الموت أمام المستشفيات... شبح جديد يطارد اللبنانيين بعد وفاة طفلين

الموت أمام المستشفيات... شبح جديد يطارد اللبنانيين بعد وفاة طفلين


15/07/2020

فُجع اللبنانيون بواقعتي موت أطفال أمام مستشفيات في ظلّ نقص الأجهزة الطبية، والعجز عن إنقاذهم، في محافظتين مختلفتين، ما يرفع التوتر في شأن مستقبل البلد الذي يعاني أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

الواقعة الأولى في طرابلس شمال لبنان، حيث لقي طفل (4 أعوام) مصرعه إثر التهابات وارتفاع كبير في درجة الحرارة، فيما رفضت المستشفى استقباله لعدم وجود أجهزة إنعاش في قسم الأطفال، في وقت لقيت طفلة تُدعى ريحانة مصرعها أمام مستشفى في بعلبك، وفيما قررت عائلة الأول رفع دعوى ضدّ المستشفى، تقبلت العائلة الثانية الأمر الواقع.

ويعاني لبنان من تردّي الأوضاع الاقتصادية بعد تراجع الليرة اللبنانية على نحو غير مسبوق، حيث فقدت نحو 70% من قيمتها، فيما تتعثر مفاوضات الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض ينقذ الأوضاع.

تضع تلك الوقائع اللبنانيين أمام قلق مضاعف على مستقبلهم وسبل العيش في دولة تعجز عن توفير الرعاية الصحية والحاجات الأساسية لمواطنيها.

ونقل موقع "العربية" عن والد الطفل، الواقعة، قائلاً: "عند العاشرة مساء الأحد أدخلته إلى المستشفى، لأنه كان يعاني التهاباً شديداً وارتفاعاً في الحرارة يستدعي إدخاله إلى قسم الإنعاش، وبعد جدال مع الممرّضين حول حالته طُلب منا انتظار الطبيب الخاص، بعد ساعتين من الانتظار أبلغنا أحد الممرّضين في قسم الإنعاش أنّ هناك جهازاً للأوكسجين متوفراً، لكن لا يُمكن وضع طفل في قسم خاص بالكبار تفادياً لالتقاطه الفيروس، لأنّ مناعته ضعيفة، فاقترح نقل جهاز الأوكسجين إلى قسم الإنعاش الخاص بالأطفال لوضع الطفل عليه".

تضع تلك الوقائع اللبنانيين أمام قلق مضاعف على مستقبلهم وسبل العيش في دولة تعجز عن توفير الرعاية الصحية والحاجات الأساسية لمواطنيها

وأضاف: "كان ابني يموت على البطيء بين يديّ ولا حلّ أمامي إلا انتظار موافقة مدير المستشفى على نقل جهاز الإنعاش إلى قسم الأطفال. بقي طبيب الطوارئ يتّصل به مراراً لكن دون جواب، حتى إنه اتّصل برقم زوجته لكنّه كان مُقفلاً، وبقينا على هذه الحالة حتى الخامسة والنصف فجراً، عندها بدأت بالصراخ داخل المستشفى، لأنني أرى ابني يموت بين يديّ، فتدخل عناصر الجيش المتواجدون عند مدخل المستشفى لتهدئة الوضع وأبلغني الضابط المسؤول أننا سنُدخله إلى قسم الأطفال، ولم تكن إلا ثوانٍ حتى صرخت زوجتي: مات ابننا".

وكان نشطاء قد تداولوا مقطعاً مصوّراً، نقله موقع "المدن" اللبناني، يظهر الأب ممسكاً بطفله وسط مشادّات بين الأهالي ورجال الجيش أمام المستشفى، وصراخ "الولد مات".

وفي بعلبك، توفيت الطفلة ريحانة علي شقير بسبب عدم توفر الأوكسجين في عدد من المستشفيات البقاعية، حيث عانت الطفلة من الاختناق أثناء الاستحمام وعند نقلها إلى المستشفى، تمّ إبلاغ الأم أنّ الأوكسجين غير متوفر، وسلّمت الروح بين يدي أمها بعد ساعات من البحث عن أوكسجين، بحسب ما أورده موقع "العربية".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية