أوشك عام 2022 على الانتهاء، حاملاً في جعبته تطورات وأزمات كبيرة، نال إخوان الأردن الجزء الأكبر منها، لتتواصل النكسات على الجماعة منذ سقوط الجماعة الأم في مصر عام 2013.
وعانت الجماعة في الأردن من صراع داخلي فاقمه التضييق الذي مارسته السلطات عليها، وأدى إلى إضعاف الجماعة وقطع أذرعها.
وأعلنت الجماعة مطلع العام عبر ذراعها السياسية، حزب جبهة العمل، مقاطعة انتخابات المجالس المحلية، وعزت السبب إلى "الممارسات السلبية من قبل الجانب الرسمي واستمرار نهج الإقصاء والتضييق والاستهداف السياسي".
لكن الكثير من المراقبين والمحللين اعتبروا أن الجماعة كانت تمتلك صورة مسبقة لنتائج الانتخابات وفضلت عدم خوض معركة خاسرة، بعد الهزيمة المدوية التي تعرضت لها في الانتخابات البرلمانية.
وواجهت الجماعة اتهامات أطلقتها المعارض ليث شبيلات، الذي يعد حليفاً كبيراً للجماعة، بحالة من الجدل والسجالات في أوساط النخب والأحزاب الأردنية.
ووصف شبيلات الإخوان بأنهم "مجرمون وانتهازيون، وحافظوا على التنظيم لكن من دون أن يحافظوا على الدين الذي يتمسحون به".
وقال شبيلات في تسجيل صوتي له نشر على فيس بوك،: "نحن، الإسلاميين، مجرمون، وأنا بئس الرجل الذي أكون معكم"، وأضاف، "كل فساد الدنيا أصبح من جماعة الإخوان المسلمين، عند الغنائم تقولون نحن أكبر الناس والأغلبية، وعندما تأتي المصاعب تقولون لا نقدر". وناشد شبيلات الشباب عدم تصديق الإسلاميين والقيادات الإسلامية.
الشارع مجدداً
وشنت السلطات الأردنية، حملة اعتقالات طالت أنصار الجماعة، على خلفية اعتصامات نقابة المعلمين، واستغلال الجماعة لملف النقابة لتحقيق أهداف سياسية، وفق ما قال مسؤولون أردنيون في وقت سابق.
وأجهضت السلطات، محاولات إخوانية لإعادة الاعتصامات إلى الشارع، عبر ذكرى 24 مارس (آذار)، وهي احتجاجات شهدتها الأردن عام 2011 للمطالبة بإصلاحات سياسية، واجهت الجماعة اتهامات بمحاولة ركوب موجتها.
وحاول الإخوان العودة للشارع مجدداً عبر شعار "نصرة المسجد الأقصى"، إلا أن الجماعة لم تنجح في الحشد للمظاهرات، ما أكد تراجع التأثير الشعبي لها.
وعادت الأزمات الداخلية للجماعة إلى الواجهة مجدداً، بعد أن جمدت ما تسمى "محكمة داخلية في مجلس شورى الإخوان"، عضوية القيادي البارز زكي بني إرشيد على خلفية الإساءة للصحابي معاوية بن أبي سفيان، وفق بيان صدر آنذاك، لكن مصادر كشفت أن الجماعة حاولت بهذه الخطوة التقرب من السلطات الأردنية.
ومنيت الجماعة أيضاً في هذا الشهر، بهزيمة في انتخابات نقابة المهندسين.
فساد إداري ومالي
كما واصلت السلطات الأردنية الهجوم على الإخوان، بعد أن أعلن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، محمد الخلايلة، أن جماعة الإخوان تشن "هجمة شرسة" على الوزارة بسبب الشروط الجديدة لتنظيم عمل دور تحفيظ القرآن الكريم.
وقال إن "جمعية المحافظة على القرآن الكريم تتبع تيار معين (الإخوان) وللأسف هذه الجمعية منذ أن صدر نظام المراكز الإسلامية وحتى من قبله، لا يوجد استجابة لها رغم تشكيل لجنة تدقيق على الجمعية وكانت بطلب مني ومن وزير التنمية الاجتماعية"، مشيراً "جرى التدقيق على جمعية المحافظة على القرآن ووجد الكثير من المخالفات المالية والإدارية".
وتلقت الجماعة ضربة ثانية، بعد أن صدر قرار قضائي بحل مجلس نقابة المعلمين "الإخوانية" وهيئتها وفروعها، وتخفيض عقوبة أعضائها إلى ثلاثة أشهر، بعد أن أوقفت عمل النقابة، وقررت إغلاق مقارها على خلفية اتهامات بـ"تجاوزات مالية" و"إجراءات تحريضية".
عن موقع "24"