الغنوشي يفاقم إحراج اتحاد الشغل التونسي... ماذا فعل؟

الغنوشي يفاقم إحراج اتحاد الشغل... ماذا فعل؟

الغنوشي يفاقم إحراج اتحاد الشغل التونسي... ماذا فعل؟


09/03/2023

فيما يواجه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل انتقادات واسعة وضغوط متزايدة من طرف قيادات وأحزاب اليسار التونسي بسبب مساندته لقيادات الإخوان الموقوفين، ضاعف زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي من إحراج موقف قيادة الاتحاد.

وأعرب الغنوشي عن استحسانه لموقف اتحاد الشغل من قضية المساجين بالمرناقية، واعتبر أنّ دعوته إلى حوار وطني شامل للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد مؤشر إيجابي قوبل بإجابة سيئة، حسب وصفه.

ضاعف زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي من إحراج موقف قيادة الاتحاد

وشدد زعيم حركة النهضة في حوار مع موقع (كشف) التونسي على أنّ حركته لم تكن يوماً في قطيعة مع اتحاد الشغل، مشيداً بالدور الذي لطالما لعبته هذه المنظمة في إدارة الأزمات في البلاد من خلال الحوار.

وكان الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي قد ألقى خطاباً نارياً قبيل انطلاق مسيرة 4 آذار (مارس)، ختمه بتوجيه تحية إلى من سمّاهم بـ "المعتقلين السياسيين في سجن المرناقية".

اعتبر الغنوشي أنّ دعوته إلى حوار وطني شامل للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد مؤشر إيجابي قوبل بإجابة سيئة

تحية الطبوبي سبّبت صدمة لدى أنصار اتحاد الشغل وقيادات اليسار التونسي، الذين سارعوا إلى التعبير عن غضبهم حيال ما صدر عنه، واعتبروا أنّه حاد عن مبادئ المنظمة الشغيلة، وانتصر لمتّهمين، بعضهم كان قد حرّض في إحدى الفترات على الاتحاد، كما أنّه أصدر بشكل ضمني حكم براءة على الموقوفين قبل أن يصدر القضاء كلمته.

ولاحقاً سارع اتحاد الشغل إلى التبرؤ من أيّ تحالف أو تقارب له مع جبهة الخلاص التي تقودها حركة النهضة الإخوانية، قائلاً: إنّ بعض مكوناتها كان وما زال عدوّه.

وأعرب الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي عن استغرابه من الهجمة الموجهة إلى الاتحاد، لافتاً إلى أنّ الكلمة أخذت أكثر من حجمها، وتغافل مستغلوها عن مضامينها الرامية إلى معنيين أساسيين، معتبراً أنّ "التضامن مع من يتقاطع معنا في مواقفنا، لا مع من يدعم أو يتورط في قضايا إرهابية، وثانياً نحن في الاتحاد نحترم قرينة البراءة، ونرفض المحاكمات الشعبية".

محاولة حركة النهضة التقارب مع الاتحاد العام التونسي للشغل محاولة "مشبوهة"؛ لأنّها تحشر الاتحاد العام التونسي للشغل في أجندة المواجهة الكاملة والصريحة مع الرئيس

ونفى الطبوبي ما ذهب إليه البعض من قوله تحية للمعتقلين وسحبها نحو معنى تبييض الإرهاب، معتبراً أنّه فهم خاطئ، ويرفضه الاتحاد، وأنّ المنظمة ليست في صف أحد، وكلّ مواقفه تُعبّر عن مبادئه وقناعاته، ولا تنبع من معسكر زيد أو عمرو. ومن بين الموقوفين متهمون بالتستر وتعطيل سير التحقيقات في قضية اغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد والقيادي القومي محمد البراهمي في العام 2013.

وقد تسبب حضور قيادات من حركة النهضة في المسيرة الاحتجاجية التي دعا إليها اتحاد الشغل السبت الماضي إحراجاً كبيراً للمنظمة الشغيلة، خصوصاً أمام منظوريها، فقد بدا الأمر مقدمة لتحالف معلن مع الحزب الإسلامي وباقي الطيف السياسي المتحالف معه.

ويرى مراقبون أنّ محاولة حركة النهضة التقارب مع الاتحاد العام التونسي للشغل محاولة "مشبوهة"؛ لأنّها تحشر الاتحاد العام التونسي للشغل في أجندة المواجهة الكاملة والصريحة مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد، وتقطع نهائياً إمكانية الحوار والتقارب بين الطرفين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية