معدلات الانتحار بين الرجال والنساء..

معدلات الانتحار بين الرجال والنساء..


21/03/2019

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد ضحايا الانتحار في عام 2016 بلغ نحو 793 ألف شخص حول العالم، وأكثرهم من الرجال.

اقرأ أيضاً: 7 مشاهير اختاروا الانتحار.. هل تعرفهم؟

فما يزال الانتحار يتصدر أسباب الوفاة بين الرجال تحت سن 45 عاماً، في حين أن هناك تفاوتاً في معدلات الانتحار بين الجنسين، إذ يمثل عدد المنتحرات نحو ثلث عدد المنتحرين في بريطانيا.

تمثل سهولة الوصول لوسائل الانتحار أحد أهم العوامل التي تسهم في زيادة مخاطر الانتحار بين الرجال

وينسحب هذا على الكثير من البلدان حول العالم. وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، سجلت أكثر من 15 حالة انتحار للرجال من بين كل 100 ألف رجل في نحو 40% من دول العالم، بينما كانت معدلات الانتحار أعلى بين النساء في 1.5% من البلدان فقط.

وتقول عالمة النفس نائبة رئيس الأبحاث بالمؤسسة الأمريكية لمكافحة الانتحار، جيل هاركافي فريدمان، "لاحظنا وجود هذا التفاوت في معدلات الانتحار منذ بدأنا تسجيل حالات الانتحار".

اقرأ أيضاً: انتحار الأطفال والمراهقين.. معدلات خطيرة

إن مسألة التفاوت بين الجنسين في معدلات الانتحار ما تزال تشغل اهتمام الباحثين، إذ يُسجل الرجال النصيب الأكبر من حالات الانتحار، رغم أن مرض الاكتئاب أكثر شيوعاً بين النساء.

واللافت أن النساء أكثر ميلاً للتفكير في الانتحار، ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، كانت معدلات الإبلاغ عن محاولات انتحار بين النساء أعلى منها بين الرجال بمرة وربع تقريباً.

ينزع الرجال إلى إخفاء مشاعر الضعف وقد يكونون أكثر تحفظاً من النساء حيال زيارة الطبيب

وربما يرجع هذا إلى أن الرجال يستخدمون وسائل انتحار أكثر فتكاً قد تزيد احتمالات موتهم قبل وصول المنقذين.

وتمثل سهولة الوصول لوسائل الانتحار أحد أهم العوامل التي تسهم في زيادة مخاطر الانتحار بين الرجال.

عوامل الخطر

يمثل كتمان المشاعر أهم العوامل التي تزيد مخاطر الانتحار. وبينما لا تجد النساء غضاضة في التنفيس عن مشاكلهن والتحدث عنها مع الآخرين، فإن الرجال ينزعون إلى كتمانها. وقد يعزى ذلك إلى أن الكثير من المجتمعات تحث الذكور على التحلي بالشدة وقوة التحمل وعدم الإفصاح عن معاناتهم.

اقرأ أيضاً: هؤلاء أكثر عرضة للاكتئاب والانتحار

وتنبه المديرة التنفيذية بمركز الحماية من الانتحار في كندا، مارا غروناو، إلى أهمية الطريقة التي نتحدث بها إلى أطفالنا وكيف نشجعهم على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، وتقول: "تتحدث الأمهات مع بناتهن أكثر مما يتحدثن مع أبنائهن الذكور بمراحل، ولا سيما عن المشاعر والأحاسيس. فنحن نكاد نتوقع مسبقا أن النساء مرهفات الحس".

يقترن عادة ارتفاع معدلات البطالة في أعقاب الركود الاقتصادي بارتفاع في معدلات الانتحار

وتقول فريدمان: "إن الرجال أقل استعداد لطلب الاستشارة النفسية. لكن هذا لا يعني أن الرجال لا يعانون من مشاكل نفسية تعادل أو تفوق ما تعاني منه المرأة، لكنهم أقل إدراكا لما يعتريهم من ضغوط واضطرابات نفسية، وهذا يزيد من مخاطر إقدامهم على الانتحار".

وتضيف فريدمان أن المريض لن يلجأ إلى المساعدة ما لم يدرك أولا أن الكآبة التي تتملكه سببها اضطراب نفسي. وقد تبين أن ثلث ضحايا الانتحار فقط كانوا يخضعون للعلاج النفسي عندما أقدموا على الانتحار.

وهناك أيضا عوامل أسرية ومادية تزيد من احتمالات الإقدام على الانتحار. إذ يقترن عادة ارتفاع معدلات البطالة في أعقاب الركود الاقتصادي، بارتفاع في معدلات الانتحار.

اقرأ أيضاً: هؤلاء ينتحرون أيضاً... حقائق جديدة عن الانتحار

ومما لا شك فيه أن الهموم المالية ومحاولات العثور على وظيفة قد تفاقم المشكلات النفسية. لكن البطالة لها أبعاد اجتماعية أيضاً. إذ يقول رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الحملة ضد الحياة البائسة" الخيرية في المملكة المتحدة للتصدي للانتحار بين الرجال، سايمون غانينغ: "نحن نشأنا على مقارنة أنفسنا بأقراننا ونسعى دائما لتحقيق النجاح الاقتصادي، لكن إذا واجهنا مشكلات اقتصادية وخرجت عن نطاق سيطرتنا، قد يستبد بنا اليأس".

لكن العوامل الخارجية لا يمكن أن تؤدي بمفردها إلى الانتحار، بل قد تعجل الإقدام على السلوكيات الانتحارية لدى الشخص المعرض بالفعل لذلك الخطر.

وتقول فريدمان: "ملايين الأشخاص فقدوا وظائفهم وكلنا تقريباً تعرضنا لانهيار علاقاتنا العاطفية لكننا لم نقدم على الانتحار".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية