يوم الشهيد... الإمارات تستذكر تضحيات شهدائها وتخلد جهودها لنشر السلام

يوم الشهيد... الإمارات تستذكر تضحيات شهدائها وتخلد جهودها لنشر السلام


30/11/2021

تحيي دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الشهيد، باستذكار تضحيات وبطولات شهدائها الأبرار في الداخل والخارج، وتخليداً لجهودها في نشر السلام على مستوى العالم.

فمن الإمارات إلى البحرين مروراً باليمن والسعودية وأفغانستان، تظل تضحيات شهداء الإمارات تسطّر أسمى آيات الفخر والاعتزاز، وفق موقع الإمارات العربية.

وقد قدّمت الإمارات -وما تزال- شهداء من خيرة أبنائها الذين أثبتوا شجاعتهم وبسالتهم وقوة عزيمتهم في ميادين الحق والواجب، في سبيل غرس قيم إنسانية لا تحيد عنها أبداً في كلّ بقاع الأرض.

سطّر شهداء القوات المسلحة الإماراتية بطولات خالدة على امتداد التراب اليمني، من عدن إلى أبين جنوباً، ومن مأرب والمكلا شرقاً إلى الحديدة غرب البلاد

ويعيد اليوم إلى الأذهان ذكرى أول شهيد لدولة الإمارات، وهو سالم سهيل خميس الدهماني، الذي استُشهد في مثل هذا اليوم من عام 1971 قبل أيام من إعلان تأسيس دولة الإمارات.

الشهيد كان يؤدي واجبه الوطني بالدفاع عن تراب وطنه، يقود مجموعة من قوات الشرطة الأبطال الذين دافعوا بعزة وبسالة عن جزيرة طنب الكبرى ضد القوات الإيرانية.

إقرأ أيضا: التسامح والقوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة

وفي عام 1977 كان الموعد مع الشهيد الثاني لدولة الإمارات، وهو سيف سعيد بن غباش المري، الذي كان أول وزير دولة للشؤون الخارجية.

وقد اغتالته رصاصات غاشمة خلال محاولة لاغتيال وزير الخارجية السوري آنذاك، عبدالحليم خدام.

وفي عام 2014، سجّل الشهيد الملازم أول طارق الشحي بدمائه ملحمة بطولة جديدة، ذهب عقبها شهيداً في حادث التفجير الإرهابي في منطقة الدية في البحرين، حيث كان يعمل ضمن قوة "أمواج الخليج" في مملكة البحرين، المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك.

سطّر شهداء القوات المسلحة الإماراتية بطولات خالدة على امتداد التراب اليمني

وسطّر شهداء القوات المسلحة الإماراتية بطولات خالدة على امتداد التراب اليمني، من عدن إلى أبين جنوباً، ومن مأرب والمكلا شرقاً إلى الحديدة غرب البلاد.

وقد روت دماء الملازم أول عبد العزيز الكعبي الزكية تراب مديرية خور مكسر في عدن يوم 16 تموز (يوليو) 2015، ليصبح أول شهداء التحالف العربي في عاصفة الحزم.

طالت يد الإرهاب الغاشمة (5) دبلوماسيين أثناء تنفيذهم مجموعة من المهام الإنسانية والخيرية والتنموية في إقليم قندهار جنوب أفغانستان

وفي الشهر ذاته من عام 2015، استُشهد الملازم أول عبد العزيز سرحان صالح الكعبي (24 عاماً)، ابن منطقة الفوعة في مدينة العين، أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية "إعادة الأمل" للتحالف العربي، لدعم الحكومة الشرعية في اليمن.

وفي آب (أغسطس) من العام نفسه، نعت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية (3) من جنودها البواسل؛ هم: الشهيد العريف أول جمعة جوهر جمعة الحمادي، والشهيد العريف أول خالد محمد عبد الله الشحي، والشهيد العريف أول فاهم سعيد أحمد الحبسي، الذين قدّموا أرواحهم فداءً للواجب الوطني، ضمن القوات الإماراتية المشاركة في عملية "إعادة الأمل" باليمن.

إقرأ أيضاً: يوم الشهيد.. ملحمة وفاء تخلد جهود الإمارات في نشر السلام

واستشهد أيضاً في كانون الثاني (يناير) العريف أول طارق حسين حسن البلوشي، الذي ارتقى خلال أداء واجبه الوطني في منطقة نجران بالسعودية ضمن مشاركة الإمارات في تحالف دعم الشرعية.

ومن ميادين القتال إلى دبلوماسية الخير، قدّمت الإمارات مجموعة من الشهداء في كانون الثاني (يناير) 2017.

فقد طالت يد الإرهاب الغاشمة (5) دبلوماسيين أثناء تنفيذهم مجموعة من المهام الإنسانية والخيرية والتنموية في إقليم قندهار جنوب أفغانستان، قبل أن يلحق بهم في شباط (فبراير) من العام ذاته جمعة عبد الله الكعبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية أفغانستان، سفير شهداء الإنسانية، متأثراً بجراح أصيب بها في التفجير الإرهابي.

وتحلّ المناسبة هذا العام في وقت تحتفل به الإمارات بيوبيلها الذهبي، في وقت تمضي فيه الإمارات قدماً على أكثر من صعيد، وبشكل متوازٍ ومتزامن، في دبلوماسيتها الحكيمة الساعية لنشر السلام وتعزيز الأمن والسلم في مختلف أرجاء العالم.

ويُعدّ دور القوات المسلحة الإماراتية في عمليات حفظ السلام الدولية من الأمثلة الحية التي تجسّد الدور الفاعل لسياسة الدولة الخارجية، في نشر السلام وتحقيق الأمن والاستقرار، وتقديم العون للمحتاجين في مناطق الصراعات.

يُعدّ دور القوات المسلحة الإماراتية في عمليات حفظ السلام الدولية من الأمثلة الحية التي تجسّد الدور الفاعل لسياسة الدولة الخارجية، في نشر السلام وتحقيق الأمن والاستقرار

ومنذ عهد الرئيس المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كرّست الإمارات نفسها لاعباً أساسياً وشريكاً مهمّاً في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي.

وهو دور ما تزال الإمارات تقوم به بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، ونائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

فخلال العقود الماضية شاركت الإمارات في عمليات لحفظ السلام في عدة مبادرات دولية، فقد شاركت في 1976 بقوة ضمن قوات الردع العربية في لبنان، في محاولة لدرء مخاطر تفجر الحرب الأهلية وحفظ السلام.

إقرأ أيضاً: يوم الشهيد.. ملحمة وفاء تخلد جهود الإمارات في نشر السلام

وسطّر الإماراتيون، قيادةً وحكومةً وجيشاً وشعباً، أروع معاني الوفاء والدعم والحب للكويت وشعبها، حين شاركت الإمارات ضمن قوات درع الجزيرة في عملية تحرير الكويت مع دول مجلس التعاون الخليجي عام 1991 ضمن التحالف الدولي، وقدّمت (8) شهداء و(21) جريحاً، دفاعاً عن الحق والشرعية، ومبادئ حسن الجوار.

وترجمة لالتزام الإمارات بمدّ يد العون لإعادة بناء ما دمّرته الصراعات في الصومال واستقراره، أرسلت عام 1993 كتيبة من القوات المسلحة إلى الصومال للمشاركة في "عملية إعادة الأمل"، ضمن نطاق الأمم المتحدة بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي.

...

ووقفت الإمارات في عام 1994 بصورة واضحة إلى جانب البوسنة، بعدما تفجر الصراع بين البوسنيين والصرب.

وأسهمت الإمارات في العديد من المشروعات الإنسانية بهدف المساعدة على إعادة الأعمار في البوسنة، وأعطت الأولوية لمساعدة الطلاب وفتح المدارس وإعادة بناء المساجد.

وأقامت القوات المسلحة الإماراتية عام 1999 معسكراً لإيواء آلاف اللاجئين الكوسوفيين الذين شرّدتهم الحروب في مخيم "كوكس" بألبانيا، إضافة إلى مشاركتها في عمليات حفظ السلام هناك.

كانت الإمارات هي الدولة المسلمة الوحيدة التي قامت بإرسال قوات، لتنضمّ إلى القوات الدولية لحفظ السلام في كوسوفو، بموافقة قيادة حلف شمال الأطلسي

وقد كانت الإمارات هي الدولة المسلمة الوحيدة التي قامت بإرسال قوات، لتنضمّ إلى القوات الدولية لحفظ السلام في كوسوفو، بموافقة قيادة حلف شمال الأطلسي.

وفي عام 2001 كان للقوات الإماراتية الدور الأهمّ في تطهير الأرض في الجنوب اللبناني من الألغام.

بعد ذلك بعامين، شاركت الإمارات ضمن قوات حفظ السلام في أفغانستان "إيساف"، وبلغ عدد أفراد القوات المسلحة الإماراتية المشاركة في القوة أكثر من (1200) عنصر، ولعبت هذه القوات دوراً حيوياً في تأمين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني، فضلاً عن قيامها بدور موازٍ في خطط إعادة الإعمار والحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد الآسيوي.

إقرأ أيضاً: كيف تُعزّز الإمارات خيار الدبلوماسية والبعد عن المواجهة مع إيران؟

وإثر الأحداث التخريبية التي شهدتها البحرين، ومحاولات التدخلات الخارجية في شؤونها عام 2011، شاركت الإمارات بفاعلية ضمن قوات درع الجزيرة، التي حافظت على أمن واستقرار ووحدة الشعب البحريني، ودرأت عنه مخاطر الفتن المذهبية.

وانضمت الإمارات إلى التحالف الدولي ضدّ تنظيم "داعش" الإرهابي في عام 2014، وشاركت بفاعلية في العمليات العسكرية الموجهة ضد عناصر هذا التنظيم في سوريا، إيماناً منها بأهمية التعاون الدولي لحفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.

وفي  آذار (مارس) 2015 شاركت الإمارات في عملية "عاصفة الحزم" التي نفذها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وقد سطّر الجنود الإماراتيون ملاحم بطولية دفاعاً عن عروبة اليمن وحماية أمنه واستقراره.

وانطلاقاً من حرص القيادة الإماراتية على تخليد ذكرى شهداء الوطن الأبرار، الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة تأدية للواجب الوطني، أنشِئت واحة الكرامة التي تمّ افتتاحها رسمياً في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، لتكون صرحاً يجسّد أسمى معاني الفخر والاعتزاز بالبطولات المشرفة لشهداء الوطن، وعرفاناً لما قدّموه من تضحيات وبذل، في سبيل الحفاظ على أمن الوطن و كرامته، وحماية مكتسباته ومنجزاته.

وتضمّ واحة الكرامة جناحاً للشرف يضمّ أسماء (196) شهيداً من أبناء الإمارات البواسل، الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن، في رسالة تؤكد اعتزاز القيادة الرشيدة بتضحيات شهدائها.

إقرأ أيضاً: يوم الشهيد.. "الذاكرة الحيّة"

ومع الاحتفال بيوم الشهيد الإماراتي، يستذكر العالم أيضاً مبادرات الإمارات في نشر السلام حول العالم.

ويسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور للإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، عدداً من المبادرات التاريخية التي أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صدٍّ أمام أفكار التطرّف والتشدّد.

ومن أبرز تلك المبادرات اتفاق السلام التاريخي بين الإمارات وإسرائيل في 15 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، وتدخل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان  شخصياً لتخفيف حدة التوتر في عدد من أماكن العالم، كان من أبرزها جهوده في نزع فتيل أطول نزاع في أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا في تموز (يوليو) 2018.

وقد رعت الإمارات أيضاً اتفاق سلام تاريخي، وقّعته الحكومة السودانية مع حركات الكفاح المسلح في 3 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، أنهى أعواماً من الاقتتال في البلاد، بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، لحلّ عقود من الصراعات في دارفور، وجنوب كردفان، وجنوب النيل الأزرق.

إنّ دور الإمارات المهم في نشر السلام كان محلّ تقدير دولي، عبّر عنه العالم بانتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 حزيران (يونيو) الماضي دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، في خطوة تعكس مكانة دبلوماسية الإمارات القائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، والتقدير الدولي لها.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية