كيف يفكر ترامب وإيلون ماسك في قيادة أمريكا؟

كيف يفكر ترامب وإيلون ماسك في قيادة أمريكا؟

كيف يفكر ترامب وإيلون ماسك في قيادة أمريكا؟


17/02/2025

طارق العليان

قال بول ر. بيلار ضابط سابق في الاستخبارات الوطنية في الشرق الأدنى وجنوب آسيا، إن ما يفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإيلون ماسك، بالسلطة التنفيذية للحكومة الأمريكية، ليس أقل من تخريب واسع النطاق.

وأضاف مؤلف كتاب "ما وراء حافة المياه: كيف تفسد الحزبية السياسة الخارجية الأمريكية" (Water’s Edge: How Partisanship Corrupts U.S. Foreign Policy)، في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست": يقدم دونالد ترامب وإيلون ماسك نموذجاً لزعزعة استقرار الحكومة الأمريكية من خلال تكتيكات التخريب والتطهير في المؤسسات الفيدرالية.

بدلاً من العمل على تحسين الأداء الحكومي، يسعى الاثنان إلى تقويض قدرات الإدارات والهيئات الحكومية بشكل ممنهج. ويظهر هذا السلوك تجاهلاً واضحاً لعواقب هذه السياسات طويلة الأمد، مثل تجميد المشاريع الدولية وتقويض ثقة الجمهور في المؤسسات العامة.

 لماذا يضعف ترامب السلطة

 قد يبدو غريباً أن يعمل رئيس منتخب على تدمير المؤسسة التي يقودها، لكن دوافع ترامب تتجاوز مجرد السعي لتحقيق كفاءة حكومية. بالنسبة له، تعتبر الفوضى وسيلة لتحقيق هدف أكبر: تعزيز سلطته الشخصية على نحو لا يقيده القانون أو المعارضة السياسية.

وحتى لو أدى ذلك إلى إلحاق ضرر بالضمان الاجتماعي أو غيره من البرامج الحيوية، فإن ترامب يرى في هذه الفوضى فرصة لتبرير هجومه المستمر على "الدولة العميقة".

الخوف الجمهوري والتبعية لترامب

ومضى الكاتب يقول إن الخوف من خسارة الانتخابات التمهيدية أمام مرشحين موالين لترامب يدفع العديد من الجمهوريين في الكونغرس إلى تأييد سياساته المثيرة للجدل. ومع ذلك، فإن هذا الدعم يأتي على حساب صلاحيات الكونغرس الدستورية وأي اعتبارات استراتيجية طويلة الأمد.

حتى في الدوائر الانتخابية غير الآمنة، يبدو أن القادة الجمهوريين يفضلون الانصياع لترامب على حساب مصالحهم السياسية المستقبلية.

خطاب ترامب التحريضي 

وأوضح الكاتب أن خطاب ترامب الذي يصور البيروقراطية كجزء من "الدولة العميقة" يلقى صدى لدى قاعدته الشعبية، التي غالباً ما تكون غير مطلعة على التفاصيل المعقدة للسياسات الحكومية.

فالجمهور العام يميل إلى التركيز على القضايا المحلية المباشرة، بينما يتجاهل القضايا العالمية مثل المساعدات الخارجية، مما يجعل من السهل على ترامب وماسك تنفيذ سياساتهم دون مقاومة كبيرة.

ولفت الكاتب النظر إلى أنه يمكن رؤية جذور استراتيجية ترامب في أسلوب نيوت غينغريتش في التسعينيات، حيث اعتمد على عرقلة عمل الكونغرس لتقويض الثقة في الحكومة.
واليوم، يطبق ترامب النهج نفسه على السلطة التنفيذية، مستخدماً الفوضى كوسيلة لتعزيز موقفه السياسي. وفي حال حدوث مشكلات، مثل حرمان الناس من مدفوعات الضمان الاجتماعي، فإن ترامب يمكنه ببساطة إلقاء اللوم على "البيروقراطية الفاشلة".

استراتيجية "إغراق الساحة" القانونية

وقال الكاتب: "يبدو أن ترامب وماسك يتبعان استراتيجية ممنهجة لإغراق النظام القانوني بموجة من الأعمال غير القانونية، مما يرهق المحاكم وقدرتها على الاستجابة. ومن خلال اختيار أهداف غير شعبية مثل المفتشين العموميين أو وكالات المساعدات الخارجية، يخلقان سابقة لتبرير المزيد من الانتهاكات القانونية في المستقبل".

استنتاجات حول مخطط ترامب وماسك

أولاً: الفوضى هي الهدف، وليس الكفاءة

ولا يسعى ترامب إلى تحسين أداء الحكومة أو تقليل الهدر. بل إن الفوضى التي يسببها هي الهدف النهائي، حيث يستخدمها كدليل على فشل المؤسسات الحالية لتبرير المزيد من التخريب.

ثانياً: السلطة فوق كل شيء

دوافع ترامب ليست مرتبطة بجوهر السياسات التي تستهدفها الفوضى. بل يسعى إلى تعزيز سلطته الشخصية بطريقة تتجاوز أي قيود قانونية أو سياسية.

ثالثاً: السخط الشعبي ليس رادعاً

وحتى لو أدى هذا النهج إلى سخط شعبي واسع النطاق، فإن ترامب سيواصل استغلال هذه الديناميكيات لتحقيق أهدافه. وإذا نجت الديمقراطية الأمريكية، فقد يستغرق إصلاح الأضرار الناتجة عنها أجيالاً.

خطة مدروسة

وخلص الكاتب إلى أن ما يقوم به ترامب وماسك ليس مجرد فوضى عشوائية، بل هو جزء من خطة مدروسة لتقويض المؤسسات الديمقراطية الأمريكية، وعلى الرغم من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على المدى الطويل، إلا أن تركيزهما على تحقيق السلطة المطلقة يجعلهما غير مبالين بهذه التداعيات.

موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية