ما تبقى لأردوغان هو الجدال مع المعارضة

ما تبقى لأردوغان هو الجدال مع المعارضة


21/06/2022

يقترب موعد الانتخابات التركية وتحشد المعارضة صفوفها اما بالنسبة لأردوغان فقد تحدث عن هذا الموضوع أثناء إلقاء خطابات في مقاطعتي إزمير وفان وذلك بحضور التجمع البرلماني لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وكانت تلك الخطابات بمثابة إطلاق حملة فعالة فيما يتعلق بانتخابات العام المقبل والمرشحين للرئاسة والعلاقة مع المعارضة.

مشيرًا إلى أن "العد التنازلي لانتخابات 2023 قد بدأ"، أشار أردوغان إلى أن حملته ستستمر بخطاب جديد على الأرض. بالإضافة إلى الإعلان عن ترشحه، قام بممارسة الضغط على رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو - "هل ترشح أم لا؟" - و "أنتم طاولة الستة" للمعارضة. - "أين مرشحكم؟"

نعلم أن أردوغان أثار مؤخرًا فقط مسألة مرشح المعارضة للرئاسة. على النقيض من ذلك، أمضت المعارضة العامين الماضيين تتحدث (وتؤجج النقاش) حول الانتخابات المبكرة والمرشحين الرئاسيين المحتملين. يمكن للمرء أن يجادل حتى أن هذا النهج ساهم في قدرة المعارضة على وضع جدول الأعمال.

في هذا الصدد، يعد استهداف أردوغان المباشر لكليجدار أوغلو وكتلة المعارضة ظاهرة جديدة وذلك بالتزامن مع تدهور شعبيته.

 إذا سأل المرء أنصار حزب الشعب الجمهوري، فسوف يجادلون بأن "تحالف الشعب جاهز للانتخابات ومرشحه بالضبط هو مرشح المعارضة" وأن "حزب الشعب الجمهوري سيختار مرشحه وقتما يشاء"، والظاهر ان المعارضة تتحرك بشكل مدروس وهو وهادئ وبلا ضجيج وهو ما يغيظ اردوغان فلا يجد الا في مهاجمة كليجدار اوغلو سبيلا للاستفزاز.

ومع ذلك، فإن أردوغان يستهدف بالفعل المرشح الأوفر حظًا، كيليجدار أوغلو، وهو المرشح المحتمل لمنافسته، الذي تدعمه كتلة المعارضة بالضد من تحالف الشعب الذي يرأسه اردوغان: "أي نوع من المرشحين سوف يواجه اردوغان وبماذا سوف يدافع عن سياساته التي اغرقت تركيا في أزمات لا تنتهي  أي نوع من المرشحين سوف يصعد نجمه بمرور الوقت؟ "

تصر المعارضة على أن الرد على تحدي أردوغان بـ "إعلان مرشحهم" من شأنه أن يرقى إلى الوقوع في فخ الرئيس ولهذا فإن خطابات اردوغان الاستفزازية لا تعنيهم.

 ومع ذلك، فإن اردوغان يظن ان استفزازه لهذا المرشح المجهول سيضع ضغطاً على "طاولة لستة أشخاص" سواء اختاروا مرشحاً أم لا.

إذا انتهى الأمر بـكليجدار اوغلو ليكون المرشح المفضل، فسيكون امامه مواجهة اردوغان وهو الذي يمتلك العديد من الملفات الشائكة ضد اردوغان وحكومته.

في غضون ذلك، يتجه رؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري الى تحشيد صفوفهم  من بين أحزاب المعارضة.

 رئيس بلدية اسطنبول، أكرم إمام أوغلو، يشكل رقما مهما بين أنصار حزب الشعب الجمهوري. في غضون ذلك، ما يزال منصور يافاش، عمدة أنقرة، بإمكانه أن يقدم نفسه كمرشح لمعالجة المشاكل الملحة في البلاد.

 أخيرًا، إذا اختارت المعارضة شخصًا آخر، فسيكون أمام هذا الشخص وقت محدود لتقديم نفسه للناخبين. علاوة على ذلك، سيتم تصنيف أي مرشح (بالاضافة كليجدار اوغلو) على أنه " فعال" و " قادر على ادارة الحكم" وامتداد طبيعي لكتلة المعارضة.

بدأت رسميا حملة طويلة استعدادا للانتخابات حيث تختلف انتخابات 2023 عن الانتخابات البلدية بمعنى أن المعارضة لا يمكنها الانتظار حتى لاختيار مرشحها. هل من الممكن أن تسقط المعارضة في فخ أردوغان بفشلها في اختيار مرشحها الآن؟

ذلك هو الذي يراهن عليه اردوغان وحزبه.

المعارضة قادرة على تقدير قدرة أردوغان على خلط الأوراق والاعيب السياسة والسعي من اجل إفساد خطط خصومه ووضع ما يريد على الطاولة بنفسه.

المعارضة حذرة بما فيه الكفاية فقد خبرت الاعيب اردوغان وتكتيكاته ولهذا ستكون انتخابات 2023 عبارة عن انتخابات "للأسئلة والأسئلة المضادة والردود". سنشهد معركة كلامية حول "المصالح الوطنية" لتركيا و "الهوية الوطنية" و "المرشح الأفضل لدخول البلاد في قرنها المقبل".

تشير الأسئلة العشرة التي طرحها أردوغان على كيليجدار أوغلو فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي والدفاع وآثارها على السياسة الداخلية إلى الشكل الذي ستتخذه الانتخابات المقبلة. هناك بعض الأسئلة الأساسية التي طرحها حزب الشعب الجمهوري و "طاولة لستة أشخاص"، الذين يستطيعون الاتفاق على سياسة مشتركة فيما يتعلق بالقضايا الأكثر إلحاحًا في البلاد، تشمل ما يلي:

ليبيا في نظر اردوغان وحزبه ذات أهمية استراتيجية للدفاع عن سلطتنا البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط. هل تتفق أحزاب المعارضة الخمسة مع حزب الشعب الجمهوري، الذي لا يفوت فرصة للتساؤل عن سبب وجود تركيا في ليبيا، ويعلم اردوغان المتاعب التي جلبها تدخل تركيا في الشأن الليبي؟

إن عسكرة جزر بحر إيجة هو انتهاك للقانون الدولي، هذا شعار اخر من شعارات اردوغان. أدلى بعض أعضاء حزب الشعب الجمهوري بتصريحات علنية تدعو الى الحوار بدل المواجهة مع الجانب اليوناني. ما ولهذا فإن موقف "حزب الشعب الجمهوري" و "طاولة الستة" من هذه المسألة لا يعجب اردوغان.

عن "أحوال" تركية

الصفحة الرئيسية