذه المنطقة، هناك ظاهرة مروعة، انتشار المتاجر التي تبيع الأسلحة، أينما تسير، فسوف تجد "مخزن أسلحة الصيد أو مخزن أسلحة فلان الفلاني"، إنه مشهد قبيح حقاً".

وفي غضون ذلك، تصر ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية "سينام محمد" أنّه يجب على الولايات المتحدة أن تصنف كتائب الجيش الوطني السوري التي ارتكبت جرائم حرب على أنها إرهابية. وقالت: "إنها خطوة ضرورية، وإلّا فلن يتوقفوا".

لكنّ بسام أحمد من "سوريين من أجل الحقيقة والعدالة" قال: إنه يعتقد أنّ هذا هدف غير واقعي، وأضاف: "أقصى ما يمكن أن نأمله هو أن يتم معاقبة بعض أمراء الحرب هؤلاء بشكل فردي على جرائمهم"، وأردف: "حان الوقت لأن تتحرك الولايات المتحدة ضد هذه الجماعات".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لـ"المونيتور": "تشعر الإدارة بالقلق إزاء التقارير المستمرة التي تفيد بأنّ بعض عناصر الجيش الوطني السوري قد انتهكوا قانون النزاع المسلح، وانتهكوا حقوق الإنسان في شمال سوريا. نواصل حث تركيا على الضغط على جماعات المعارضة المدعومة من تركيا لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، ومحاسبة الجناة، واتخاذ خطوات لمنع أي انتهاكات من هذا القبيل في المستقبل".

في تموز (يوليو) أضافت الولايات المتحدة تركيا إلى قائمة الدول المتورطة في استخدام الجنود الأطفال على مدار العام الماضي، وهي المرّة الأولى التي يتم فيها تصنيف حليف في الناتو على هذا النحو.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية