السِفْرُ الكبير: "المَعْلمَةُ المصرية للعلوم الإفتائية" (2- 2)

السِفْرُ الكبير: "المَعْلمَةُ المصرية للعلوم الإفتائية" (2- 2)

السِفْرُ الكبير: "المَعْلمَةُ المصرية للعلوم الإفتائية" (2- 2)


23/11/2023

تناولنا في الجزء الأول فكرة إخراج (المَعْلمَة المصرية للعلوم الإفتائية) منذ البداية حتى خروج هذا السِّفر الضخم، وقدّمنا ملخصاً للمجلد الخاص بالتطرف والآخر الخاص بالإلحاد، وفي الجزء الثاني نتناول:

سبب التسمية:

اسم الموسوعة: (المَعْلَمَة المصرية للعلوم الإفتائية)، وتتكون من (90) مجلداً، وهي من إعداد إدارة الأبحاث والدراسات الإفتائية بالأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، والأمانة العامة تضم عدداً كبيراً من الحقول الإفتائية في العالم، فهي وإن كانت تتخذ من مصر مقراً لها، ويرأسها مفتي الديار المصرية، إلا أنّها ليست خاصة بمصر، ولكن نظراً للدور الريادي العلمي لمصر، والخبرات المتراكمة في الحقل الإفتائي، وخروج المقترح من مصر، وبإعداد العقول المصرية، واتخاذ الحقل الإفتائي المصري نموذجاً، كما في الجزء الخاص بـ: (مأسسة الفتوى)، والجزء  بـ: (الفتوى ودعم الاقتصاد الوطني) والخاص بـ: (مكنز الفتوى)، وغيرها، نتصور أنّ التسمية جاءت لهذه الأسباب.

انطلقت الموسوعة المصرية من ضرورة استقلال علم الإفتاء، كعلم مكتمل الأركان ثابت القواعد، ومن همٍّ وطني وإسلامي، جرّاء انتشار الحركات المتطرفة والمتشددة دينياً وحركات الإلحاد وأسئلة الأخلاق والحداثة والمعاصرة والتراث، وما تبع ذلك من أزمة اضطراب المفاهيم التي مرت بها الأمّة الإسلامية مؤخراً.

وأبرز الأهداف المراد تحقيقها من هذا السفر الضخم:

1-التعريف بعلم الإفتاء، وبيان استقلاليته بشكل كامل بعد أن كان مباحث منفردة، أو ضمن مصنفات الفقه والأصول، فهدفت المَعْلَمَة إلى تحوله لصناعة مستقلة مؤسسية.

2-التأصيل لصناعة الفتوى بشكل علمي شامل، وعرض مناهج الفتوى ومسالك المفتين، سواء كانت تلك المناهج تراثية أو حديثة، وبيان القواعد الثابتة التي تقوم عليها منهجيات الإفتاء المختلفة.

 (المَعْلمَة المصرية للعلوم الإفتائية)

3-الاهتمام ببليوغرافيا الفتوى والإفتاء عن طريق عرض مصادر الفتوى والإفتاء، وبيان مراجع الفتوى الفقهية وعلومها، والتصحيح والرصد لقضايا المصطلح والمفهوم، والتي مثَّلت معضلة فكرية وثقافية في الآونة الأخيرة، وكانت في كثير من الأحيان السبب الرئيس في التخبط العلمي، كاختلاط مفهوم التيسير في الفتوى بمفهوم التساهل المؤدي للشذوذ.

4-دعم البحث والدراسات الإفتائية، والتأكيد على أنّ البحث العلمي والأكاديمي هو المسؤول الأول عن ازدهار العلوم وتطورها، وتحويل المهارة الإفتائية التي يحصلها المتصدر للإفتاء إلى خطوات إجرائية يمكن تحصيلها والتدرب عليها؛ ممّا يضمن المساهمة الحقيقية في إعداد المفتين، وزيادة عدد المتصدرين للفتوى من المتأهلين.

5-توثيق مهارات الصنعة الإفتائية، والجمع بين الخبرة العملية والأصول العلمية للإفتاء، والتصدي لظاهرة الفتوى الشاذة وتضييق الخناق على أصحابها.

6-الأخذ بمفاهيم الإدارة الحديثة، وإعادة هيكلة المؤسسات الإفتائية وفق تلك المعطيات الحديثة، والعمل المستمر على تحديث المؤسسات الإفتائية وتطويرها لمواكبة ما يستجد من تحديات العصر الراهن.

7-تيسير الأمر على مجتهدي العصور اللاحقة عند النظر في نوازل عصرهم، من خلال ما تم توفيره بين أيديهم من الفتاوى الافتراضية الجاهزة، وبيان شمولية الفقه الإسلامي، وصلاحيته زماناً ومكاناً.

المنهج المتبع في المَعْلَمَة المصرية

تعددت موضوعات المعلمة وأقسامها المختلفة، حتى إنّ القارئ قد يلحظ  دخول موضوعات ضمن المَعْلَمَة، ظاهرها لا علاقة له بالإفتاء؛ مثل: الفتوى والعلاقات الدولية، ودور الفتوى في تحقيق التنمية المستدامة، والإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، والفتوى والتحديات الصحية، والفتوى وحقوق الإنسان، والفتوى والتغيرات المناخية، والفتوى والتطور الحضاري، حيث اعتاد العقل الجمعي المسلم الفصل بين الإسلام وبين هذه القضايا، فضلاً عن الفصل بين الإفتاء تحديداً وبين هذه القضايا، وهذا هو التحدي الذي عملت عليه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء من خلال المَعْلَمَة والإصدارات والدراسات والمقالات والبحوث المختلفة، التي تمضي جميعها في بيان أنّ الإفتاء صناعة ثقيلة وعلم مستقل، لا يجيده آحاد الناس، بل يحتاج إلى عمل مؤسسي وصناعة لها شروطها، وهذا التنوع أدى إلى تنوع المنهج العلمي وفق (3) مناهج رئيسية، هي:

1-المنهج الإجرائي: حيث أفاد استخدامه في تقييم الوسائل والبرامج والأساليب الإفتائية لا سيّما الجديدة منها، ومدى كفاية تلك الوسائل للوصول إلى مستوى متميز في الصناعة الإفتائية، ومدى إمكانية تحقيق تلك الوسائل والبرامج والأساليب، ويأتي المجلد العاشر والحادي عشر  وعنوانهما: "التميز المؤسسي في دور وهيئات الإفتاء" كتطبيق عملي للمنهج الإجرائي.

2-المنهج التاريخي: ويعمل على التجميع والتصنيف للأدلة السابقة، وعرضها على هيئة حقائق موثقة للخروج بقرائن ومدلولات تساعد على فهم قضية علمية محددة، وقد اعتمد الباحثون في إعداد المَعْلَمَة على المنهج التاريخي، لا سيّما في الأجزاء الخاصة بعرض تاريخ الفتوى والإفتاء، وتتبع التطور التاريخي للفتوى وصناعة الإفتاء، ورصد مناهج العلماء في المذاهب الإسلامية.

دار الإفتاء المصرية

3-المنهج التحليلي: ويتميز بسعيه لتفكيك المشكلة محل البحث، ودراسة جزئياتها بدقة، من خلال عملية التحليل والنقد والمناقشة لتلك الجزئيات، لتكوين الموقف واستنباط الحكم، ومن ثم كان لهذا المنهج حضوره القوي في المعلمة، خاصة في تفكيك وقراءة فتاوى العلماء والمؤسسات الإفتائية، ومن ثَمَّ الوصول إلى أسس الفتوى ومناهجها، والمهارات الإفتائية التي ينبغي توافرها في المتصدر للفتوى.

محتويات المَعْلَمَة المصرية للعلوم الإفتائية

لا يستوعب مقال واحد عرض محتويات (90) مجلداً، وقد أشرنا إلى بعضها في الجزء الأول، وفي هذا الجزء نشير بإيجاز شديد إلى موضوعات أخرى:

تناولت المعلمة تاريخ الفتوى، وأهم المؤسسات الإفتائية، فعرضت في جزء تاريخي مهم للمسار التاريخي للفتوى والإفتاء، منذ البعثة النبوية حتى اليوم، مع الإشارة إلى أهم المؤسسات الإفتائية في العالم الإسلامي، كدار الإفتاء المصرية، وديوان الإفتاء بتونس، والمجلس العلمي الأعلى بالمغرب، والمجلس الأعلى للفتاوى بموريتانيا، ودار الإفتاء بالأردن، ودار الإفتاء الفلسطينية، وديوان الوقف السنّي بالعراق، وإدارة الإفتاء بالكويت، ومجمع البحوث بالأزهر، والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة.

وكان للمفاهيم الإفتائية حضور في المَعْلَمَة المصرية، ومثلت قسماً كبيراً عني بالبناء المفاهيمي لعلم الإفتاء، في مجلدين كاملين يَظْهر منه توجه المعلمة واهتمامها الكبير بقضية المصطلح والمفهوم؛ ويُعدّ هذا القسم بمثابة معجم إفتائي يحصر المفاهيم الإفتائية التراثية والمعاصرة والحديثة بكافة صورها وأشكالها.

انطلقت الموسوعة المصرية من ضرورة استقلال علم الإفتاء جرّاء انتشار الحركات المتطرفة وحركات الإلحاد وأسئلة الأخلاق والحداثة والمعاصرة والتراث، وما تبع ذلك من أزمة اضطراب المفاهيم التي مرت بها الأمّة الإسلامية مؤخراً

وخصصت المَعْلَمَة قسماً خاصاً للنظريات الإفتائية، تناولت فيه آليات الاختيار الإفتائي من المصادر الرئيسية للتشريع، والمذاهب الفقهية لأهل السنّة، والمذاهب الفقهية لغير أهل السنّة (المذهب الظاهري، والإباضي، والزيدي، والجعفري)، وفي كل مذهب من تلك المذاهب تناولت التعريف بالمذهب، وناقشت ضوابط الاختيار للمصطلحات الإفتائية، كالإجماع والاتفاق ونفي الخلاف والجمهور، والفروق بينها، والمنهج السليم في اختيار الفتوى، والتقعيد لقضية اختيار الفتوى.

وتحت عنوان: تغير الفتوى، تناولت المعلمة قابلية الفتوى للتغير، وهو ما يثبت مرونة الفتوى، ونوقش في هذا المجلد: المبادئ العامة في تغير الفتوى، وما يقبل التغير من الأحكام وما لا يقبله، وأهمية معرفة مواطن الثبات والتغير، وموجبات تغير الفتوى، كالزمان والمكان والأشخاص، وتغير الحال، وتغير المعلومات، وحاجات الناس، والأوضاع الاجتماعية والسياسية، وعموم البلوى، وأخيراً بيان الضوابط الحاكمة لتغير الفتوى.

ورصدت المعلمة قسماً كاملاً لمستقبليات الفتوى، احتوى على التعريف بالدراسات المستقبلية ونشأتها، وأشهر المؤسسات العالمية والعربية ذات التوجه المستقبلي، وتأصيل استشراف المستقبل في القرآن والسنّة والسيرة النبوية الشريفة، وفائدة الدراسات المستقبلية واستشراف المستقبل بالنسبة إلى الدعاة والمفتين.

ولأنّ أنشطة المؤسسة الإفتائية ينبغي أن تهدف جميعها بالدرجة الأولى إلى تبليغ الأحكام الشرعية من خلال تلبية تطلعات المستفتين للخدمات الإفتائية المقدمة ومحاولة تحسينها المستمر وتطويرها، (الجودة)، فقد أجاب أحد أجزاء المعلمة عن عدة أسئلة، وهي: كيف يمكن تقييم الخدمة الإفتائية، وما معايير الجودة في الإنتاج الإفتائي؟

فجاء الحديث عن الجودة والمؤسسة الإفتائية، وتطبيق إدارة الجودة في المؤسسات الإفتائية يضمن الحديث عن التخطيط الاستراتيجي في المؤسسة.

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية المصرية

ويمكننا القول إنّ المجلد التعريفي الأول الذي حوى مقدمة رئيس الأمانة مفتي مصر، كاشف ومعرف بالمعلمة تعريفاً شاملاً، إذ تناول منزلة الإفتاء من الفقه والقضاء، وتعدد المفتين في البلد الواحد، واستقلالية الإفتاء عن علم أصول الفقه، وأطوار الفتوى، والفتوى في العصور المختلفة، والاجتهاد الجماعي والفتوى المجمعية، ومأسسة الفتوى (مصر نموذجاً)، وصناعة الفتوى، المفهوم، والمراحل، والمهارات، وآليات صناعة وتأهيل المفتي المجتهد، والمرتكزات التي تقوم عليها منهجية الإفتاء، والمراجع الفقهية وطرق تقسيمها وتبويبها، والمختار من الفتوى في المذاهب الأربعة.

هذا فضلاً عن بعض عناوين أجزاء المَعْلَمَة، والتي منها:

-النظريات الإفتائية -القواعد الفقهية وأثرها في الإفتاء -الإفتاء والعلوم الاجتماعية -الفتوى والعلاقات الدولية -الفتوى والإلحاد -المصادر المعاصرة في الفتوى -أدب المفتي والمستفتي بين التنظير والتنزيل -الفتوى والأمن الفكري - الفتوى والعملات الورقية المشفرة -الفتوى والإعلام- الفتوى وسؤال الأخلاق -دور الفتوى في استقرار المجتمعات -الانحرافات الإفتائية للمتطرفين-الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي وأثرها في الإفتاء -الفتوى والأسرة، -الفتوى والتحديات الصحية ـ الفتوى وتجديد الخطاب الديني -الفتوى وحقوق الإنسان -الفتوى والتغيرات المناخية- الإفتاء في المذاهب الأربعة -الفتوى والسياسة الشرعية- الفتوى والتحليل الإحصائي -الفتوى وبناء الإنسان -أنثروبولوجيا الفتوى.

ملاحظات عامة:

أوّلاً: الإخراج الفني

صدرت الموسوعة في كتاب واحد من (100) صفحة، متوسطة الحجم، ومن خلال هذا الكتاب يمكن تحميل المجلدات الـ (90) عن طريق خدمة الباركود (QR)، ومن الناحية الفنية يلاحظ جودة الورق، حيث تم استخدام الورق المضغوط، والألوان المناسبة لمادة الكتاب، والرسوم التي تجمع بين التراث والمعاصرة، وجاء الكتاب المشتمل على العمل كله في صورة (كشاكيل السلك)، ليسهل فتحه وغلقه، وهذا من ميزات الإخراج، والإخراج الفني الرائع ليس أمراً ترفيهياً، بل هو هنا جزء أصيل، من شأنه أن يعطي القارىء إحساساً وانطباعاً بمهابة العمل وقدسيته وتقديره.

ثانياً: الصياغة العلمية

مثلت الصياغة العلمية جسراً مهماً تعبر المَعْلَمَة من خلاله إلى القُراء لتحقيق أهدافها، فاستخدم الباحثون مادة علمية تتسم بالغزارة والعمق مع سهولة العبارة، ولو كانت العبارة صعبة ومليئة بالتقعر ما حققت مقصودها، فالقارىء يلاحظ اختيار الألفاظ السهلة الواضحة، والابتعاد عن الألفاظ الغريبة، والتي يصعب فهمها من المتخصصين ومن دونهم، ممّا أسهم في وضوح الفكرة على الوجه الأمثل، دون إخلال بالنمط الأكاديمي.

 ثالثاً: التكامل 

اتسمت الموسوعة بالتكامل من خلال النظر في كافة الفروع المتعلقة بعلم الإفتاء، ممّا يمكن أن يفيد المهتم والباحث والمتعلم، كما أنّ غزارة المادة وضخامتها لم تؤدّ إلى تداخلها واختلاطها، فكانت تهيئة القارىء لاستقبال المادة والتنقل بين فصولها المختلفة ضابطاً حاكماً في إخراج العمل، كما تم اعتماد  ترتيب منطقي لأبواب المَعْلَمَة، يبدأ بمدخل عام للإفتاء، وينتهي بالجزء المكتوب باللغتين الإنجليزية والفرنسية والقوانين والأنظمة واللوائح والمواثيق المتعلقة بالإفتاء.

رابعاً: مشكلة التسويق والنشر

معضلة لا بدّ من إيجاد حل فوري لها، لأنّ كل هذا المجهود بحاجة ملحة وضرورية ليكون متاحاً بين أيدي الأكاديميين والعلماء والباحثين والخبراء والمثقفين والمهتمين وأساتذة الجامعة وكبار الإعلاميين، لا سيّما أنّ جمع هذا العمل في مجلد واحد يتيح المجلدات الـ (90) عن طريق الباركود (QR)، ممّا يسهل من نشره وتوزيعه، ومن ثم وجب توفير هذا العمل في المكتبات بسعر زهيد، وإرساله مجاناً لكل من له اهتمام بالشأن الفكري والثقافي والديني.

خامساً: أهمية وجود مجلد جامع

ليكون فهرساً كاملاً يضم محتويات العمل كله (ورقياً، وبنظام QR)، وإضافة مجلد عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء وفروعها وإصداراتها، والدور المنوط بها، ومجلد عن كبار المفتين في مصر والعالم الإسلامي، بمثابة ترجمة مبسطة لهؤلاء الأعلام، ومجلد عن القضية الفلسطينية ومركزيتها في الفتوى المعاصرة.

سادساً: فاعليات مطلوبة 

يمكن للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء الدعوة إلى صالون ثقافي، أو ورشة عمل، يحضرها المهتمون والمتخصصون والباحثون من شتى المدارس الفكرية والشرعية، لمناقشة هذا العمل، وإبداء وجهات النظر والمقترحات المختلفة التي يمكن الاستفادة منها، والبناء عليها، وتقديم المقترحات والرؤى، ومناقشتها واختبارها، ثم رفع تلك المقترحات التي تنتهي إليها ورشة العمل، إلى السيد الأمين العام للأمانة، ومن ثَمّ إلى فضيلة الدكتور رئيس الأمانة مفتي الديار المصرية. 

مواضيع ذات صلة:

السِّفرُ الكبير: "المَعْلمَةُ المصرية للعلوم الإفتائية" (1-2)

كيف تحول مؤتمر الإفتاء إلى داعم للقضية الفلسطينية؟

كيف ساهمت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في محاربة التطرف بالعالم؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية