الإخوان وإيران.. "ربيع" انتهازية الملالي

الإخوان وإيران

الإخوان وإيران.. "ربيع" انتهازية الملالي


29/11/2017

اعتقد البعض أنّ علاقة الود بين إيران والإخوان، انتهت، سيما مع موجة الاحتجاجات التي اجتاحت بلداناً عربية عدة فيما يسمى "الربيع العربي"، أسفرت من جانب عن تسلم الإخوان للسلطة في أكثر من موضع، وكشفت من جانب آخر، عن تورط إيران وتدخلها ضد هذه الموجة الغاضبة من الشعوب العربية، والتي اتخذها الإخوان مطية لتحقيق مآرب لهم.

وكانت قد شهدت العلاقة بين الإخوان وإيران، تصادمات ظاهرية، في أكثر من مكان، كما هو الحال في سورية واليمن، فهل فعلاً انتهت علاقة الودّ هذه التي استمرت بين الطرفين لعقود؟
منذ انطلاقة "الثورات العربية"، حاولت إيران "أسلمة" هذه التحركات، حين أطلق عليها المرشد الإيراني علي خامنئي، "الصحوة الإسلامية"، لذلك كان وما يزال الخطاب الوحيد الذي ألقاه خامنئي باللغة العربية، ذلك الخطاب الذي وجهه إلى المصريين أثناء ثورتهم على نظام حسني مبارك؛ حيث حثّهم وأثنى على بعض الشخصيات المصرية من بينها حسن البنا، وليس البنا الإخواني الوحيد الذي حاز على إعجاب خامنئي، فقد سبقه سيد قطب الذي ترجم له خامنئي بنفسه كتابين للغة الفارسية.

منذ انطلاقة "الثورات العربية" حاولت إيران "أسلمة" هذه التحركات وأطلق عليها خامنئي "الصحوة الإسلامية"

وتجلى زهو الإيرانيين بهذه التحركات، من خلال زيارة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد لمصر بدعوة من الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، ومنح نجاد فرصة أن يخطب في جامع الأزهر الشريف، وكان هذا دليلاً آخر على قوة العلاقة بين الجانبين وعززتها زيارة مرسي لطهران العام 2012، وكانت أول زيارة لرئيس مصري خلال 34 عاماً.

 

 

وحيث كانت إيران واحدةً من الدول التي تشهد تواجداً لجماعة الإخوان على أراضيها، ولهم فيها حركة نشطة، يرأسها عبدالرحمن بيراني، وتربطها علاقة جيدة بالنظام الإيراني، فقد سمحت السلطات الإيرانية للإخوان بأن يتظاهروا في أحد أشهر ميادين طهران، رافعين شعار رابعة ومنددين بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ليشكل ذلك دلالةً على تلمس نظام الملالي لفشل مشروعهم في مصر.

كانت زيارة الإخواني محمد مرسي لإيران أول زيارة لرئيس مصري خلال 34 عاماً

ويجري بيراني لقاءات رسمية مع المسؤولين الإيرانيين بصفته أميناً عاماً للإخوان في إيران، وتستقبله شخصيات بارزة في النظام الإيراني على رأسها نائب الرئيس الإيراني، ويصدر بيانات سنوية ما تزال منشورة في الموقع الإلكتروني للجماعة، يبارك فيها الثورة الخمينية ويجدد الولاء للمرشد خامنئي ويعتبره مرشداً له.
ولم يتوقف دعم الإيرانيين للجماعة بالسماح بالمظاهرات وتنسيق اللقاءات بين الطرفين، فقد أعلنت وزارة الداخلية المصرية، بتاريخ 16 نيسان (إبريل) 2017، أنّ قطاع الأمن الوطني، تمكن من ضبط ألغام أرضية مضادة للأفراد مُدون عليها عبارات باللغة الفارسية، وقنابل F1 يدوية، وكميات كبيرة من القطع الحديدية صغيرة الحجم التي تُستخدم في تجهيز العبوات الناسفة، كما جرى اعتقال 13 عنصراً إخوانياً إرهابياً بمحافظتي دمياط والإسكندرية متورطين في ذلك.

سمحت السلطات الإيرانية للإخوان بأن يتظاهروا في أحد أشهر ميادين طهران رافعين شعار رابعة

وبحسب تقرير لموقع قناة "العربية نت"، بعنوان "كيف وصلت أسلحة إيران لخلايا الإخوان الإرهابية بمصر؟" فقد أكد الخبير الأمني "خالد عكاشة" للموقع أنّ الأسلحة التي ترسلها طهران لجماعة الإخوان بمصر، تصل إلى الجماعات الإرهابية وتندرج ضمن سياسة إيران الرامية لإشعال مناطق الصراعات؛ بهدف التمدد والتوسع وفرض مناطق نفوذ لها، إضافة إلى أنّ هذه الأسلحة لا يتم منحها مجاناً؛ بل هي ضمن أنشطة اقتصادية تقوم بها إيران منذ فرض العقوبات الغربية عليها.

الأسلحة التي ترسلها طهران لجماعة الإخوان بمصر تصل إلى الجماعات الإرهابية

أما بخصوص الأزمة في سورية؛ حيث اعتقد كثيرون بحدوث تصادم وتضارب في المصالح لكلا الطرفين، سيما بعد وصول الإخواني محمد مرسي، لسدة الحكم في مصر، حيث استبشر السوريون خيراً في توليه هذا المنصب، سرعان ما بدأت البشرى تتحول إلى نذير شؤمٍ بعد أخبار عبور سفنٍ إيرانيةٍ محملةٍ بالاسلحة لدعم النظام السوري.
وجاء الخبر اليقين للمتفائلين، بتصريحات مرسي، بأنّ إيران هي جزء من الحل في سورية، وليست جزءاً من المشكلة.
وإذا كانت تلك العلاقة التاريخية لم تتأثر والإخوان على رأس السلطة، فكيف لها أن تتغير بعد أن باتت الجماعة في أسوأ أحوالها، ومطاردة ومشتتة؟
في مقابلةٍ لأحد قادة التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، المدعو يوسف ندا، فسّر صمود العلاقة بين إيران والإخوان مستشهداً بمقولة حسن البنا الشهيرة: "هناك مبدأ عام في التعاون بين الإسلاميين؛ نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية