بهذه الطريقة يسهّل حزب الإصلاح الإخواني مهمة الحوثيين

بهذه الطريقة يسهّل حزب الإصلاح الإخواني مهمة الحوثيين


01/04/2020

سيطرت ميليشيا الحوثية، أمس، على معسكر "اللبنات" ومنطقة "المزاريق" الإستراتيجية في الجوف، دون قتال، بعد انسحاب غامض لعناصر حزب الإصلاح الإخواني من المعسكرات، وفق مصادر قبلية وعسكرية.

وقالت المصادر، التي نقلت عنهم "العين" الإخبارية: "القيادات العسكرية الإخوانية أصدرت توجيهات لأفراد معسكر اللبنات، البالغ عددهم نحو 300 جندي، بالانسحاب وتسليمه للحوثيين دون خوض أية معركة دفاعية".

وحاولت عناصر قبلية، توافدت من شرق الجوف، استعادة معسكر اللبنات من الحوثيين، لكنّ القيادات العسكرية الإخوانية منعت إسنادهم بالأسلحة الثقيلة، وهو ما جعلهم ينسحبون بأسلحتهم الخفيفة، بعد أن قام عناصر الإخوان بسحب العتاد الثقيل، بحسب المصادر.

وكان محافظ الجوف، أمين العكيمي، قد طالب، في اليومين الماضيين، من الرئيس عبد ربّه منصور هادي، تشكيل لجنة تحقيق حول أسباب سقوط عاصمة المحافظة بأيدي الحوثيين، وسط تزايد الاتهامات القبلية للإخوان بتدبير مؤامرة مع الحوثيين وتنفيذ الانسحابات الغامضة.

عناصر حزب الإصلاح الإخواني ينسحبون من معسكرات الجوف بشكل غامض ودون قتال

ويشكّل المعسكر أبرز الحصون الدفاعية التي كانت تعول عليها "الشرعية"، في حماية مأرب وبسقوطه في أيدي الانقلابيين، باتت المحافظة النفطية الواقعة شرق اليمن، مهددة باجتياح حوثي محتمل أكثر من أي وقت مضى.

وتضمّ محافظة مأرب 3 مناطق عسكرية تابعة للجيش الوطني اليمني، يسيطر الإخوان على الغالبية الأكبر من تشكيلاتها، فيما يتحكمون كلياً بمخازن الأسلحة والعتاد العسكري الثقيل الذي قدّمه التحالف العربي.

ومنذ أيام، تواصل الميليشيا الحوثية شنّ هجمات مكثفة على مديرية "صرواح"، غرب مأرب، بهدف إسقاطها والتوغل نحو معسكر "كوفل"، ومن ثمّ إلى مدينة مأرب، وسط صمت مريب من الألوية العسكرية التابعة لحزب الإصلاح.

قيادي الحوثي دعا القيادات الإخوانية إلى عدم اعتراض طريقهم في مأرب مقابل منحهم الأمان

وقالت مصادر عسكرية، إنّ حزب الإصلاح الإخواني يريد تحويل رئيس هيئة الأركان بالجيش اليمني، الفريق صُغير عزيز، والمحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام، إلى كبش فداء، وأصدر توجيهات لقياداته بعدم مساندة معركة صرواح.

وأشار ضابط في المنطقة العسكرية الثالثة، إلى أنّ الميليشيا الحوثية تهاجم "صرواح" بمئات المقاتلين، وهو ما دفع برئيس هيئة الأركان، إلى الاستنجاد بقبائل مراد، وتشكيل ما أطلق عليها بهيئة الإسناد والمقاومة الشعبية.

وذكر الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنّ المئات من العناصر القبلية لبّت نداء الفريق صُغير عزيز، وهبّت للدفاع عن "صرواح"، وهو ما أثمر، أمس، عن تأمين عدد من المواقع المهمة في جبهة "المشجح" و"هيلان".

ماجد المحيّا: انتهازية الإخوان ستجعلهم يقفزون من القارب مع ترهل الشرعية، ويتركون منابع النفط للحوثيين

وأثارت المواقف الإخوانية المزيد من الشكوك حول الاتفاقات غير المعلنة بين حزب الإصلاح وميليشيا الحوثي، وخصوصاً بعد دعوات أطلقها القيادي الحوثي، محمد البخيتي، القيادات الإخوانية إلى عدم اعتراض طريقهم في مأرب مقابل منحهم الأمان والاحتفاظ الكامل بأسلحتهم.

هذا وبدأت القيادات العسكرية الإخوانية بمأرب بالتواري عن الأنظار بشكل مفاجئ مع تزايد الهجمات الحوثية على المحافظة، فيما أكدت مصادر متطابقة أنّ المئات منهم انتقلوا إلى محافظة شبوة، ومديرية سيئون في محافظة حضرموت، شرق البلاد.

وتحدثت مصادر قبلية عن نقل 3 شاحنات أسلحة من مأرب عبر بيحان إلى محافظة شبوة، بدلاً من توجيهها إلى "صرواح" لإسناد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في صدّ الهجمات الحوثية.

وقوبلت التحركات الإخوانية المريبة، بانتقادات واسعة في الشارع اليمني، وقال ناشطون، إنّ حزب الإصلاح يتحمل المسؤولية الكاملة عن إزهاق أرواح شباب مأرب الذين توافدوا بصفة شخصية للدفاع عنها.

ورأى الناشط السياسي اليمني، ماجد المحيّا، أنّ ما يجري في مأرب انعكاس للصراعات التي تعيشها الحكومة الشرعية ابتداء من مسلسل استقالات الوزراء، وصولاً إلى استحواذ حزب الإصلاح على القرار السيادي داخل مؤسسة الرئاسة وإقصاء باقي المكونات السياسية الأخرى.

وقال الناشط اليمني: "انتهازية الإخوان ستجعلهم يقفزون من القارب مع ترهل الشرعية، ويتركون منابع النفط للحوثيين، والفرار نحو المناطق الجنوبية المحررة في شبوة وأبين، بدلاً من الدفاع عن مأرب".

مصادر: قيادات عسكرية إخوانية تأمر أفراداً بالانسحاب وتسليم المعسكرات للحوثيين

وأشار إلى أنّ القوة الموجودة في شبوة وشقرة، بمقدورها تأمين مأرب الجوف ونهم ودحر الحوثيين إلى تخوم صنعاء إذا توفرت الإرادة الوطنية، لكنهم لا يريدون ذلك، ومن المحتمل، أن يكون مخططهم السري هو الانتقال إلى شبوة من أجل تسليمها للحوثي لاحقاً، كما فعلوا حالياً في الجوف.

بدوره، هاجم الشاعر عبد الله الجعيدي، أمس، حزب الإصلاح الإخواني، مؤكداً أنه أخطر أعداء الجنوب.

وكتب الجعيدي، في تغريدة له على "تويتر" رصدها " المشهد العربي": "حزب الإصلاح اليمني هو ألدّ وأخطر أعداء الجنوب فأحذره واحذروا أتباعه، وإلا لن تقوم لكم في الجنوب قائمة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية