كورونا في لبنان: هل يُعالج عناصر الحرس الثوري في مستشفيات حزب الله؟

كورونا

كورونا في لبنان: هل يُعالج عناصر الحرس الثوري في مستشفيات حزب الله؟


25/03/2020

يتجدد السّجال حول كل شيء في لبنان. ولعل ذلك أضحى أمراً بديهياً في هذا البلد الصغير بمساحته وعدد سكانه، الكبير بمشكلاته وتعدد الأقطاب الفاعلين فيه.
أحدث الإشكاليات المتنازع عليها، كانت فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي أصاب في لبنان حتى مساء أمس الثلاثاء 304 أشخاص، بعد تسجيل 37 إصابة جديدة في يوم واحد، بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة أمس.

أعلنت الوزيرة السابقة مي شدياق إصابتها بفيروس كورونا، بعد عودتها من العاصمة الفرنسية باريس في الأسبوع الماضي

وتساءلت تقارير إخبارية عن صحة المعلومات المتصلة بالسياح الإيرانيين الذين قدموا إلى لبنان، وهل هم عناصر في الحرس الثوري الإيراني جاءوا لتلقي العلاج في مستشفيات الضاحية الجنوبية التابعة لحزب الله اللبناني، بعد إصابتهم بفيروس كورونا الذي يفتك بإيران؟
في هذه الأثناء، دفع الارتفاع في عدد الضحايا زعماء لبنانيين إلى حث الحكومة على فرض حالة طوارئ في البلد، وهو ما جدّد الدعوة اليه أمس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي كتب عبر حسابه الخاص على "تويتر": "تلجأ بعض البلديات إلى قطع الطرقات وإقامة حواجز الذي هو نوع من الأمن الذاتي الأمر الذي قد يسبب مشاكل عديدة. أفضل طريقة أن تتولى قوى الأمن والجيش فتح تلك الطرقات، وأن يزداد التشديد على الذين يخالفون تعليمات حظر السير. لذا أعود وأنادي بحالة طوارئ مع تنظيم حاجات المواطن الأساسية".

خلاف بخصوص قانون الطوارئ
وفي سعيه لإماطة اللثام عن أسباب رفض أقطاب السلطة في لبنان الاتفاق على قرار محدد وحاسم بخصوص مواجهة فيروس كورونا، أفاد موقع "جنوبية" بأنّه "مع طي صفحة جزار الخيام العميل إلياس الفاخوري عملياً برحيله إلى واشنطن، بقيت تداعيات هذه الفضيحة ماثلة أمام المسؤولين وترسباتها موغلة في التجاذبات الداخلية الخفية، ولا سيما داخل الطائفة المارونية بجناحيها السياسي والعسكري. ووفق مصادر متابعة لما يجري خلف كواليس (كورونا)، تتجه الأنظار كلها اليوم إلى الأسباب المانعة لإعلان حالة طوارئ عامة، والتي ستؤول فيها الإمرة والسيطرة في البلد إلى قائد الجيش والمجلس العسكري. أي إنّ العماد جوزف عون سيكون الآمر والناهي طيلة فترة حالة الطوارئ العامة، ولا يعود للسياسة وأهلها (خبز)، كما ينص مضمون قانون الطوارئ.

اقرأ أيضاً:"طهران تتنكر لشعبها".. فيروس كورونا يفضح التمييز الطبقي في إيران
ويُفترض أيضاً في حال الطوارئ الكاملة بقاء الناس في منازلهم، وأن تؤمّن السلطات حاجاتهم بالكامل، وهذا ما تهرب السلطة الحالية منه، كما يقول الموقع.
ومن الاحتواء إلى الانتشار ومع استفحال "كورونا" وتوقع تصاعد الإصابات فوق الألف حالة، حتى نهاية الشهر الحالي، في حال الانتقال من مرحلة الاحتواء إلى مرحلة الانتشار، تطرح التحليلات السياسية أهمية إعلان حالة الطوارئ الكاملة نفسها على الساحة مع تأييدها العلني من مختلف القيادات السياسية في المعارضة والسلطة. من الرئيس نبيه بري إلى النائب السابق وليد جنبلاط  والدكتور سمير جعجع، وخصوصاً أنّ الرئيس بري وضع الأمر في عهدة رئيس الحكومة حسان دياب، واستغرب عدم إعلانه الطوارئ الكاملة منذ أيام، سائلاً عن الأسباب. وإذا كان بري وجنبلاط وجعجع كل من جهته، يستشعر الخطر القادم على مناطقهم، فمردّ ذلك أنّ عند كل واحد من هؤلاء معلومات أو معطيات عن تفشي الوباء في أحياء بكاملها.

صراع ماروني - ماروني
وفي حين لم تظهر إلى العلن الأسباب الحقيقية لمنع إعلان حالة الطوارئ، يجري الهمس وفق مصادر "جنوبية"، أنّ الأمر مرتبط بصراع ماروني- ماروني بين رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل وجوزف عون؛ إذ يشعر الرئيس عون أنّ تسليمه زمام الأمور لقائد الجيش قد يعدم حظوظ صهره الرئاسية ليكون خليفته في بعبدا.
وتقول المصادر إنّ لب الصراع يكمن بين الثلاثي الماروني، ولا سيما مع تردد أنّ لقائد الجيش لمسات في إخراج صفقة الفاخوري من فم باسيل. وتساءل الموقع: "هل الرئاسة المؤجلة لعامين أيضاً أهم من اللبنانيين وحياتهم؟ وهل يستأهل الكرسي حرق البلد بجثث أبنائه الذين سيموتون من جراء هذا الفيروس الخبيث لا سمح الله"؟

اقرأ أيضاً: الكورونا وأوهام المعجزة الدينية
في غضون ذلك، قال رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، إنّ الشعب اللبناني بدأ يعيش وطأة تراكم الأزمات الاقتصادية والمعيشية والمالية، إضافة إلى الخطر المتمثل في فيروس كورونا، مؤكداً أنّ الوضع الراهن يحتاج إلى تضافر كل الجهود.
وأضاف: "لبنان في محنة وضيق، والبلد كلّه يرزح تحت وطأة ضغوط قاسية، ولا يمكن لأي كان أن يحمل وحده عبء هذه الضغوط، حتى الدولة، في ظل إمكاناتها الحاضرة، يصعب عليها القيام بكامل واجباتها تجاه مواطنيها، ولذلك فإنّ الرهان هو على تكافل المجتمع اللبناني، والتعاون مع الدولة التي لا ملاذ إلا بها، باعتبارها الحاضن الوحيد لجميع أبنائها، من دون تمييز".

اقرأ أيضاً: فيروس كورونا والحالة التركية
وتابع: "المطلوب اليوم هو الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها، وتقوية قدراتها؛ لأنّ الدولة وحدها هي التي تمنح اللبنانيين مناعة ضد كل الفيروسات التي تشكل خطراً على أمن الوطن الصحي أو الأمني أو الوجودي".

اللاجئون السوريون في مواجهة كورونا
ويعاني اللبنانيون واللاجئون السوريون من أعباء مواجهة فيروس كورونا. ويعيش اللاجئون السوريون في لبنان، بشكل خاص، حالة من الخوف بسبب الوباء، في وقت تعمل فيه المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين مع السلطات اللبنانية على تشديد التدابير الوقائية.

اقرأ أيضاً: تركيا واعتقالات كورونا!
وقال لاجئون سوريون لوكالة أنباء "شينخوا" في مناطق مختلفة من شمال وشرق لبنان إنهم لا يلقون أي اهتمام طبي أو متابعة ميدانية لتزويدهم بوسائل الوقاية.
وكان لبنان الذي يعاني من نقص الموارد وأزمة مالية قاسية قد طلب في 12 الشهر الجاري من المنظمات الدولية "تحمل مسؤولياتها لجهة الاهتمام باللاجئين السوريين والفلسطينيين لتقديم الرعاية الصحية والخدمات الاستباقية اللازمة لهم في ما خص الفيروس".

اقرأ أيضاً: كيف جاءت استجابة دول الخليج في مواجهة كورونا؟
ويصل عدد اللاجئين السوريين في لبنان إلى حوالي مليون نازح مسجلين على قوائم مفوضية اللاجئين الأممية، في حين أنّ السلطات اللبنانية تقدر عددهم بحوالي مليون و300 ألف نازح يقيم معظمهم في أكثر من 1400 مخيم عشوائي في مختلف المناطق اللبنانية .

وفي سياق التجاذبات السياسية الداخلية والخارجية، كانت بعض الدول التي تفرض عقوبات على لبنان، طرحت تساؤلات حول عدم اتخاذ القرارت الملائمة، وبدأت حملة تقصي المعلومات حول الأشخاص الذين يأتون من إيران، وإذا ما كانوا لبنانيين أم إيرانيين، كما قال الكاتب منير الربيع في موقع "المدن".

هل بين السياح الإيرانيين الذين قدموا إلى لبنان عناصر في الحرس الثوري الإيراني لتلقي العلاج في مستشفيات الضاحية الجنوبية؟

وفي التفاصيل، طرحت القوى الدولية سؤالين: الأول، هل هؤلاء اللبنانيون من مقاتلي حزب الله الذين يتلقون دورات تدريبية في إيران، ويعودون إلى لبنان بين صفوف الحجاج اللبنانيين؟ والثاني، هل بين السياح الإيرانيين الذين قدموا إلى لبنان عناصر في الحرس الثوري الإيراني، لا يمكنهم الانقطاع عن زيارة لبنان لأسباب سياسية وعسكرية وتسلحية؟
إلى جانب السؤالين، يتابع الربيع، طرحت فرضية ثالثة، حول مجيء إيرانيين إلى لبنان لتلقي العلاج في مستشفيات الضاحية الجنوبية.

مي شدياق مصابة بكورونا

وفي سياق تطورات كورونا بلبنان، أعلنت الوزيرة السابقة مي شدياق إصابتها بفيروس كورونا.
وقالت في بيان:
"بعد عودتي من العاصمة الفرنسية باريس في الأسبوع الماضي، ظهرت لدي بعض العوارض المشابهة لعوارض الإصابة بفيروس الكورونا مما استدعى إلزامي فوراً بالحجر المنزلي.
وقد أجريت نهار السبت فحوصات طبية في مستشفى Hotel Dieu للتأكد من سبب العوارض. وبعد ظهور نتائج التحاليل منذ قليل، طلب مني التوجه إلى المستشفى للعلاج بعد تأكيد إصابتي بالفيروس.
وأشير إلى أن حالتي ليست حرجة، وسأنضم قريباً إن شالله الى لائحة المتعافين من فيروس كورونا".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية