هل سيستفيد حزب السعادة في الانتخابات من خيبة أمل أنصار أردوغان؟

هل سيستفيد حزب السعادة في الانتخابات من خيبة أمل أنصار أردوغان؟


31/05/2018

يستهدف حزب السعادة الإسلامي في تركيا، الناخبين المتدينين الذين خاب أملهم في الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب حكمه المستبد، ساعياً بذلك إلى الاقتطاع من نسبة الدعم الممنوحة له في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، المزمع إجراؤها في 24 حزيران (يونيو) المقبل، حيث يتوقع أن تشهد منافسة محمومة.

ولم يفز حزب السعادة بأكثر من 2.5%، في أي انتخابات برلمانية سابقة، لكن تحالفه مع أحزاب علمانية وقومية يدعم فرصه في الفوز بمقاعد في البرلمان للمرة الأولى خلال الانتخابات المقبلة.

حزب السعادة الإسلامي في تركيا يستهدف الناخبين المتدينين الذين خاب أملهم في الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب حكمه المستبد

ومع إظهار استطلاعات الرأي أنّ حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه أردوغان وشريكه القومي، سيحصلان على نحو 50% من أصوات الناخبين، فإن أيّ فارق بسيط سيكون حاسماً بالنسبة إلى آمال أردوغان في الفوز بالأغلبية في البرلمان، وإذا أبلى حزب السعادة بلاء حسناً في الانتخابات، فقد يساعد ذلك المعارضة أيضاً في إبعاد عدد كافٍ من الناخبين عن أردوغان، مما يدفع بانتخابات الرئاسة إلى جولة إعادة، وعندها يتفق تحالف المعارضة على الالتفاف حول مرشح واحد.

وقال زعيم حزب السعادة، كرم الله أوغلو، إنّ "حزب أردوغان ابتعد عن مبادئه المؤسسة"، مؤكداً أنّ حزبه مستعد للاستفادة من خيبة أمل بعض أنصار حزب العدالة والتنمية في الحزب. وأضاف أوغلو: "نعتقد الآن أنّ نحو 15% من الناخبين غير سعداء بتصرفات الحكومة، ويبحثون الآن عن حزب آخر، أعتقد أنّ الأغلبية ستميل إلينا".

وكان كرم الله وأردوغان رفيقين في حزب الرفاه، خلال التسعينيات من القرن الماضي، حين أسس ذلك الحزب أول حكومة إسلامية في تركيا، قبل أن يطاح به من الحكم عام 1997، وتحظره السلطات في وقت لاحق.
وانتقد أوغلو (77 عاماً)، الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية أيضاً، الخطاب الذي يستخدمه الرئيس التركي، مؤكداً أنّه "لم يعد للهجة وخطابات الرئيس الأثر نفسه في الناس بعد اليوم، الناس ملّوه".

وذكر مسح لمؤسسة "ماك"، التي تعدّ مؤيدة للحزب الحاكم، أن أردوغان سيفوز بالانتخابات الرئاسية بنسبة 51.4%، بينما سيقتصر التأييد لقره ملا أوغلو، على ما يتراوح بين اثنين و3.5% فقط.

ويفاخر أردوغان، الذي ينتقده خصومه، ويعدّونه زعيماً استبدادياً يعيش في زمن السلاطين العثمانيين، بأن عهده أدخل تركيا عصراً جديداً من الازدهار الاقتصادي، وهو ما يفنده الخبراء الاقتصاديون.

ويرى دبلوماسيون أنّ الرئيس التركي يجد صعوبة في الإقناع بسياساته الداخلية والخارجية، حتى داخل حزب العدالة والتنمية، خاصة المحاكمات والاعتقالات التي طالت الآلاف من أنصار حليفه السابق فتح الله غولن، وهم في الأصل جزء كبير من الجمهور الانتخابي لأردوغان والعدالة والتنمية.

وأعلن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، مؤخراً، ترشيح محرم إنجي، النائب البارز المعروف بخطبه النارية والحماسية، لمنافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، ما يمهّد الطريق أمام حملة انتخابية شرسة محتملة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية