
كشف سامح عيد المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية أن جماعة الإخوان طورت خلال السنوات الأخيرة من أدواتها الإعلامية في نشر الشائعات، مستغلة في ذلك التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتلاعب بالفيديوهات والصور، إلى جانب الاعتماد على الذباب الإلكتروني والحسابات الوهمية لبث محتوى قصير موجه عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأضاف "عيد"، خلال مداخلة لقناة "إكسترا نيوز"، أن الجماعة استفادت من حدثين رئيسيين خلال الفترة الماضية: أولهما العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر، وثانيهما ما اعتبره البعض "وصول الشرع إلى الحكم" في سوريا، مما عزز توجهات العنف داخل الجماعة، خاصة لدى التيارات الأكثر تطرفًا، في فروعهم بالخارج.
جماعة الإخوان طورت خلال السنوات الأخيرة من أدواتها الإعلامية في نشر الشائعات مستغلة في ذلك التقنيات الحديثة
وأشار، وفقا لما نقلته صحيفة "الدستور" المصرية، إلى أن التنظيم الدولي، بتنوع أجنحته ما بين تيار تركيا، ولندن، والشرقية، لا يزال يستخدم أدواته القديمة والحديثة لخلق حالة من الغضب الشعبي تجاه الحكومات العربية، والدفع نحو توترات إقليمية قد تجر دولًا مثل الأردن ومصر إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
وأوضح أن الجماعة تستغل المشاعر الدينية والقومية في الشارع العربي لبث مواد مفبركة وموجهة تستهدف الجيوش والأنظمة، محذرًا من خطورة هذا النهج في ظل حالة السيولة السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة.
التنظيم الدولي بتنوع أجنحته ما بين تيار تركيا ولندن والشرقية لا يزال يستخدم أدواته القديمة والحديثة لخلق حالة من الغضب الشعبي
ولفت إلى أن إسرائيل تستغل الفوضى عادة لتحقيق أهدافها، كما حدث في سوريا بعد اضطرابات الحكم هناك، مشيرًا إلى أن توريط الأردن، على سبيل المثال، قد يفتح الباب لتدخل إسرائيلي مباشر بدعوى الدفاع عن النفس.
وأكد أن الجماعة تروج عبر منصاتها لخطاب يستهدف تأجيج الفجوة بين الشعوب والحكومات، وتسعى لاستقطاب الشباب غير الواعي عبر المحتوى القصير والجذاب على منصات التواصل.
الجماعة تستغل المشاعر الدينية والقومية في الشارع العربي لبث مواد مفبركة
كما دعا إلى دور أكبر من الإعلام في التصدي للشائعات، مشيدًا بجهود بعض الجهات الرسمية مثل المركز الإعلامي التابع لمجلس الوزراء في مصر، والذي يرد بشكل دوري على الشائعات.
وشدد على أهمية التوعية الأسرية والإعلامية لحماية النشء من الانخراط في مثل هذه الجماعات، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من الجماهير العربية أصبح أكثر وعيًا بمخططات الإخوان، رغم استمرار وجود فئة تتأثر عاطفيًا بالمواد التحريضية.