هدّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، النظام السوري في حال شنّ هجوماً جديداً ضدّ القوات التركية في شمال غرب سوريا، بعد مقتل خمسة من جنوده في قصف مدفعي نفذه الجيش السوري.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها اليوم باجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية بالبرلمان التركي في العاصمة أنقرة: "تركيا ستضرب قوات الحكومة السورية في أيّ مكان بشمال سوريا، إذا أصيب أيّ جندي تركي آخر، وقد تستخدم القوة الجوية"، وفق ما نقلت وكالات "الأناضول".
وأضاف اردوغان: "تركيا عازمة على طرد قوات الحكومة السورية إلى ما وراء مواقع المراقبة التركية في منطقة إدلب، شمال غرب سوريا، في نهاية شباط (فبراير)".
اردوغان: سنضرب قوات الحكومة السورية في أيّ مكان بشمال سوريا إذا أصيب أيّ جندي تركي آخر
وقال الرئيس التركي في هذا السياق: "في حال اعتدائه على قواتنا، سنضرب جيش النظام السوري حتى في المناطق غير المشمولة باتفاق سوتشي"، مشيراً إلى أنّ الطائرات التي تقصف المدنيين في إدلب، لن تستطيع التحرك بحرية كما كانت في السابق، مؤكّداً أنّ "تركيا لن تظلّ صامتة حيال ما يجري في إدلب، رغم تجاهل الجميع للمأساة الحاصلة هناك".
وأردف قائلاً: "أقولها علناً، لن يكون أحد في مأمن بمكانٍ أُهدر فيه دم الجنود الأتراك، ولن نتغاضى بعد الآن عن عمالة أو حقد أو استفزاز أيّ كان".
وللمرة الأولى منذ انطلاق هجوم القوات السورية المدعومة من الطيران اتّهم الرئيس التركي صراحة القوات الروسية بالتورط في ارتكاب جرائم حرب مع القوات السورية.
ويظهر من خلال تصريح الرئيس التركي؛ أنّ المنطقة متوجهة نحو مزيد من التصعيد رغم أنّ أردوغان توعد في السابق القوات السورية، وأمهلها شهراً للانسحاب خلف نقاط المراقبة، وذلك بعد مقتل عدد من جنوده في قصف للقوات السورية.
روسيا تحمّل مسؤولية تدهور الأوضاع ميدانياً في شمال غرب سوريا إلى ما سمّته "استفزازات" النصرة
وفي المقابل؛ أعلن الكرملين، اليوم، أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ناقش مع أردوغان في اتصال هاتفي الصراع المتصاعد في محافظة إدلب السورية، حسبما أوردت "روسيا اليوم".
وأضاف في بيان مقتضب بشأن الاتصال أنّ بوتين وأردوغان اتفقا على أهمية تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية بخصوص سوريا، وكذلك ضرورة مواصلة الاتصالات بين بلديهما بشأن سوريا من خلال الوكالات المعنية.
واتّهم الكرملين تركيا بأنّها لا تقوم "بتحييد الإرهابيين" في إدلب في تهم واضحة من موسكو للسلطات التركية بدعم مجموعات متشددة.
وحمّلت روسيا مسؤولية تدهور الأوضاع ميدانياً، في شمال غرب سوريا، وتحديداً في إدلب إلى ما سمّته "استفزازات" هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).
وفي المقابل؛ أكّدت القيادة العامة للجيش السوري في بيان "استعدادها للردّ على اعتداءات قوات المحتل التركي"، مضيفة "عمد النظام التركي إلى زجّ حشود عسكرية جديدة وتصعيد عدوانه بشكل مكثف" واستهدف "نقاط تمركز الوحدات العسكرية بالقذائف الصاروخية".
واتّهم الجيش السوري أنقرة بمحاولة وقف تقدمه و"منع انهيار التنظيمات الإرهابية".
القيادة العامة للجيش السوري تعلن استعدادها للردّ على اعتداءات قوات المحتل التركي في الأراضي السورية
وأرسلت تركيا مؤخراً تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة تتألف من مئات الآليات العسكرية، دخل القسم الأكبر منها بعد تبادل لإطلاق النار قبل أسبوع بين القوات التركية والسورية خلف أكثر من 20 قتيلاً من الطرفين، بينهم ثمانية أتراك.
ووثق المرصد السوري، أمس، مقتل 12 مدنياً، نحو نصفهم من الأطفال، في غارات سورية على مدينة إدلب.
ودفع الهجوم أيضاً بنحو 690 ألف شخص للنزوح إلى مناطق أكثر أمناً قرب الحدود التركية، وفق الأمم المتحدة.
وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ديفيد سوانسون، لـ "فرانس برس": إنّ "هذا العدد، وبحسب تحليل أولي، يعدّ الأكبر لنازحين (فرّوا) في فترة واحدة منذ بداية النزاع في سوريا، في 2011."
وتزداد معاناة النازحين مع انخفاض حاد في درجات الحرارة، وقد لجأ الجزء الأكبر منهم إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات قرب الحدود التركية في شمال إدلب، لم يجد كثيرون خيم تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء، أو في سياراتهم، أو في أبنية مهجورة قيد الإنشاء، وفي مدارس وحتى جوامع.