أردوغان يبحث عن تحالفات حزبية جديدة... هل تنجح مساعيه؟

أردوغان يبحث عن تحالفات حزبية جديدة... هل تنجح مساعيه؟


12/01/2021

يبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تحالفات جديدة، في ظل الانهيار الذي يشهده حزبه، بسبب سياساته التوسعية والاقتصادية التي أثبتت فشلها على الصعيدين؛ المحلي والدولي.

ويتردد اسم حزب "السعادة" التركي كثيراً ضمن الأوساط السياسية الداخلية للبلاد، بعد الزيارة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى منزل عضو المجلس الاستشاري الأعلى للحزب المعارض، أوغوزهان أصللترك، حيث التقاه وتحدث معه مطولاً، في مشهد قرأه مراقبون بأنه "هام ويحمل عدة دلالات"، لا سيّما في ظل الحراك الهادئ الذي تشهده خريطة التحالفات الحزبية داخل تركيا، وفق ما أوردت قناة الحرّة الأمريكية.

 

زيارة أردوغان إلى منزل أوغوزهان أصللترك تحمل عدة دلالات تتعلق بخريطة التحالفات الحزبية داخل تركيا

وعقب لقائه مع أصللترك، الذي يُعتبر أبرز مؤسسي الإسلام السياسي في البلاد، قال أردوغان: "عملنا معاً في الماضي، وكان أكبر منّي (في حزب الرفاه)، وما يزال كبيري حتى اليوم"، مضيفاً: "لقد زرته من باب التزاور أولاً، كذلك من أجل الحديث عن التحالفات، سواء كانت سياسية، أو التحالف في محاربة الإرهاب. علينا ألا نشعر بالوحدة في هذا المجال".

حديث الرئيس التركي عن التحالفات السياسية يُعتبر "بيت القصيد"، الذي فتح معه باب تحليلات واسعة، في الأيام الماضية، ورغم تضاربها، إلا أنها أكدت في جزء كبير منها على أنّ الزيارة كانت في إطار التحركات التي يسير بها "تحالف الجمهور" بين حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" في الوقت الحالي، من أجل كسب أصوات جديدة، لاسيّما مع النتائج غير المطمئنة التي تستعرضها استطلاعات الرأي بين الفترة والأخرى.  

المتحدث باسم "حزب السعادة": إنّ حزبه ما يزال يؤيد "تحالف الأمة" المعارض، وإنّ أردوغان يبحث عن السبل الكفيلة لبقائه في السلطة

وكانت هناك محاولات سابقة من جانب "تحالف الجمهور" لكسب "حزب السعادة" والتفاهم معه، إلا أنها باءت بالفشل، على خلفية التزام الأخير وإصراره على البقاء ضمن صفوف "تحالف الأمّة"، الذي يتصدره "حزب الشعب الجمهوري" المعارض.

ويُعتبر "حزب السعادة" الصورة الخالصة والوريث لأحزاب التيار الوطني أو حركة "ميللي غوروش"، التي أسسها وقادها رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، الذي يُعرف بأنه مؤسس و"أبو الإسلام السياسي" في تركيا.

لكنّ الحركة بمحطتها الأخيرة (حزب الفضيلة الإسلامي) تعرّضت لانشقاقات في بنيتها الداخلية في بداية الألفية بين تياري "المحافظين" و"التجديديين"، نتج عنها تأسيس حزب "العدالة والتنمية" على يد أردوغان والرئيس السابق عبد الله غول، ورئيس الوزراء السابق بولنت أرينج (التجديديين)، وفي المقابل، كان هناك تشكيل "حزب السعادة" بزعامة رجائي قوطان.

وردّاً على تصريحات أردوغان، عقب الزيارة، كان المتحدث باسم "حزب السعادة"، بيرول آيدن، قد قال: إنّ حزبه ما يزال يؤيد "تحالف الأمّة" المعارض، وإنّ أردوغان يبحث عن السبل الكفيلة لبقائه في السلطة.

وأضاف المتحدث باسم الحزب: "يمكن لحزب السعادة أن ينضمّ إلى تحالف الجمهور، في حالة واحدة، وهي أن تبدأ حكومة أردوغان حلّ مشكلات البلاد بشكل جدّي".

أردوغان يستعد لطرق باب "حزب الخير" بزعامة، ميرال أكشينار، لكن الأخيرة وضعت شروطاً تعجيزية للعودة إلى تحالف الجمهور

لم تخفِ الأوساط التركية المقرّبة من الحزب الحاكم الاتجاه نحو استقطاب أحزاب جديدة إلى "تحالف الجمهور"، وهو ما ألمح إليه الكاتب في صحيفة "حرييت" عبد القادر سلفي، في مقال أمس، وأشار فيه إلى أنّ عضو المجلس الاستشاري الأعلى لـ"حزب السعادة" الذي التقاه أردوغان يتمتع بثقل أكبر من منصبه، وخاصة بعد وفاة أربكان، ليتولى حينها "القيادة الروحية" لحركة "ميللي غورورش".

وقال الكاتب التركي المقرّب لحزب "العدالة والتنمية": "يقال إنّ هناك اختلافاً في الرأي بين أوغوزهان أصللترك ورئيس حزب السعادة تمل قره ملا أوغلو، بسبب اللغة القاسية المستخدمة في معارضة حزب العدالة والتنمية".

ويضيف سيلفي: "بعد لقائه (أوغوزهان أصللترك) مع أردوغان لم يكن هناك أيّ إجراء إيجابي أو سلبي من جهته"، مشيراً إلى أنّ تحالف عضو المجلس الاستشاري الأعلى لـ"حزب السعادة" مع "العدالة والتنمية" لن يكون عملية سهلة.

وربط الكاتب التركي الزيارة الأخيرة لأردوغان مع زيارات سابقة كان قد أجراها في الأيام القليلة الماضية مع زعماء أحزاب تركية، ويرجح أن تكون في إطار التحركات لاستقطاب أصوات جديدة لتحالفه مع "الحركة القومية".

وكانت أبرز الزيارات، في 30 من كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، وحينها التقى أردوغان مع رئيس حزب اليسار الديمقراطي (DSP)، أوندر أكساكال.

وبالتوازي مع ما سبق، يستعد أردوغان لطرق باب "حزب الخير" بزعامة ميرال أكشينار، من أجل التحالف معه، لكنه لم يطرقه بنفسه، بل كانت هذه الخطوة من قبل حليفه زعيم "حزب الحركة القومية"، الذي كان قد دعا أكشينار في الأيام الماضية إلى العودة إلى صفوف الحزب والانضمام إلى "تحالف الجمهور"، في خطوة لم تكن الأولى من نوعها، بل سبقتها خطوة مماثلة في وقت سابق.

لكن أكشينار التي توصف بـ"المرأة الحديدية" وضعت شروطاً وصفت بـ"التعجيزية" للانضمام إلى "تحالف الجمهور"، أبرزها أن تكون الدعوة لانسحابها من "تحالف الأمّة" من قبل "العدالة والتنمية" بشكل مباشر.

وحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية الإثنين، فقد طالبت أكشينار بأن يكون الحوار مع "العدالة والتنمية" وجهاً لوجه، كذلك طالبت بأن "ينهي حزب العدالة والتنمية تحالفه مع حزب الحركة القومية"، كشرط ثالث، وهو الأمر الذي اعتبرته أوساط تركية "ضرباً من المستحيل".

ومن ضمن شروطها أيضاً، طالبت رئيسة "حزب الخير"، من أجل انضمامها إلى "تحالف الجمهور"، بضرورة العودة إلى النظام البرلماني في البلاد، ما يعني تخلي أردوغان عن النظام الرئاسي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية