نهب الصمغ والذهب والثروات والمساعدات... فساد إخواني لا يتوقف في السودان

نهب الصمغ والذهب والثروات والمساعدات... فساد إخواني لا يتوقف في السودان

نهب الصمغ والذهب والثروات والمساعدات... فساد إخواني لا يتوقف في السودان


09/07/2025

 قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني تاج السر عثمان بابو: إنّ مظاهر النهب والفساد التي تمارسها ما وصفها بـ "الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية" ما تزال مستمرة حتى بعد اندلاع الحرب، وقد ازدادت حدتها عبر الفصائل الإخوانية المسلحة التي خرجت من عباءة النظام السابق.

وأشار بابو، في مقالة له نشرها عبر موقع (سودانايل)، إلى أنّ أبرز صور هذا الفساد تمثلت في نهب أكثر من (80) طناً من الذهب عام 2024، قُدّرت قيمتها وفقًا لصحيفة (فايننشال تايمز) بـ (6) مليارات دولار، إلى جانب نهب عائدات الصمغ العربي والثروة الحيوانية والمساعدات الإغاثية.

وأضاف أنّ "صراع حركات دارفور على الوزارات، لا سيّما المالية والمعادن، يعكس محاولة جديدة للاستيلاء على مفاصل المال العام واستمرار نهج الفساد"، لافتًا إلى أنّ التقرير الأخير  لبنك التنمية الأفريقي وصف الحكومة السودانية بـ "مافيا فساد"، مؤكدًا أنّ البلاد تخسر سنويًا أكثر من (5) مليارات دولار بسبب الفساد والتهرب الضريبي وسوء الإدارة المالية.

وأوضح بابو أنّ الجذور التاريخية لهذا النهب تعود إلى "المصالحة الوطنية" في عهد جعفر نميري عام 1977، حين بدأت جماعة الإخوان باختراق الاقتصاد والمجتمع من بوابة الجمعيات الخيرية والتعليم الديني والبنوك الإسلامية. 

وقال: "في أحضان رأسمالية (مايو) الطفيلية، نمت الإمبراطورية الاقتصادية للإخوان حتى باتت تملك أكثر من (500) شركة مطلع الثمانينات".

وعن فترة ما بعد انقلاب 30 حزيران (يونيو) 1989، أكد بابو أنّ الجبهة الإسلامية سيطرت على الاقتصاد بشكل كامل، ونهبت أصول القطاع العام، واستغلت الجهاز الإداري للدولة كواجهة للتربح وتوسيع نفوذها الاقتصادي، معتبرًا أنّ التنظيم والدولة أصبحا "وجهين لعملة واحدة".

وتابع: "من مصادر تراكم هذه الثروة غير المشروعة: نهب المال العام، والتسهيلات البنكية، والإعفاءات الضريبية، وعائدات البترول والذهب، والاحتكار، وتجارة السوق السوداء، والجبايات المفروضة على المواطنين"، مشيرًا إلى أنّ مؤسسات وشركات الجبهة الإسلامية كانت تعمل تحت مظلة مؤسسات خيرية وهمية، في حين كانت تستنزف موارد الدولة.

واختتم بابو بالقول: "رغم استمرار القمع السياسي ومحاولات إعادة إنتاج المنظومة الإخوانية الاقتصادية نفسها، فإنّ الشعب الذي أنجز ثورة كانون الأول (ديسمبر) 2018 ما زال يقظًا، ولن يسمح بعودة هذا المشروع الطفيلي إلى الواجهة"، مشددًا على أنّ بقايا النظام السابق ستذهب "إلى مزبلة التاريخ".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية