الحوثيون يواصلون تدمير العملية التعليمية في اليمن... ما الجديد؟

الحوثيون يواصلون تدمير العملية التعليمية في اليمن... ما الجديد؟

الحوثيون يواصلون تدمير العملية التعليمية في اليمن... ما الجديد؟


21/01/2023

يقود يحيى الحوثي، شقيق زعيم الميليشيات الانقلابية، مخططاً خطيراً لتدمير التعليم وتحويل منابره إلى أوكار ومحاضن طائفية، عبر إجراء تغييرات جذرية في المناهج، وتضييق الخناق على المعلمين، واستبدالهم بموالين لهم، بهدف تجريف الهوية الوطنية، والتكريس لأفكارهم العنصرية.

وقد حذّرت دراسة بحثية يمنية من تزايد العنف، وتكريس التبعية لدى الأطفال والناشئة في مناطق سيطرة الميليشيات الموالية لإيران؛ بسبب تعديلات المناهج الدراسية، بإشراف مباشر من يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة.  

يحيى الحوثي يقود مخططاً خطيراً لتدمير التعليم، وتحويل منابره إلى أوكار ومحاضن طائفية، عبر إجراء تغييرات في المناهج، وتضييق الخناق على المعلمين

وقال المركز اليمني للسياسات في دراسته: إنّ التعديلات التي تجريها الميليشيات الحوثية على المناهج الدراسية في مناطق سيطرتها تسهم في تطبيع العنف والصراع لدى الطلاب، فقد أخضعت الميليشيات الكتب المدرسية لتغييرات إيديولوجية وسياسية، تروِّج للنزاعات الصفرية التي يقف فيها طرفان؛ يمثل أحدهما الحق المطلق، والآخر الباطل المطلق، حسبما نقل موقع "مأرب نيوز".

يحيى الحوثي شقيق زعيم الحوثيين

وقالت الدراسة التي حملت عنوان "انتبه! قد يكون ابنك الشهيد التالي": إنّ التغييرات التي أجرتها الميليشيات تشير إلى رؤية طويلة المدى تغيب عنها آفاق السلام، وربما تكون مدفوعة بالرغبة في الاستمرار في التشبث بالسلطة السياسية، وقد تكون لهذه التغييرات آثار بعيدة المدى على الأطفال، خاصة مع عدم تورع الميليشيات عن تجنيدهم.

المركز اليمني للسياسات: التعديلات التي تجريها الميليشيات الحوثية على المناهج في مناطق سيطرتها تسهم في تطبيع العنف والصراع لدى الطلاب

وأكدت الدراسة التي حللت (57) كتاباً مدرسياً في مناطق سيطرة الميليشيات من الصف الأول إلى التاسع للفئة العمرية من (7 - 16 عاماً) أنّ الكتب المدرسية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية أصبحت ترسّخ لما تسميه الميليشيات "الهوية الدينية"، ومحاربة الإمبريالية الغربية وعملائها الإقليميين والمحليين، وحظر الاختلاط بين الجنسين، واستبدال بالأغاني والأناشيد شعارات الميليشيات وأناشيدها.

وأشارت الدراسة إلى أنّ التعديلات الطائفية التي شملت الدراسات القرآنية، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية، والدراسات الاجتماعية (الجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية)، تميل بشكل كثيف إلى شيطنة المجتمع الدولي والدول الغربية ودول التحالف الداعمة للشرعية، وتتجه إلى تخليد الميليشيات الحوثية لتثبيت شرعيتها، وتوجيه مسار التنشئة الاجتماعية السياسية وزرع الطاعة لقادتها.

وذهب فريق البحث في الدراسة إلى أنّ استخدام الحوثيين لصور الأسلحة والأطفال المتوفين وسفك الدماء وعسكرة الروايات بطريقة متكررة في جميع الصفوف الدراسية من الأول إلى التاسع يؤدي إلى تكريس العنف وتأصيله، في ردّ فعلٍ طبيعي على النزاعات القائمة، وأنّ الميليشيات تستغل نضال الشعب الفلسطيني كنموذج لدور الضحية.

التعديلات الطائفية التي شملت الدراسات القرآنية، والإسلامية، واللغة العربية، والدراسات الاجتماعية، تميل إلى شيطنة المجتمع الدولي ودول التحالف

وتلجأ الميليشيات من خلال المناهج إلى تصوير اليمنيين ضحايا أمام العالم، واستغلال الموارد اليمنية لتدمير هوية اليمنيين الدينية والثقافية، وادعاء أنّ صراعاتها هي امتداد لصراعات الفلسطينيين، لإضفاء الشرعية على عنف عناصرها لكونهم ضحايا يدافعون ببطولة عن الإسلام والضعفاء في اليمن وخارجه، وفق الدراسة.

وطالب فريق البحث في الدراسة بصياغة المناهج الدراسية بطريقة تجعل الماضي يتصالح مع الحاضر والمستقبل، داعين إلى إصلاح التعليم الآن دون الانتظار إلى توقف أو نهاية الحرب، وإجراء تقييم للكتب المدرسية الحالية في جميع أنحاء اليمن، وتحليل مساهمتها في التحريض على العنف أو المساهمة في التخفيف من حدة النزاعات.

ذهب فريق البحث في الدراسة إلى أنّ استخدام الحوثيين لصور الأسلحة والأطفال المتوفين وسفك الدماء وعسكرة الروايات بطريقة متكررة في جميع الصفوف الدراسية يؤدي إلى تكريس العنف وتأصيله

في سياق متصل، أكدت مصادر في قطاع التربية والتعليم، نقلت عنها صحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ يحيى الحوثي ترأس فعالية قبل نحو شهرين لاستكمال تغيير المناهج، وقام بتشكيل لجان للعمل على مخرجات وتوصيات من أجل تطبيقها على المناهج الدراسية.

وتوقعت المصادر أن تشهد نهاية العام الدراسي الحالي تعديلات واسعة على المناهج، تساوي في عددها وحجمها ما جرى من تعديلات خلال الأعوام الماضية منذ انقلاب الميليشيات وسيطرتها على مؤسسات الدولة، التي تضمنت تحويل المناهج إلى مقررات طائفية لخدمة مشروع الميليشيات.

يحيى الحوثي يترأس فعالية لاستكمال تغيير المناهج، ومن المتوقع أن تشهد نهاية العام الدراسي الحالي تعديلات واسعة على المناهج

وأكدت المصادر أنّ قيادة الميليشيات تعمل على ابتكار طرق ووسائل جديدة لمواجهة تحايل المدارس والمدرسين على تعديلاتها للمناهج، ومن ذلك إضفاء الطائفية على كل الدروس والمقررات، بما يُصعِّب على المدرسين تجاوزها أو تجاهلها.

ومنذ اللحظة الأولى لانقلابها، واجتياح العاصمة صنعاء، شرعت جماعة الحوثي في استهداف التعليم بعمليات تجريف واسعة في المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية، وجعلت تجهيل الشعب وتفخيخ الشباب طائفياً من أهم أولوياتها، لإدراكها خطورة التعليم والجيل المتعلم المحصن من خرافاتها والعصّي على التطييف، على مشروعها الكهنوتي الذي يجد الجهل بيئة خصيبة للازدهار.

ووثقت مراكز حقوقية جرائم الحوثي بحق العملية التعليمية خلال (8) أعوام هي عمر الانقلاب الحوثي، فقد فجّرت الجماعة (25) مدرسة، وحولت نحو (96) مدرسة إلى سجون وثكنات قتالية، وقتلت نحو (1580) معلماً، منهم نحو (22) قتلتهم تحت التعذيب في المعتقلات، واعتقلت نحو (1137) معلماً، وأعدمت (10) منهم خلال عام 2019، وهجّرت (20) ألف تربوي من منازلهم، وصادرت (681) منزلاً لمعلمين وتربويين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية