الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي تشكّل لجنة لمراجعة خطابات بنكيران .. تفاصيل

لم يتعافَ حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في المغرب، من صدمة السقطة المدوية في انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي، حتى ضربت الخلافات الداخلية صفوفه، ولكن هذه المرة بسبب سقطات عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، فقد عبّر عدد من قادة الحزب عن عدم رضاهم عمّا أطلقوا عليه "خرجات" بنكيران.

ونقلت صحيفة "هسبريس" المغربية عن مصادر مطلعة من حزب العدالة والتنمية إعرابها عن عدم الاتفاق مع "خرجة" عبد الإله بنكيران في المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بالدار البيضاء، التي وصف فيها الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، وصفاً "قدحياً".

لم يتعافَ "العدالة والتنمية" بعد من صدمة السقطة المدوية في انتخابات أيلول الماضي حتى ضربته الخلافات، ولكن هذه المرة بسبب سقطات بنكيران

وفي محاولة للعودة إلى المشهد السياسي المغربي من بوابة السجالات والتراشقات، استفز بنكيران الأسبوع الماضي قيادات حزب "التجمع الوطني للأحرار" بوصفه رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب بـ"الحُميّر" (تصغير الحمار)، بعد وصف العلمي لعبد الإله بنكيران بأنّه ”الذئب الشارف (العجوز)"، ولفظ الذئب قد يدلّ على الحنكة والمهارة والدهاء السياسي، أمّا "الحُمير"، فهو سب صريح.

وقال مصدر من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية: "صحيح أنّ بنكيران ردّ على هجوم الطالبي العلمي، الذي وصفه بـ"الذئب الشارف"، لكن ما كان عليه أن يرد عليه بأسلوب أكثر حدة ويصفه بـ"الحُمير"، معتبراً أنّ ذلك "يسيء لصورة السياسيين في المغرب".

ورأت المصادر، وفقاً لـ"هسبريس"، أنّ بنكيران تجاوز في رده على العلمي الحدود "المقبولة سياسياً"، لافتة إلى أنّ بنكيران "لو رجع إلى أعضاء الأمانة العامة قبل رده على الطالبي العلمي، لنصحوه بعدم الرد، أو على الأقل سيحاولون أن يكون ردّاً في حدود المقبول سياسياً".

مصادر مطلعة من حزب العدالة والتنمية أعربت عن عدم الاتفاق مع "خرجة" عبد الإله بنكيران في المؤتمر الجهوي للحزب

وأشار المتحدث نفسه إلى أنّ "الأمانة العامة شكّلت لجنة مصغرة من أجل مراجعة خطابات بنكيران، ومناقشة الخطوط العريضة لكلماته قبل إلقائها"، مبرزاً أنّ "هذه اللجنة هي التي كانت وراء خرجته التي ردّ فيها على رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي حمّل الحزب مسؤولية رفع الدعم عن المحروقات، وكانت خرجة مدروسة من أجل توجيه رسائل محددة".

ورغم انتقادهم له، يتجنب قادة حزب العدالة والتنمية الإخواني المغربي الاصطدام مع بنكيران، الذي دأب على توجيه انتقادات بالجملة للأمانة العامة السابقة، التي حمّلها الجزء الأكبر من هزيمة الحزب في انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي، غير أنّه ألمح في أكثر من مرة إلى أنّ الأمانة العامة للحزب فرضت عليه التخفيف من حدة لهجته تجاه باقي الفرقاء السياسيين.