إيران تُحمل أمريكا مسؤولية توقف مفاوضات فيينا.. ماذا عن روسيا؟

إيران تُحمل أمريكا مسؤولية توقف مفاوضات فيينا.. ماذا عن روسيا؟


14/03/2022

بعد أيام من إعلان عن توقف مفاوضات "خطة العمل المشتركة الشاملة" حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا الجمعة الماضية، بذريعة المطالب الروسية، حمّلت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عمّا آلت إليه المفاوضات.

وكان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد أعلن الجمعة الماضية توقف المفاوضات بين إيران والقوى العالمية بشأن مصير اتفاقها النووي، وأنّها توقفت بسبب "عوامل خارجية"، في إشارة إلى سعي موسكو للحصول على ضمانات من الدول الغربية المفاوضة بأنّ العقوبات على موسكو، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، لن تعيق العلاقات الاقتصادية بين روسيا وطهران، المطلب الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.

وزارة الخارجية الإيرانية حمّلت اليوم الإثنين الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عمّا آلت إليه مفاوضات فيينا، بعد توقفها الجمعة الماضية

ونقلت وكالة "إيرنا" الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده قوله: إنّ واشنطن هي المسؤولة عن الوضع الراهن في مفاوضات فيينا، ويجب أن تتخذ القرارات اللازمة، مؤكداً أنّ توقف المحادثات في فيينا مؤقت، ولا يعني وصول المفاوضات إلى طريق مسدودة.

 قرار سياسي وقضايا عالقة

في حين جدّد متحدث الخارجية الإيرانية التأكيد على أنّ عقد الجولة النهائية من المفاوضات يحتاج إلى اتخاذ واشنطن القرار السياسي اللازم، وقال: "إنّه ما يزال هناك بعض القضايا الرئيسية العالقة".

وفي نهاية شباط (فبراير) الماضي، أشار خطيب زاده إلى (3) قضايا عالقة، وصفها بـ"المهمّة"؛ ومن بينها إلغاء الحظر الذي تفرضه القوى الغربية على إيران، والضمانات، وبعض المزاعم السياسية حول الأنشطة النووية السلمية للجمهورية الإيرانية التي يجب حلها في ظروف مناسبة.

 وتسعى طهران للحصول على ضمانات حقيقية من واشنطن للتأكد من عدم انسحابها من الاتفاق مرّة أخرى، وأن تحترم تعهداتها، ومن بين هذه الضمانات رفع جميع العقوبات مرّة واحدة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، وعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة طالما أنّ إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.

وفي الإيجاز الصحفي الأسبوعي اليوم الإثنين، قال زاده: "نحن لسنا على وشك إعلان الاتفاق حالياً، لأنّ بعض القضايا الرئيسية متبقية ويجب اتخاذ القرار في واشنطن، معتبراً أنّ توقف المفاوضات للاستراحة جاء بناء علی طلب منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، وسنعود إلى فیینا، ونعقد الجولة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق جيد."

طلبات أمريكية غريبة وسلوك "غير بنّاء"

واصل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً أنّ الوضع الراهن للمفاوضات هو انعكاس للسلوك الأمريكي، قائلاً: إنّ الأوضاع الراهنة في فيينا اليوم هي مرآة للسلوك غير البنّاء للولايات المتحدة، مشدّداً على أنّ مفاوضات فيينا تجري للحصول على ضمان تقيّد الولايات المتحدة بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أضاف أنّ ما تطالب به روسيا "علني" و"شفاف" و"مطروح" في محادثات فيينا

 وأشار إلى أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يتخذ أيّ إجراء جاد للعودة إلى الاتفاق النووي، لافتاً إلى أنّ بايدن اختار مسار الحفاظ على إرث ترامب الفاشل في المفاوضات النووية.

وأضاف متحدث الخارجية أنّ الولايات المتحدة قدّمت طلبات "غريبة" إلى اللجنة المشتركة خلال الأشهر الـ(11) الماضية، ونوقشت هذه الطلبات، وتعرف الولايات المتحدة أنّها إذا قدّمت طلباً، فإنّه يُطرح بشكل غير مباشر في اللجنة المشتركة، وعادة ما تتمّ مناقشته هناك.

وشدد على أنّ الولايات المتحدة يجب أن تثبت أوّلاً صدقها وعزمها الجاد على العودة إلى الاتفاق، ومن ثمّ تقديم مطالبها في هذا الصدد، قائلاً: واشنطن ليست عضواً في الاتفاق النووي، ومن هذا المنطلق لا یمکن لها اتخاذ قرار بشأن الاتفاق، فعليها أن تصبح عضواً  في الاتفاق أوّلاً، ثمّ عليها إثبات أنّها ستلتزم بتعهداتها بموجب الاتفاق.

مطالب روسيا "علنية وشفافة"

وقد دافع متحدث الخارجية الإيرانية عن المطالب الروسية، التي اعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية "عقبة" في طريق الوصول إلى اتفاق مع إيران، في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن التوصل إلى اتفاق منفصل عن روسيا.

واعتبر خطيب زاده أنّ مواقف روسيا كانت إيجابية في محادثات فيينا، ونحن واثقون من استمرار هذه المواقف، قائلاً: "يجب مناقشة مطالب روسيا لضمانات في إطار عمل اللجنة المشتركة للاتفاق النووي".

وأضاف أنّ ما تطالب به روسيا "علني" و"شفاف" و"مطروح" في محادثات فيينا، لافتاً إلى انّ واشنطن هي التي تريد أن تركّز الأنظار على مطالب روسيا كعقبة أمام المفاوضات النووية.

التصريحات الإيرانية حول المطالب الروسية تأتي غداة تصريحات لمسؤول أمريكي كبير بأنّ واشنطن لن تتفاوض بشأن أيّ إعفاءات من العقوبات المتعلقة بأوكرانيا مع روسيا من أجل إنقاذ الاتفاق النووي. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن المسؤول الأمريكي قوله: إنّ الولايات المتحدة لن تتفاوض بشأن إعفاءات من العقوبات المتعلقة بأوكرانيا على روسيا لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، ويمكن أن تحاول إبرام اتفاق منفصل يستثني موسكو.

إلى ذلك، يتوجّه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى موسكو في زيارة، قال عنها خطيب زاده: "يتوجه وزير الخارجية إلى روسيا غداً الثلاثاء للتشاور حول عدة قضايا، من بينها موضوع الحرب في أوكرانيا، داعیاً الجمیع إلى المساعدة بشكل مسؤول، حتى لا تمتدّ هذه الحرب إلى مناطق أخرى.

الوساطة القطرية

رحّب خطيب زاده بالوساطة القطرية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في مفاوضات فيينا، قائلاً: " قطر من أصدقائنا، وتتابع بحساسية تطوّرات المنطقة والمفاوضات في فيينا".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أنّ زيارة رئيس الجمهورية آية الله إبراهيم رئيسي وأمیر عبد اللهیان لقطر أسهمت في توثيق العلاقات بين البلدين.

وأكد خطيب زاده حرص بلاده على تحييد تأثير الحظر على إيران، مشدداً على أنّ الحكومة الإيرانية لن تعتمد على مفاوضات فيينا لتحقيق أهدافها، فقد تمّ التخطيط لجميع البرامج والمشاريع في الوزارات المختلفة بناءً على الاحتياجات الأساسية للبلاد واقتصاد المقاومة، إلا أنّه أكد في الوقت نفسه على مواصلة مفاوضات فيينا، والعمل على إلغاء الحظر "في حال الحفاظ على حقوق ومصالح شعبنا في إطار الخطوط الحمراء."



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية