إيران تشكل فصائل عراقية جديدة... ممن تتكون؟ وما أهدافها؟

إيران تشكل فصائل عراقية جديدة... ممن تتكون؟ وما أهدافها؟


22/05/2021

بسبب الرفض الشعبي الذي بات يهدد التواجد الإيراني في العراق، والتحركات السياسية المعلنة والتي تطمح لإنهاء زواج المنفعة القائم بين الميليشيات الشيعية والنظام الإيراني، تحاول الدولة الشيعية تغيير نظام عملها، خاصة بما يتعلق بالميليشيات ودعمها، تحسباً لأيّ تحرك تقوم به الدولة أو حليفتها الولايات المتحدة، والتي تحمل تلك الفصائل المسلحة المحسوبة على الحرس الثوري مسؤولية الضربات العسكرية التي تتعرض لها القواعد والمصالح الأمريكية في العراق.

وتسعى إيران لتشكيل ميليشيات جديدة تضم المئات من المقاتلين المنتقين الذين يحظون بثقتها من بين كوادر أغلب الفصائل القوية الحليفة لها في العراق لتشكل جماعات نخبوية أصغر حجماً شديدة الولاء لها، متحولة بذلك عن اعتمادها على جماعات كبيرة كان لها في وقت من الأوقات نفوذ عليها.

فيلق القدس يحاول إنشاء جماعات مدربة موالية فقط لفيلق القدس، وجيل جديد من الميليشيات أصغر حجماً وأكثر ولاء

وقد درّبت طهران الجماعات السرّية الجديدة العام الماضي على حرب الطائرات المسيّرة والاستطلاع والدعاية الإلكترونية، وهي تأتمر بأمر ضباط في فيلق القدس ذراع الحرس الثوري الإيراني المسيطر على الفصائل المتحالفة مع إيران في الخارج، وفق ما أوردت وكالة رويترز.

وتكشف روايات مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة فصائل ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية أنّ هذه الجماعات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة على نحو متزايد التي استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها.

ويعكس هذا الأسلوب ردّ إيران على ما شهدته من انتكاسات، وعلى رأسها مقتل القائد العسكري الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي كان يسيطر سيطرة شديدة على الفصائل الشيعية العراقية حتى مقتله في العام الماضي في هجوم صاروخي أمريكي بطائرة مسيّرة.

الفصائل الجديدة تعمل سراً، ويأتمر قادتها غير المعروفين بأوامر ضباط الحرس الثوري الإيراني مباشرة

ولم يكن إسماعيل قاآني الذي خلفه في قيادة فيلق القدس ملماً بخبايا السياسة الداخلية في العراق، ولم يكن له قط النفوذ ذاته الذي تمتع به سليماني على الفصائل.

وقد اضطرت الفصائل الكبرى الموالية لإيران في العراق إلى تحاشي الأضواء بعد رد فعل سلبي شعبي أثار مظاهرات واسعة احتجاجاً على النفوذ الإيراني في أواخر 2019.

وقد منيت تلك الفصائل بانقسامات بعد مقتل سليماني، ورأت إيران أنّ السيطرة عليها تزداد صعوبة، غير أنّ التحول إلى الاعتماد على جماعات أصغر يحمل في طياته ميزات تكتيكية، فهي أقل عرضة للاختراق، وربما يتأكد أنها أكثر فاعلية في استخدام أحدث الأساليب التي طورتها طهران لاستهداف خصومها مثل الطائرات المسيّرة المسلحة.

وقال مسؤول أمني عراقي: "الفصائل الجديدة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالحرس الثوري الإيراني، فهي تتلقى أوامرها منه لا من أي طرف عراقي".

طهران دربت الجماعات السرّية الجديدة العام الماضي في لبنان على حرب الطائرات المسيّرة والاستطلاع والدعاية الإلكترونية

وأكد هذه الرواية مسؤول أمني عراقي ثانٍ و3 قادة في فصائل أكبر موالية لإيران لها نشاط معروف ومسؤول في الحكومة العراقية ودبلوماسي غربي ومصدر عسكري غربي.

وقال أحد قادة الفصائل الموالية لطهران: "يبدو أنّ الإيرانيين شكلوا جماعات جديدة من الأفراد المنتقين بعناية كبيرة لتنفيذ هجمات والحفاظ على السرّية التامة، ونحن لا نعرف من هم".

وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان: إنّ 250 مقاتلاً على الأقل سافروا إلى لبنان على مدار عدة أشهر في 2020، حيث تولى مستشارون من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبناني تدريبهم على استخدام الطائرات المسيّرة وإطلاق الصواريخ وزرع القنابل والترويج لأنباء الهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان والمصادر الغربية: إنّ الجماعات الجديدة تقف وراء هجمات، من بينها هجوم على قوات تعمل بقيادة أمريكية في قاعدة عين الأسد العراقية في الشهر الحالي، والهجوم على مطار أربيل الدولي في نيسان (أبريل) الماضي وعلى السعودية في كانون الثاني (يناير)، وكلها باستخدام الطائرات المسيّرة المحملة بالمتفجرات.

وإيران هي أبرز قوة شيعية في الشرق الأوسط، ويُعدّ نفوذها في العراق صاحب أكبر أغلبية شيعية في العالم العربي أحد السبل الرئيسية التي تنشر بها نفوذها في أنحاء المنطقة.

وتتسابق طهران وواشنطن على النفوذ في العراق منذ أطاحت القوات الأمريكية بالرئيس الراحل صدام حسين في العام 2003، الأمر الذي أتاح لشيعة العراق سلطة ونفوذاً.

الصفحة الرئيسية