مؤتمر للمعارضة الإيرانية يكشف تشبّت طهران بالمرتبة الأولى في غسل الأموال

إيران

مؤتمر للمعارضة الإيرانية يكشف تشبّت طهران بالمرتبة الأولى في غسل الأموال


20/12/2018

قبل أيام، دشن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤتمراً عالمياً، ضم ائتلافاً موسعاً من النخبة الإيرانية، المعارضة لنظام الملالي في طهران، انعقد في العاصمة الأمريكية، واشنطن، بمشاركة خمسين مدينة أخرى حول العالم، بهدف الكشف عن جرائم النظام السياسي، وإجراءاته التعسفية، وممارساته القمعية، ونهب مؤسسات الحرس الثوري لثروات الشعب، وإهداراها في الصراعات والحروب الإقليمية، ما أدى إلى تزايد وتيرة الاحتجاجات، منذ نهايات العام 2017، وحتى اليوم. وكشف المؤتمرون تشبّت النظام الإيراني بالمرتبة الأولى في غسل الأموال، على مستوى العالم.

بصدد تغيير النظام في طهران

يعد المؤتمر العالمي للمعارضة الإيرانية، الذي يتخذ شعاره: "من أجل إسقاط النظام الإيراني"، ويطالب بالحرية والعدالة للإيرانيين، بمثابة تقليد سنوي، يحاول فيه المنظمون ونخب من الجالية الإيرانية، في خمسين دولة حول العالم، تسليط الضوء على انتهاكات النظام الإيراني، خاصة، في ما يتصل بحقوق الأقليات والمرأة، وحرية الرأي والتعبير، ورصد عدد المعتقلين والموقوفين على خلفية القضايا الحقوقية والسياسية، ناهيك عن واقع التعليم والصحة والبطالة، بهدف كشفها أمام الرأي العام العالمي، والتأكيد على حق الإيرانيين في تقرير المصير.

اقرأ أيضاً: مغالطات إيران حول سباق التسلّح في المنطقة

وفي بيانه، اعتبر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أنّ تنظيم هذا المؤتمر، في هذا العام، إنما يختلف عن ذي قبل؛ لأنه يأتي في توقيت يعيش فيه النظام الإيراني "أسوأ حالاته الداخلية والدولية"، حيث مازالت التظاهرات والاحتجاجات مستمرة في إيران، رغم "الإجراءات القمعية والاعتقال والسجن وقتل المحتجين"، كما شهدت إيران نحو 911 احتجاجاً على الأقل، في أكثر من 170 مدينة، حسب تقرير صادر عن منظمة "مجاهدي خلق".

بيان المعارضة: نظام الملالي يحاول عبر لوبياته وحلفائه ومرتزقته أن يظهروا أنه لا يوجد بديل لهذا النظام

وكشفت القيادية بحركة مجاهدي خلق، مريم رجوي، ورئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في كلمتها بالمؤتمر، أن لجوء النظام إلى الإرهاب، بحسب وصفها، ليس مجرد رد فعل مرحلي وتكتيكي، لكنه خيار إستراتيجي لدى النظام، من أجل مواجهة الانتفاضة، ومن ثم، فإن الإرهاب الذي يمارسه نظام ولاية الفقيه "آلية دفاعية لمواجهة حركة الاحتجاج والمعارضة الإيرانية".

آليات القمع والفساد لسياسة الملالي

وأوضحت أنّ "اعتقال أو طرد دبلوماسيه الإرهابيين، وعناصر الإرهاب المرتبطين بسفارات النظام، يثبت أنّ كل أجهزة النظام، بدءاً من المجلس الأعلى لأمن الملالي، ومروراً بقوات الحرس وقوة القدس الإرهابية، ووزارة المخابرات، ووزارة الخارجية، وسفارات النظام، كلها تشكل أجزاء لمنظومة إرهاب ولاية الفقيه.

يحاول نظام الملالي إظهار أنه لا بديل عن هذا النظام وإذا سقط فتصبح إيران مثل سوريا

وأبدت رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تفاؤلها، بعد صدور القرار الخامس والستين من الأمم المتحدة، الذي دان الانتهاكات المنظمة لحقوق الإنسان في إيران، حيث كشف عن "عدد كبير من أحكام الإعدام، بما في ذلك إعدام القاصرين، والاعتقالات التعسفية المنظمة واسعة النطاق، والظروف المأساوية في السجون، التي حرم فيها السجناء من الحصول على العلاج الطبي المناسب".

اقرأ أيضاً: إيران التي تنتحر بأسلحتها

وأكدت رجوي: "إن اعتماد هذا القرار الصادر عن الأمم المتحدة، يشير مرة أخرى إلى أنّ هذا النظام يدهس بشكل صارخ، الحقوق الأساسية للشعب الإيراني على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية".

المعارضة الإيرانية تستفيد من تحولات الموقف الدولي من إيران، خاصة بعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة

وأثناء انعقاد جلسات المؤتمر، كشف المنظمون العديد من الوثائق والإحصائيات التي تشير إلى الفساد المالي للنظام الإيراني، وبحسب مؤسسة "بازل" السويسرية، فقد كشفت، مؤخراً، عن إحصائيات خطيرة حول مخاطر ومؤشرات غسل الأموال في البلدان المختلفة، وقد احتلت إيران فيها، المرتبة الأولى، عالمياً، لعدة أعوام.

وناقش المنظمون في المؤتمر الأرقام الرسمية، الصادرة عن الحكومة الإيرانية، والتي أعلنت عنها وسائل الإعلام المحلية، ومن بينها، وكالة فارس الحكومية، حيث ذكرت في تقارير سابقة، إلى أنّ خامنئي خصص جزءاً من الأموال للإنفاق العسكري، وهو ما يعني أنه قام بخداع الشعب الإيراني، خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى أن الحكومة سحبت 2.5 مليار دولار من صندوق التنمية الوطنية، بهدف إنفاقها على الطموحات العسكرية للنظام في سوريا.

الحرمان من التعليم في إيران والموقف من الأقليات

وإلى ذلك، تشكل نسبة الفتيات المحرومات من الدراسة، في محافظة سيستان وبلوشستان، بحسب ما ورد في جلسات المؤتمر، حوالي 70%، ومن ثم، يبلغ عدد الفتيات في المحافظة، ممن ليست لديهن إمكانية الذهاب إلى المدرسة ومحرومات من الدراسة ما يقرب من 77 ألف فتاة.

أبدت رجوي تفاؤلها بقرار الأمم المتحدة الذي دان انتهاكات حقوق الإنسان في إيران

ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فقد اندلع ما يقرب من 911 حركة احتجاجية، في حوالي 171 مدينة، حيث انخرط فيها العديد من المواطنيين المعارضين لسياسة النظام، وضمت مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية، فضلاً عن أبناء القوميات والديانات المتفاوتة، وأضيف للمحتجين، مؤخراً، المزارعون والعمال، حيث وقع إضراب كبير لأصحاب الشاحنات.

اقرأ أيضاً: الميليشيات الإيرانية النائمة

وأوضح المؤتمر في بيان صادر عنه أنّ "نظام الملالي يحاول عبر لوبياته وحلفائه ومرتزقته، أن يظهروا أنه لا يوجد بديل لهذا النظام، وإذا سقط هذا النظام فتصبح حالة إيران مثل سوريا، وتندلع حرب أهلية وفوضى، وإذا سقط فإنّ نظامه البديل سيكون أكثر كراهية، بالمقارنة بهذا النظام، وبالتالي، فإنه يريد إقناع كل من الشعب والمجتمع الدولي، بضرورة تحمل النظام نفسه، وهذا خداع كبير من قبل النظام، ومن المفارقات، أن النظام يريد إزالة أو إضعاف نفس المقاومة، ليتمكن من أجل استمرار بقائه المشين".

كشف المنظمون العديد من الوثائق والإحصائيات التي تشير للفساد المالي للنظام الإيراني

زيادة الضغوط على النظام

ويرى الباحث في الشأن الإيراني، محمود حمدي، أنّ المعارضة في الخارج تتوافر لها منصة إعلامية، لمتابعة الاحتجاجات الفئوية المتواصلة، وتحاول من خلالها بناء عملية تشبيك بين الأطراف المختلفة المعارضة للنظام في الداخل، بهدف زيادة الضغوط على النظام، كما أنها تسهم في عملية تقنية، لتحقيق التواصل الشبكي للمحتجين، وفي هذا الإطار دشنت منظمة مجاهدي خلق أكثر من قناة فضائية، ومن بينها: "قناة الحرية- الفضائية المعارضة"

مريم رجوي،: إن لجوء النظام للإرهاب ليس مجرد رد فعل مرحلي وتكتيكي لكنه خيار إستراتيجي لديه من أجل مواجهة الانتفاضة

وكشف حمدي في تصريح لـ"حفريات، بأن ممثلين مقربين من دوائر صنع القرار، في بعض العواصم الدولية، يشاركون في مؤتمرات المعارضة الإيرانية، "فعلى سبيل المثال، شارك في المؤتمر الأخير السيناتور الأمريكي، اينغريد بتانكورد، كما أنّ المعارضة تستغل أزمات النظام في الداخل، للترويج لنفسها وحشد التأييد لها، وهي الأزمات التي أثرت بدروهاعلى شرعية النظام محلياً".

ويؤكد حمدي أنّ المعارضة الإيرانية تستفيد من تحولات الموقف الدولي من إيران، "خاصة، بعد وصول ترامب إلى السلطة، ولا نغفل في هذا السياق أنّ أول من كشف عن مفاعل سري إيراني للغرب كانت هذه المعارضة، ومن ثم، لا يتوانى النظام عن توجيه اتهامات مستمرة لأطراف المعارضة الخارجية، وتحديداً، منظمة مجاهدي خلق، باعتبارها تقف خلف تلك الاحتجاجات، ورغم أن هذه المنظمة تمثل رقماً في المعارضة الإيرانية، لكن دورها يبدو إعلامياً أكثر منه تنظيمياً، ودورها كجماعة ضغط، لها صلاتها بالحكومات وجماعات الضغط الدولية، أكثر منها معارضة لها تأثيرها في الداخل".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية