إيران..هل يسقط نظام الملالي قريباً؟

إيران..هل يسقط نظام الملالي قريباً؟


01/07/2018

وجهت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، مجموعة رسائل تنطلق من واقع التحركات التي يشهدها الشارع الإيراني وتكاثر المطالبات بالتغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

رجوي: الشعب الإيراني بانتفاضته التي تجري الآن مسك بيده أدوات إسقاط النظام

وشددت رجوي، في كلمة ألقتها خلال مؤتمر المعارضة الإيراني، الذي انطلق، أمس، في باريس، تحت شعار "إيران تتحرر"، باللغات الفارسية والفرنسية والإنجليزية، ويستمر حتى يوم غد، على تهالك النظام الإيراني، ورأت أنّ "إسقاط النظام أمر محتوم والانتصار أمر مؤكد وإيران تتحرر"، مضيفة أن "الشعب الإيراني بانتفاضته وبمعاقل الانتفاضة، مسك بيده أدوات إسقاط النظام"، وفق ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".

مؤشرات وهن النظام الإيراني

 ووسط حضور رفيع المستوى لوفود كبيرة جاءت من عشرات العواصم، ونواب ورؤساء بلديات ووزراء سابقين من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والدول الخليجية، فضلاً عن متخصصين وخبراء ووفود إعلامية، دعت رجوي في كلمتها إلى التركيز على ما سمّته "المؤشرات" الدالة على وهن النظام الإيراني؛ "أولها انتفاضة الشباب بلا خوف ولا تردد، وثانيها شمول الحركات الاحتجاجية كل القطاعات رغم القمع، وثالثها تفاقم التوترات الاجتماعية والاقتصادية بما فيها البطالة والغلاء والفقر"، التي لا يجد "الملالي" حلولاً لها، فيما تتكاثر التناقضات الداخلية للنظام الذي يعاني ضائقة مالية.

رجوي تحثّ الجميع على دعم لانتفاضة لأنّ تغيير النظام الإيراني الآن في متناول اليد أكثر من أي وقت مضى

وفي المؤشر الرابع: ركزت رجوي على أنّ النظام "فقد على هذا المستوى أهم سند له في سياسة المهادنة مع أمريكا"؛ حيث "سقطت الدرع الدولية التي كانت تحمي النظام، واشتد الخناق الملفوف حوله مع إعادة فرض العقوبات الاقتصادية والمالية عليه"، بيد أنّ أهم مؤشر توقفت عنده رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؛ فهو الخامس الذي عنوانه، كما قالت، "الترابط بين المحرومين والمضطهدين والمقاومة المنظمة".

سقوط النظام على الطريق

وأكدت رجوي أنّ "سقوط النظام على الطريق، ولذا، فإنّ معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة الوطنية هي بمثابة رأس الحربة لإستراتيجية الانتفاضة وإسقاط النظام في المدن المنتفضة والعاصية"، وفصّلت رجوي كلامها مستندة لما شهدته مدن إيران في الأسابيع الماضية، مذكرة بقول مسعود رجوي، الذي وصفته بـ "قائد المقاومة": "إذا صمدت إيران فالعالم سيقف معنا وبجانبنا"، مشددة على "الحاجة إلى وجود حركة منظمة وتنظيم قيادي"، بالإشارة إلى التنظيم الذي ترأسه، وجددت رجوي التأكيد على الحاجة إلى جبهة "التضامن الوطني من أجل إسقاط الاستبداد الديني"، مؤكدة أنّ التخلص من النظام لا يجب التعويل فيه على التدخل الخارجي.

أما صورة المجتمع الذي تريده رجوي، فهو القائم على الحرية والديمقراطية والمساواة بين الرجل والمرأة والبعيد عن أيّ أشكال للتمييز، وإذ عدّت رجوي أنّ "خلاص المجتمع من الغلاء، والفقر، والبطالة، والسكن في الأكواخ، وشح المياه، والكوارث البيئية، يمكن تحقيقه، ولكن قبل كل شيء تجب استعادة الحقوق السياسية، وبالتحديد حق سيادة الشعب الإيراني".

رجوي: خلاص المجتمع من الغلاء والفقر والبطالة يمكن تحقيقه لكن قبل هذا تجب استعادة حق سيادة الشعب الإيراني

وحثت رجوي الجميع على "الدعم العملي للانتفاضات؛ إذ إنّ كلّ إيراني حيثما كان يستطيع أن يفعل عملاً من أجل تقدّم أهداف الانتفاضة"، لافتة إلى أنّ "تغيير النظام الإيراني في متناول اليد أكثر من أي وقت مضى ."

ودعت رجوي إلى قيام "إيران حرّة وإيران غير نووية في تعايش سلمي مع تعاون إقليمي ودولي، يشكل النقيض للصورة التي يعكسها النظام الإيراني الحالي، المتخاصم مع العالم بسبب برنامجه النووي وسياساته الإقليمية".

وقد حثّ المتكلمون في اجتماع المعارضة المجتمع الدولي، في غالبيتهم، على السير بسياسة حازمة تجاه النظام وعلى الوقوف إلى جانب الشعب؛ حيث قال عمدة نيويورك السابق، والمحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب رودي جولياني، في كلمته أمام المؤتمر: إنّ "الرئيس الأمريكي سيخنق حكام إيران "المستبدين""، وأضاف، بحسب ما نقلت عنه "رويترز": "نحن الآن قادرون فعلاً على أن نرى نهاية للنظام في إيران"، مشيراً إلى الاحتجاجات التي خرجت أخيراً هناك بسبب انهيار قيمة العملة المحلية، بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقال: "عندما تتوقف أعظم قوة اقتصادية عن تنفيذ أنشطة معك سوف تنهار، والعقوبات ستصبح أشد وأكبر"، وتابع جولياني، حليف ترامب: "هذا الرئيس لا ينوي أن يدير ظهره للمقاتلين من أجل الحرية".

جوليان: الرئيس الأمريكي سيخنق حكام إيران المستبدين ونحن الآن قادرون فعلاً على أن نرى نهاية للنظام في إيران

ودعا جولياني إلى "مقاطعة الشركات التي تواصل تعاملها مع هذا النظام"، متابعاً "الحرية قاب قوسين أو أدنى"، مشيراً إلى التظاهرات الأخيرة التي شهدتها إيران.

وأشار الرئيس الأسبق لمجلس النواب الأمريكي، نيوت غينغريتش، في كلمة خلال الاجتماع الذي انعقد بحضور تنظيمات إيرانية معارضة في المنفى، على رأسها "منظمة مجاهدي خلق" المحظورة في إيران، أشار إلى تغيير النظام في إيران، وعدّ إمكانية تحقيق ذلك باتت اليوم أقرب من أي وقت مضى، بعد موجة إضرابات وتظاهرات شهدتها الجمهورية الإسلامية.

وقال غينغريتش: "السبيل الوحيد للأمان في المنطقة؛ هو باستبدال الدكتاتورية بالديموقراطية، يجب أن يكون ذلك هدفنا"، وشدّد غينغريتش على أنّه لا يتكلم باسم إدارة ترامب، لكنّه أضاف: "يبدو لي أنه سيكون هناك فرحة واحتفال إذا تغيّر النظام".

وصرّح الرئيس الأسبق لمجلس النواب، بأنه لا يؤيد تسليح المعارضة الإيرانية، مؤكداً أنّه على ترامب فرض مزيد من العقوبات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع مع إيران.

وهاجم غينغريتش الدول الساعية إلى إيجاد سبل تسمح لشركاتها بمواصلة العمل في إيران، رغم التهديد بفرض غرامات عليها لخرقها العقوبات الأمريكية.

وقال غينغريتش: "علينا أن نقوم بحملة تشهير ضدّ الحكومات الأوروبية التي ترفض دعم الحرية والديموقراطية"، مضيفاً "علينا أن نصرّ على التحاقهم بالعقوبات مرة جديدة".

وخلال المؤتمر ذاته، العام الماضي، أبلغ مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بأنهم سيحكمون إيران قبل عام 2019.

وقال وزير العدل الأمريكي السابق، مايكل موكيسي، وفق ما نقلت صحيفة "العين": "المظاهرات منتشرة في كل أرجاء إيران، وسقوط هذا النظام بات قريباً"، منتقداً سياسة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، التي قال إنها دعمت وأغنت الحكومة الإيرانية بمئات مليارات الدولارات، في حين أنّ هذه الأموال لم تذهب إلى الشعب؛ بل إلى دعم الإرهاب، مشدداً على ضرورة إيصال صوت الشعب الإيراني إلى العالم أجمع.

وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الكندي السابق، جون بيرد، أن هناك حتمية للوقوف مع الشعب الإيراني ضدّ نظام الملالي، ومساندة أطياف المعارضة، سواء من يسعون للتغيير السياسي، أو الذين يعانون من الأوضاع الاقتصادية، لافتاً إلى أنّ "التغيير بات قريباً جداً، وأن سقوط النظام سيحدث في فترة مقبلة قريبة".

أما الرئيس السابق للمخابرات الفرنسية، إيف بونه، فقال: إنّ "ترامب كان محقاً في نصيحته للأوروبيين بالتفكير في إعادة النظر بالاتفاق النووي مع طهران"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة وبريطانيا ارتكبتا خطأ جسيماً عندما انقلبتا على رئيس وزراء إيران السابق، محمد مصدق، منذ أكثر من نصف قرن، لأنّ هذا الرجل كان ديمقراطياً للغاية".

وكانت العاصمة الفرنسية، باريس، قد شهدت، الجمعة، انطلاق الجلسات التحضيرية للمؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية، الذي انطلق أمس تحت عنوان: "الانتفاضة من ‌أجل التغيير في إيران"، بمشاركة دولية وعربية كبرى، ويستمر حتى يوم غد الإثنين.

وتشهد الجلسات التحضيرية، 4 منصات؛ حيث تقام نقاشات من أجل التضامن مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لتحقيق الحرية والديمقراطية في إيران، واستتباب السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وتعميق العلاقات مع الدول العربية المتضررة من نظام "الملالي".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية