وسط دوامة من التخبط السياسي والإداري.. الحوثيون يتوعدون الداخل اليمني بـ"عقوبات صارمة"

وسط دوامة من التخبط السياسي والإداري.. الحوثيون يتوعدون الداخل اليمني بـ"عقوبات صارمة"

وسط دوامة من التخبط السياسي والإداري.. الحوثيون يتوعدون الداخل اليمني بـ"عقوبات صارمة"


24/04/2025

تعيش جماعة الحوثي حالة من التخبط السياسي والإداري، نتيجة تصاعد الضغوط العسكرية والاقتصادية، وتفاقم التذمر الشعبي في مناطق سيطرتها، فقد دفعها فشلها في تحقيق إنجازات ملموسة إلى تبني سياسات عقابية ضد الأهالي، في محاولة لضبط الأوضاع المتدهورة.

وفي آخر تخبطاتها دعت الجماعة منظومة العدل "غير المستقلة" في مناطق سيطرتها، إلى إنزال أشد العقوبات الصارمة وصولًا إلى الإعدام، بحق من يتهمونهم بـ"التعاون مع الولايات المتحدة".

وعلى مدى أكثر من شهر، طالت الضربات الأميركية عشرات المواقع الحوثية في مختلف محافظات اليمن، بما فيها من ملاجئ مخفية للقيادات، ومستودعات محصّنة لتخزين الأسلحة الاستراتيجية، ومراكز القيادة والسيطرة، مرورًا ببؤر التمويل المالي وشبكات الاتصالات، وعدة أهداف متحركة.

وقال نائب رئيس "الهيئة الإعلامية" للحوثيين، نصر الدين عامر، إن "العدو عندما يقتل، فإن هناك عميلًا يرفع الإحداثيات، ومنافق بوق يُبرر"، طبقًا لما نشره في سلسلة تدوينات على منصة "إكس"، نقلها موقع "إرم نيوز".

وبحسب القيادي الحوثي، فإن الحل يكمن "في تحرك النائب العام وتحريك القضاء لمحاكمتهم بسرعة، وإنزال أشد عقوبة، وإلا فنحن مكشوفو الظهر والعملاء سيزدادون كل يوم".

تحركات الحوثيين "المتخبطة" وخطابهم "الهستيري" وتهديداتهم المتصاعدة ضد اليمنيين تكشف عن حجم الضرر ومقدار الإرباك الذي أحدثته عمليات واشنطن

وذكر عامر في تدوينة أخرى، أن "الخونة والعملاء ليس بالضرورة أن يكونوا في الداخل، بل حتى من هم في الخارج، يجب محاكمتهم وتنفيذ ما يمكن تنفيذه الآن بحقهم، والبقية سيأتي اليوم الذي نطبق فيه الأحكام فيهم".

كذلك نقل "إرم نيوز"، عن خبراء يمنيين، أن تحركات الحوثيين "المتخبطة" وخطابهم "الهستيري" وتهديداتهم المتصاعدة ضد اليمنيين، تكشف عن حجم الضرر ومقدار الإرباك الذي أحدثته عمليات واشنطن العسكرية على بنية الميليشيا التنظيمية وقدراتها العسكرية والاقتصادية.

وتتزامن الدعوات التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، من قبل قيادات وعناصر حوثية، مع توعّد رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" للحوثيين، مهدي المشاط، يوم الأحد الماضي، من وصفهم بـ"المتورطين مع الولايات المتحدة" بإجراءات صارمة تصل إلى عقوبة الإعدام.

في السياق، يقول مستشار رئيس الحكومة اليمنية السابق، سام الغباري، إن ظهور المشاط بصورته الأخيرة التي رآها الناس، "كان تجسيدًا بصريًا لانهيار سردية الجماعة كلها؛ إذ تحول خطابه إلى وثيقة خوف، وذوت في كلماته مصطلحات الكرامة، وصارت ترديدًا مرغمًا لسطور لا يصدقها حتى من يقرؤها".

وأضاف، وفقا لـ"إرم نيوز"، أن الانحدار في خطابه "لم يعد سياسيًا فحسب، بل وصل إلى اللغة والاهتزاز النفسي، فحين تتراجع الجبهات تهتزّ اللغة، وحين يشعر من يظن أنه رئيس الانقلابيين بالخوف، فإن صوت الهزيمة يخرج من حلقه قبل أن تصل الرصاصة إلى جسده".

ومع تزايد دقة الهجمات الأمريكية في تصيّد أهدافها، وتلاشي رهان الحوثيين على صعوبة نجاح الغرب في تحقيق اختراق مؤثر لبنيتهم الداخلية المغلقة؛ لجأت الميليشيا إلى تعزيز قبضتها الأمنية والاستخبارية في المناطق الحساسة من محافظات شمال البلاد.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية