أعلنت وزيرة الدولة الأردنية لشؤون الإعلام، المتحدثة الرسمية باسم الحكومة، جمانة غنيمات، أمس: أنّ "ثلاثة إرهابيين قتلوا، واعتقل خمسة آخرون، خلال مداهمة قوات أمنية لمبنى تحصنت فيه مجموعة يشتبه بضلوعها في هجوم استهدف دورية أمنية، غرب عمّان، الجمعة الماضية، مع مقتل أربعة رجال أمن خلال العملية".
الحكومة الأردنية تعلن مقتل ثلاثة إرهابيين واعتقال خمسة آخرين خلال مداهمة لمبنى تحصّن فيه منفّذو هجوم الفحيص
وقالت غنيمات، في بيان نقلته وكالة الأنباءالأردنية الرسمية "بترا": "عثر على جثث ثلاثة إرهابيين تحت أنقاض المبنى المنهار، الذي تمّت مداهمته أول من أمس في مدينة السلط (30 كلم شمال غرب عمان)".
وأشارت إلى إصابة أحد عناصر الأمن بجروح، موضحة أنّ "حالته العامّة حرجة".
وقالت غنيمات: إنّ "عدد الإرهابيين الذين تمّ إلقاء القبض عليهم خلال عملية المداهمة في السلط ارتفع إلى خمسة"، موضحة أنّ عمليات التمشيط ما تزال مستمرة.
وذكرت مصادر طبية؛ أنّ 11 شخصاً أصيبوا بجروح خلال العملية، بينهم عسكريون ومدنيون، من سكان المبنى الذي داهمته قوات الأمن في السلط، يوجد بينهم شيوخ ونساء وأطفال".
وكانت وزارة الداخلية الأردنية قد أعلنت، أول من أمس، مقتل رجل أمن وجرح ستة آخرين الجمعة، في انفجار عبوة ناسفة زرعت أسفل سيارة دورية أمنية، مكلَّفة بحماية مهرجان الفحيص الفنّي في منطقة تحمل الاسم نفسه، وتبعد 12 كلم غرب عمّان.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية؛ أنّ "الحكومة شكلت خلية أزمة تضمّ؛ رئيس الوزراء، ووزير الداخلية، وقادة الأجهزة الأمنية، للوقوف على آخر تطورات العملية الأمنية في مدينة السلط"، وأضافت أنّ الخلية ما تزال منعقدة.
الملك عبدالله: سنقاتل الخوارج
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني: "سنحاسب كلّ من سوّلت له نفسه المساس بأمن الأردن وسلامة مواطنيه، وسنقاتل الخوارج ونضربهم بلا رحمة وبكل قوة وحزم"، جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس السياسات الوطني في قصر الحسينية أمس، لمتابعة حيثيات العمل الإرهابي الذي استهدف دورية مشتركة لقوات الدرك والأمن العام في مدينة الفحيص، والمداهمة لموقع الخلية الإرهابية المتورطة في مدينة السلط، ونتج عنها استشهاد عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية.
وأعرب الملك عبد الله الثاني عن تعازيه للأسرة الأردنية الواحدة بشهداء الواجب، وقال: "نعزّي أنفسنا وأسر الشهداء وكلّ أبناء شعبنا، ونسأل الله العلي القدير أن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل"، وشدّد خلال الاجتماع على أنّ "الأردن سيبقى عصيّاً منيعاً على الإرهاب والإرهابيين، بتماسك الأردنيين، ويقظة نشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية".
العاهل الأردني: سنحاسب كلّ من سوّلت له نفسه المساس بأمننا وسلامة مواطنينا وسنقاتل الخوارج ونضربهم بكل قوة وحزم
وأضاف الملك: "هذا العمل الإرهابي الجبان، وأي عمل يستهدف أمن الأردن، لن يزيدنا إلا وحدة وقوة وإصراراً على القضاء على الإرهاب وعصاباته الإجرامية"، مستدركاً: "الأردنيون يصبحون أقوى عندما يواجهون مثل هذه الأحداث، ويزيد حماسهم لتنظيف بلدنا والإقليم، وحماية ديننا من هؤلاء الخوارج".
وأردف: "هذا العمل الإجرامي الجبان يذكّرنا دائماً بأن بلدنا مستهدف من الظلاميين الذين يريدون الشر بنا جميعاً"، مضيفاً: "هدفنا دائماً كسر شوكة الإرهاب ودحره ولن نحيد عن هذا الهدف رغم التضحيات".
وأكّد: "يجب أن نقف جميعاً ضدّ الفكر الظلامي، ولا مكان للتردد في محاربة آفة الإرهاب؛ لأن ذلك يمسّ حاضرنا ومستقبلنا"، وصرّح بأنّ "جبهتنا الوطنية القوية، ووعي شعبنا الذي يرفض هذا الفكر الظلامي الدخيل على ديننا هي مصدر قوتنا، وما يميز وطننا، وأن شجاعة الأردنيين وحرصهم على أمن وطنهم هي مصدر اعتزاز وفخر".
ووجّه الملك تحية إجلال وإكبار للشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، وقال إنّ هؤلاء الشهداء انضموا إلى كوكبة شهداء الواجب الذين سطروا بتضحياتهم وبطولاتهم أسمى معاني الشرف والبطولة، التي يفخر بها كل الأردنيين.
اقرأ أيضاً: العالم يتضامن مع الأردن في تصديه للإرهاب.. ردود الفعل
كما وجه تحياته لأبناء وبنات الشعب الأردني لالتفافهم الدائم حول الراية الأردنية، ودعمهم لنشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، الذين يضحون بأرواحهم لحماية الأردنيين.
وأعرب الملك عن اعتزازه الكبير بمنتسبي القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، الذين ستبقى هاماتهم ومعنوياتهم عالية دائماً، مشيداً بتعامل المواطنين والمؤسسات الإعلامية والصحافيين مع الأحداث الأخيرة.
من جهته، دان رئيس الوزراء عمر الرزاز، أمس، الهجوم على الدورية قائلاً: إنّ "هذا العمل الجبان لن ينال من عزم الأردن، بل سيزيده قوّة ومنعة، وإصراراً على التمسك بقيمه الراسخة، ووحدته الوطنيّة".
وأضاف: "الأردن سيبقى دوماً في مقدّمة الركب لمحاربة الإرهاب الغاشم والأفكار الظلاميّة التي تستهدف حياة الأبرياء وتحاول تقويض الأمن والاستقرار"، مشدداً على "عدم التهاون في ملاحقة الإرهابيين وحملة الأفكار الهدّامة أينما كانوا".
وشهد الأردن أربعة اعتداءات دامية، عام 2016، أدّت إلى سقوط عدد من عناصر الأجهزة الأمنية، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن إثنين منها.
كما أعلنت السلطات إحباط مخططات أخرى للتنظيم الإرهابي في البلاد، خلال الأعوام الماضية.