نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أمس، عن مصادر ديبلوماسية إسرائيلية رفيعة المستوى توقعاتها بعودة السفير التركي في إسرائيل إلى تل أبيب وعودة السفير الإسرائيلي في أنقرة إلى العاصمة التركية بعد أسابيع قليلة، بهدف إنهاء الأزمة الديبلوماسية بين البلدين التي نشبت قبل بضعة أشهر.
وأفادت الصحيفة بأن الاتصالات بين البلدين لإعادة العلاقات إلى مجاريها بلغت مرحلة متقدمة ومن شأنها أن تسفر عن عودة السفيرين مع انتهاء الأعياد اليهودية بعد أسبوعين.
وكانت تركيا طردت السفير الإسرائيلي في أنقرة قبل بضعة أشهر، واستدعت سفيرها في تل أبيب للتشاور، في أعقاب المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال على الحدود مع غزة وقتله أكثر من ستين متظاهراً ضد نقل السفارة الأميركية إلى القدس في ذكرى النكبة.
ورداً على ذلك، طردت إسرائيل القنصل التركي من تل أبيب وفتّشت أغراضه لدى عودته، متعمدةً إهانته وعدم احترام جوازه الديبلوماسي. وأعقبت ذلك تصريحاتٌ للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف فيها إسرائيل بـ «دولة إرهاب» قائلاً إن هجومها على المتظاهرين الغزيين «كشف وجهها القبيح أمام العالم»، مضيفاً أن حركة «حماس» ليست إرهابية إنما حركة مقاومة تدافع عن الأرض الفلسطينية في وجه الاحتلال.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية نشرت أخيراً عطاءً لتعيين سفير جديد في تركيا يباشر أعماله في آذار (مارس) المقبل.
ووفق الصحيفة، فإن عدداً من العوامل مهّد لإعادة العلاقات إلى طبيعتها، في مقدّمها انتهاء الحرب في سورية، والقلق المشترك لتركيا وإسرائيل من اتساع النفوذ الإيراني في سورية و»كون الأسد عدواً مشتركاً للبلدين». وأشارت إلى حقيقة أن تركيا «وفي شكل مفاجئ» لم تُدِن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سورية وأن ذلك يعود إلى ما يبدو «تعليمات عليا».
وتابعت أن تردّي العلاقات بين أردوغان والإدارة الأميركية، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية في تركيا، دفعا بالرئيس التركي إلى السعي لتفادي أزمة ديبلوماسية مع إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن حركة طيران استثنائية لطائرات تركية وإسرائيلية سُجلت قبل يومين.
لكنها أشارت إلى أنه «في شكل استثنائي» تواجد أردوغان ووزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في باكو، عاصمة آذربيجان نهاية الأسبوع الماضي، وكادا يلتقيان وجهاً لوجه في أحد الفنادق؛ لكن أوساطاً سياسية نفت أن يكونا التقيا أو أن يكون تم أي لقاء بين مسؤول إسرائيلي وتركي في الأراضي الآذربيجانية أو أن تكون آذربيجان حاولت ترتيب لقاء كهذا. يشار إلى أنه على رغم الأزمة الديبلوماسية بين تل أبيب وأنقرة، إلا أن علاقاتهما الأمنية لم تتأثر بها، إذ تعتبر تركيا واحدة من أكبر زبائن الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
عن "الحياة"