الإمارات أمام الاتحاد البرلماني الدولي: يجب سنّ تشريعات تكافح التطرف والكراهية

الإمارات أمام الاتحاد البرلماني الدولي: يجب سنّ تشريعات تكافح التطرف والكراهية


23/03/2022

شدد رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في الاتحاد البرلماني الدولي الدكتور علي راشد النعيمي على أهمية تكاتف وتضامن برلمانات العالم للقيام بمسؤولياتها نحو تهيئة بيئة دولية آمنة ومستقرة من خلال تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الدولية وتعزيز العمل متعدد الأطراف، وعلى دور البرلمانات ومسؤوليتها الكبيرة في مجابهة خطاب التطرف والكراهية.

وقال النعيمي، في كلمة الشعبة البرلمانية الإماراتية التي ألقاها خلال مشاركته في اجتمعات الجمعية العامة الـ 144 للاتحاد البرلماني الدولي: "ولما كان الاتحاد البرلماني الدولي المنصة الجامعة لكل حضارات وثقافات العالم من خلال ممثلي برلمانات العالم، فإننا نؤكد أهمية مواصلة الجهد البرلماني من أجل اكتشاف أفضل السبل لنشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب، باعتبار أنّ ذلك هو السبيل الأمثل لبناء ثقافات متفاهمة ومتعاونة في تحقيق السلم والأمن الدوليين"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).

النعيمي: نؤكد أهمية مواصلة الجهد البرلماني من أجل اكتشاف أفضل السبل لنشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب

وأضاف: "حرصنا في دولة الإمارات العربية المتحدة على سن التشريعات لمكافحة خطاب التطرف والكراهية والإرهاب وأنشأنا "مركز هداية" و"مركز صواب" لدعم الجهود الوطنية والدولية في مكافحة الإرهاب وخطاب التطرف.. فيما تم توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" في 2019 التي تمثل مبادؤها ومضامينها نبراساً للسلم العالمي بين أديان وحضارات العالم".

وتابع: "لعلنا نتفق على أنّ دبلوماسيتنا البرلمانية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإعطاء الأولوية المطلقة للبحث في آليات تعظيم دور القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني في الحفاظ على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وأن يكون للبرلمانيين إسهامات حقيقية في هذا الصدد، ولعل ما تقوم به ميليشيات الحوثي الإرهابية من اعتداءات آثمة على الأعيان المدنية في كل من السعودية، ودولة الإمارات تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتهديداً فعلياً للسلم والأمن الإقليمي والعالمي".

الإمارات حرصت على سن التشريعات لمكافحة خطاب التطرف والكراهية والإرهاب وأنشأنا "مركز هداية" و"مركز صواب" لدعم الجهود الوطنية والدولية في مكافحتها

وطالب بأن تتضمن قرارات الاتحاد البرلماني الدولي الصادرة عن هذه الدورة، ما يؤكد قرار مجلس الأمن في هذا الشأن، باعتبار جماعة الحوثي جماعة إرهابية تهدد السلم والأمن الدوليين.

وقال النعيمي إنّه من واقع مسؤولية دولة الإمارات كعضو غير دائم في مجلس الأمن، وكرئيس للمجلس في شهر آذار (مارس) الجاري، فإنّ حكومة دولة الإمارات وبمؤازرة من نشاط الدبلوماسية البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي، تعمل بكل طاقاتها لخفض التصعيد والتوتر جراء الوضع في أوكرانيا، والعودة إلى الحوار والمفاوضات وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين، واحترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي.

طالب النعيمي بأن تتضمن قرارات الاتحاد البرلماني الدولي ما يؤكد قرار مجلس الأمن باعتبار الحوثي جماعة إرهابية تهدد السلم والأمن الدوليين

وأضاف: "نجدد الدعوة لجمهورية إيران للرد الإيجابي على دعواتنا المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، اتساقاً مع مبادئ القانون الدولي والمواثيق الإنسانية".

وأكد أهمية إنهاء الاحتلال لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، ويحقق حل الدولتين.

النعيمي: نجدد الدعوة لإيران للرد الإيجابي على دعواتنا المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى

ونوّه إلى أنّه: "لا يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تنعم بالاستقرار والسلم دون إخلائها من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية لأن من شأن ذلك أن يسهم في تخفيف حدة الصراعات والنزاعات في منطقتنا العربية، وبناء الثقة والتعاون بين دولنا، ونأمل أن تضمن الأطراف في فيينا مخاوف دول المنطقة من امتلاك إيران للسلاح النووي، بالإضافة إلى برنامجها الصاروخي، ودعمها للميليشيات الإرهابية في المنطقة بالأسلحة والطائرات المسيرة، وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول".

النعيمي يؤكد أهمية إنهاء الاحتلال لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية

وأكد النعيمي أنّ موضوع اجتماع اليوم يمثل القضية الأكثر خطوة على سلامة أمن البشرية في عقودها القادمة؛ فالأمن المناخي يجب أن يكون من أولويات متطلبات الأمن العالمي بعدما أصبح تغير المناخ يمثل تهديداً حقيقياً للسلم والأمن الدوليين وندرك يقيناً أنّ مكافحة تغير المناخ يتطلب عملاً متعدد الأطراف وشراكة استراتيجية بين المؤسسات الحكومية والبرلمانية، والجمعيات الأهلية، وكل من يعيش على كوكب الأرض.

وقال: إنه من الضروري أن تركز نقاشاتنا اليوم على الحلول التي ستساهم في دعم تحقيق أجندة المناخ، سواءً على مستوى توفير التمويل اللازم لدعم مشاريع الأمن المناخي، أو تبني المبادرات التي تترجم الاستراتيجيات المناخية من آمال وطموحات إلى مشاريع على أرض الواقع، خاصة ما يتعلق بتعزيز أنشطة البحث والابتكار وتنفيذ التزامات اتفاقية باريس.

وأكد أنه ولإيمان دولة الإمارات العربية المتحدة بأهمية إيجاد حلول مبتكرة لظاهرة التغير المناخي، فإنها ستستضيف في 2023 الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، بهدف تعزيز التعاون الدولي لاتخاذ إجراءات مناخية طموحة، وذلك عبر إشراك جميع الجهات والأطراف المعنية في المؤتمر.

وشدد على أهمية مشاركة الاتحاد البرلماني الدولي، وجميع البرلمانات الوطنية في أعمال مؤتمر"COP28" حتى تكون البرلمانات والمؤسسات البرلمانية الدولية شريكاً أساسياً في إيجاد حلول واقعية وشمولية وعملية لتنمية الاقتصاد بشكل مستدام، وتحسين حياة شعوبنا، والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة.

وتقدم النعيمي نيابة عن الشعبة البرلمانية الإماراتية بوافر التقدير والامتنان لجمهورية إندونيسيا، برلماناً، وحكومةً، وشعباً، على الجهود المتميزة لاستضافة أعمال الجمعية الـ144 للاتحاد البرلماني الدولي، التي تنعقد في ظل تحديات عالمية وإقليمية متزايدة تهدد السلم والأمن الدوليين.

الصفحة الرئيسية