بالصور.. كيف أثّر فيروس كورونا على الطقوس الرمضانية؟

بالصور.. كيف أثّر فيروس كورونا على الطقوس الرمضانية؟


26/04/2020

أَثّر فيروس كورونا المستجد على كافة مناحي الحياة الإنسانية هذا العام؛ فامتد أثره المرعب على الأنشطة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية وغيرها، وبطبيعة الحال وصل هذا الأثر إلى طقوس شهر رمضان الذي بدأ معظم المسلمين في العالم صيامه يوم الجمعة.

ويصوم المسلمون شهر رمضان هذا العالم وسط إغلاقات وتحذيرات من التجمّع والتواصل الاجتماعي، خوفاً من انتشار وباء "كوفيد 19"، ما يحرمهم من عاداتهم وطقوسهم الرمضانية؛ كاجتماع العائلات على الإفطار وإحياء الصلوات في المساجد وسهرات السحور وغيرها، وتالياً نرصد أهم الطقوس الرمضانية التي لن يتمكن المسلمون من إحيائها.

لن يتمكن المسلمون هذا العام من أداء مناسك العمرة أو الصلوات الخمس وصلاة التراويح في المساجد

الصلاة
مع ازدياد حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا المستجد في الدول العربية والإسلامية كما في باقي دول العالم، اتخذت السلطات إجراءات لمنع التجمعات العامة والتقارب الاجتماعي، وقد طالت هذه الإجراءات المساجد بوصفها من أماكن التجمعات الكبيرة التي تساعد في انتشار الوباء المستجد.
ولن يتمكن المسلمون هذا العام من أداء مناسك العمرة أو الصلوات الخمس وصلاة التراويح في المساجد كما كل عام، فقد اتخذت معظم الدول العربية والإسلامية قرارتٍ بإغلاق المساجد ودور العبادة لكبح انتشار الفيروس الذي ينتشر بقوة في التجمعات البشرية.

صورة جوية للحرم المكي كما بدا يوم الجمعة
واتخذت السلطات السعودية حزمة متتالية من الإجراءات الاحترازية، بينها حظر التجول ووقف حركة الطيران، فضلاً عن تعليق تأشيرات زيارة المملكة لأغراض السياحة أو العمرة وزيارة المسجد النبوي خلال شهر رمضان، ضمن إجراءات مكافحة الفيروس.

 

 

كما أعلن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، عن تعليق حضور المصلين الصلوات في المسجد الأقصى، كإجراء احترازي لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.

 أعلن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، عن تعليق حضور المصلين الصلوات في المسجد الأقصى
ومن جهة أخرى، قاومت بعض الجماعات الدينية قرارات الدول الهادفة إلى احتواء فيروس كورونا؛ حيث أفتى علماء إقليم "أتشه" في إندونيسيا بجواز مواصلة الصلاة، وقد حضر صلاة الجمعة في مسجد الرحمن أكثر من 10 آلاف شخص، فيما سمحت الحكومة الباكستانية بضغط من السلطات الدينية في البلاد، بإقامة صلوات الجماعة في المساجد في شهر رمضان، شريطة الالتزام بتعاليم معينة، وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان "هل نمنع الناس بالقوة من الذهاب إلى المسجد؟ وإن ذهبوا، فهل ستعتقل الشرطة المصلّين وتودعهم في السجن؟"، وذلك رداً على تحذير أطباء من العواقب الصحية لهذه الخطوة ومطالبتهم بإلغائها.

صلاة الجمعة في أحد مساجد إندونيسيا

سهرات السحور
ترتفع وتيرة الحياة مساءً بين المسلمين في شهر رمضان، فقد اعتاد الناس على طقوس مسائية مثل التجمّع في بيوت العائلة والأصدقاء أو السهر في المطاعم والمقاهي، التي تحيي سهرات رمضانية مختلفة وتقدم السحور.

ستغيب الكثير من المبادرات الإنسانية الرامية لمساعدة الفقراء بسبب خوف فاعلي الخير من التبرع في ظل ضبابية الوضع الاقتصادي

إلا أنّ الوضع سيكون مختلفاً هذا العام، مع إجراءات حظر التجول وإغلاق الأماكن العامة التي اتخذتها السلطات لكبح انتشار الفيروس المستجد؛ إذ سيحيي الناس أمسياتهم الرمضانية وحيدين في بيوتهم.
التجمعات العائلية
إنّ إقامة العزائم والتجمّع في بيت العائلة، من العادات المتوارثة في كثير من الدول العربية والإسلامية، حيث يجتمع أفراد العائلة الممتدة لتناول طعام الإفطار والسهر والسمر في بيت الجد أو الجدة.

ستحول الإجراءات الوقائية المقررة من الحكومات دون إقامة التجمعات العائلية المعتادة في رمضان
وكمثيلاتها من الطقوس المرتبطة بالشهر الكريم، ستحول الإجراءات الوقائية المقررة من الحكومات دون هذه التجمعات العائلية، إذ ستكتفي كل أسرة بإحياء هذا الشهر معزولة عن أقاربها وجيرانها.

اقرأ أيضاً: بالصور.. البلدة القديمة بالقدس.. غابت زينة رمضان وحضر الدعاء لردع الوباء

الخيم والمبادرات الرمضانية
تُعدّ الخيم الرمضانية من الطقوس الاجتماعية المميزة في شهر رمضان، حيث تقام لغايات متعددة؛ فمنها ما يقدّم وجبات إفطار مجانية للمحتاجين والفقراء أو حتى المتأخرين عن منازلهم بتمويلٍ من منظماتٍ خيرية أو من فاعلي الخير، ومنها ما يستقبل العائلات التي ترغب بالإفطار في جوٍ من التسلية والترفيه، لقاء مقابل مادي.

 

 

وستغيب الخيم الرمضانية عن المدن العربية والإسلامية هذا العام بسبب قوانين حظر التجمعات الخاصة بجائحة كورونا العالمية، كما ستغيب الكثير من المبادرات الإنسانية الرامية لمساعدة الفقراء بسبب خوف فاعلي الخير من التبرع في ظل ضبابية الوضع الاقتصادي المتزعزع بسبب جائحة كورونا.

 

ستغيب الخيم الرمضانية عن المدن العربية والإسلامية هذا العام بسبب قوانين حظر التجمعات الخاصة بجائحة كورونا العالمية
وفي هذا السياق، تقول "نيفين"، التي تواظب مع أصدقائها منذ 20 عاماً على تقديم مساعدات مالية وغذائية للأسر البسيطة، وإعداد مائدة إفطار للصائمين في أحياء القاهرة الفقيرة في رمضان من كل عام، أنها تواجه عدة صعوبات هذا العام، مثل قلة التبرعات لتجهيز تلك المساعدات؛ حيث تسبب فيروس كورونا في عدم إقبال المتبرعين الذين يشعرون بالخوف على مستقبلهم وسط غموض المشهد واستمرار توقف الحياة، فضلاً عن هاجس نيفين وأصدقائها في أن يكونوا سبباً في نقل العدوى لهذه الأسر الفقيرة عند تسليمهم هذه المساعدات، وفق ما أورد موقع دوتشيه فيليه.

اقرأ أيضاً: فيروس كورونا: لماذا يصر البعض على التجمع من أجل الصلاة في زمن الوباء؟
الدراما الرمضانية
يُعتبر شهر رمضان من أهم الشهور في العام بالنسبة لصُنّاع الدراما العربية، حيث يعملون طوال العام لإنتاج مسلسلات خاصة بالشهر الكريم تتناول مواضيع اجتماعية مختلفة، إلّا أن فيروس كورونا المستجد تسبب في تغيير خريطة الدراما الرمضانية المقررة لهذا العام.

أجبر الوباء الكثير من المسلسلات العربية على الانسحاب من السباق الرمضاني بسبب عدم تمكّن القائمين عليها من السفر وتصوير مشاهدها

وأجبر الوباء الكثير من المسلسلات العربية على الانسحاب من السباق الرمضاني بسبب عدم تمكّن القائمين عليها من السفر وتصوير مشاهدها، فيما دفع القائمون على أعمال أخرى للإسراع في تصوير المشاهد المتبقية في ظل إجراءات وقائية مُشدّدة، أو وقف التصوير بشكل مؤقت.
الأسواق والأندية الرياضية
تكتظ الأسواق بالناس في شهر رمضان، حيث يخرجون لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية والحلويات والعصائر المختلفة فضلاً عن شراء احتياجات العيد وملابسه، كما تشهد الصالات الرياضية والترفيهية المختلفة إقبالاً من الشباب في هذا الشهر من كل عام.

سيدة تتسوق استعداداً لشهر رمضان في بنغازي
لكنّ إغلاق أماكن التجمعات العامة، ومعظم المحال التجارية في المدن العربية ومدن العالم، والإبقاء على بعض المحال التي توفر الاحتياجات الأساسية كالمواد التموينية والأدوية، واعتماد بعض المطاعم والمتاجر على خدمة التوصيل إلى المنازل، وكذلك انخفاض القدرة الشرائية لدى الناس، سيحول دون رؤية هذا الاكتظاظ الموسمي الخاص بشهر رمضان.

اقرأ أيضاً: الدراما الرمضانية في ظلّ كورونا.. مسلسلات نجت من الجائحة وأخرى تمّ تأجيلها



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية