بهذه الطريقة تستغل ميليشيات الحوثي النساء في هجماتها الإرهابية.. تقرير يوضح الانتهاكات

كشفت أجهزة الأمن اليمنية بعض انتهاكات ميليشيات الحوثي الإرهابية بحقّ النساء في مناطق سيطرتها، واستغلالهن لتنفيذ أعمال إرهابية في محافظة مأرب.

وقال مدير عام شرطة محافظة مأرب العميد يحيى حُميد، في مؤتمر صحفي عقد أمس: "إنّ تحقيقات الأجهزة الأمنية مع عدد من الخلايا التابعة لميليشيا الحوثي الإرهابية التي تم ضبطها، كشفت أنّ جهازاً سرّياً خاصاً تابعاً لزعيم الحوثيين يقوم باستقطاب واستدراج النساء من الأسر الفقيرة وتجنيدهن أمنياً وتدريبهن على تنفيذ أعمال إرهابية وجمع المعلومات عن المستهدفين، ثم إرسالهن لتنفيذ المهام في مناطق الشرعية"، وفق ما نقل موقع "مأرب نيوز".

جهاز سرّي تابع لزعيم الحوثيين يقوم باستقطاب واستدراج النساء وتجنيدهن أمنياً وتدريبهن على تنفيذ أعمال إرهابية

وأوضح أنّ "الميليشيات تجند النساء بعد توريطهن بمستمسكات غير أخلاقية، ضاغطة عليهن لضمان عدم تراجعهن والفرار من قبضتهم وتنفيذ الأعمال الإرهابية المطلوبة منهن"، لافتاً إلى أنّ ذلك الجهاز "ينشط في كثير من الأحيان تحت لافتة منظمات إغاثية ومدنية".

وأضاف المسؤول الأمني: إنّ "هذه المنهجية والأساليب هي منهجية إيرانية تطبقها ميليشيا الحوثي باليمن بالمستوى نفسه، وبإشراف خبرات إيرانية ومن حزب الله اللبناني".

واستعرض بالفيديو نموذجاً لاعترافات إحدى العناصر التي تمّ إرسالها إلى محافظة مأرب من قبل قيادة الميليشيا بعد تدريبها وتمويلها بالأموال والعبوات الناسفة، والأعمال الإرهابية التي كلفت بتنفيذها، وفي مقدمتها زرع العبوات الناسفة لتفجير الصالة الرياضية بمدينة مأرب التي يسكنها مئات الجرحى من منتسبي الجيش الوطني والمقاومة، وزرع العبوات في سيارات الإسعاف والطواقم الطبية وسيارات مواطنين مدنيين وعسكريين.

وقال مدير شرطة مأرب: إنّ "الميليشيا تسيء إلى أخلاق وقيم اليمنيين بزجّ النساء في أعمال خبيثة وإرهابية لا يقبلها أيّ يمني أو عربي".

تقرير حقوقي يوثق 1181 حالة اعتقال ضد النساء في اليمن ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال 3 أعوام

ولفت إلى أنّ هذه الأدلة، والفيديو الذي تمّ عرضه، تؤكد زيف وكذب الادعاء الذي تحاول هذه الميليشيات ترويجه عن محافظة مأرب بتسليم نساء لجهة أجنبية، واستثارة مشاعر اليمنيين بمسمّيات العرض والشرف لتجنيدهن في معركتها لغزو المحافظة.

واعتبر أنّ ذلك إجراء استباقي من هذه الميليشيات لتغطية فضيحتها وانكشاف أمرها في تجنيد النساء وإرسالهن لتنفيذ أعمال إرهابية تستهدف المدنيين الآمنين في محافظة مأرب، التي تكتظ بالنازحين والمهجرين من قبل هذه الميليشيات من مختلف محافظات الجمهورية.

العميد حُميد دعا ميليشيا الحوثي إلى الكفّ عن انتهاك نساء اليمن بهذه الأساليب الدخيلة على اليمنيين وقيمهم، مشيراً إلى نهج هذه الميليشيا في استهداف المدنيين والنازحين بعد أن شرّدتهم وبشكل متكرر بالصواريخ الباليستية والطائرات الإيرانية المسيّرة.

وكانت شرطة مأرب قد أعلنت مطلع شباط (فبراير) الجاري إلقاء القبض على خلية تجسس حوثية مكوّنة من 8 نساء في مدينة مأرب، وعثر بحوزتهنّ على لواصق ألغام فردية وأجهزة تحديد مواقع.

وفي الإطار ذاته وثّق تقرير حقوقي انتهاكات وجرائم مروعة ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية ضد النساء في اليمن خلال الأعوام الـ3 الماضية.

ورصد التقرير الصادر عن "تحالف نساء من أجل السلام في اليمن"، و"تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن"، و"المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر"، الصادر عن 3 منظمات حقوقية أمس، رصد 1181 حالة اعتقال ضد النساء في اليمن ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال الفترة من كانون الأول (ديسمبر) 2017 حتى الشهر ذاته في عام  2020.

وأشار التقرير إلى أنه تمّ توثيق 274 حالة إخفاء قسري، و292 حالة اعتقال بحقّ الناشطات والحقوقيات ونساء من قطاع التربية والتعليم، و246 حالة اعتقال لعاملات في المجال الإغاثي والإنساني، و71 حالة اغتصاب و4 حالات انتحار.

وذكر التقرير أنّ الانتهاكات بحقّ النساء تفاوتت بين القتل والتشويه والاحتجاز والاعتقال والاختطاف والتعذيب والعنف الجنسي، لافتاً إلى الاعتقالات بحقّ النساء اليمنيات وكذلك الأجنبيات العاملات في المجال الإنساني والإعلامي والحقوقي والناشطات السياسيات، لاسيّما في منطقة أمانة العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة "الجماعة المسلحة"، حسب التقرير، في إشارة إلى الحوثيين.

ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على الحوثيين لإطلاق سراح النساء المعتقلات والمخفيات قسراً فوراً دون قيد أو شرط، ووقف كافة الانتهاكات التي يمارسونها بحقّ النساء.

ودعا أيضاً إلى إدراج ميليشيا الحوثي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية لتورطها بارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة ضد النساء والأطفال.