مروان محمود
فرضت قيادة مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً إقامة دورة تعبئة مذهبية وعقائدية تستهدف معظم وزراء حكومة الانقلاب غير المعترف بها، في مسعى منها لفرض مشروعها الطائفي على اليمنيين كافة في صنعاء ومناطق سيطرتها.
وكشف مصدر مطلع لـ"العين الإخبارية" أن جميع وزراء ووكلاء وزارات حكومة الانقلاب الحوثية، باستثناء الهاشميين، يخضعون لما تسمى "دورة ثقافية" منذ الأربعاء الماضي، حيث تم استدعاؤهم بشكل مفاجئ بتوجيه من زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي.
وأضاف المصدر أن الدورة سوف تستمر لمدة أسبوع داخل جامع في ضواحي العاصمة صنعاء.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادر خاصة، أفادت بأن الدورة تنفذ بإشراف إحدى أذرع إيران في اليمن، لا يحمل الجنسية اليمنية يُطلق عليه الحوثيون اسم "سيدي عبد العالم" ويعد المحرك الديني لمشروع الكهنوت الحوثي في اليمن.
ويشرف القيادي الإيراني على التعبئة الثقافية المتطرفة، كما يعمل مستشارا وموجها لعبد الملك الحوثي منذ سنوات، وفقا للمصادر.
كما يشرف "عبد العالم" بصورة مباشرة على الدورات التي تقام للمسؤولين في سلطة الانقلاب مثل الوزراء وأعضاء مجلس النواب والقيادات العسكرية؛ بهدف إخضاعهم للفكر الطائفي لجماعة الحوثي وترسيخ مبدأ ولاية الفقيه الاثني عشري المتبع في إيران.
مؤهلات الحوثي
واعتبر مراقبون أن الدورات الطائفية الحوثية تهدف إلى غسل أدمغة الناس خاصة المسؤولين في حكومة الانقلاب بغض النظر عن فسادهم أو عدم معرفتهم بما يجري في العالم من تطور.
وقال الناشط السياسي اليمني محمود معروف: "إن زعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي يعتقد أن لديه شرعية إلهية وأن الله اصطفاه للحكم، لذلك لا تعنيه المؤهلات العلمية بقدر ما يعنيه الانتماء لشريحة الهاشميين، وهو الأمر الذي يسعى لترسيخه من خلال الدورات الطائفية".
ويضيف معروف لـ"العين الإخبارية": "في دولة الحوثي، مؤهلاتك العلمية ليست كفاءة لتولي أي منصب، كفاءتك يثبتها مدى تفاعلك مع ملازم حسين الحوثي ومحاضرات زعيم المليشيا التي يتم تلقينها خلال ما يسمى بـ"الدورات الثقافية".
واستغرب معروف أن هناك مسؤولين في حكومة الانقلاب ممن يحملون الشهادات الجامعية العليا ويذهبون خاضعين إلى دورة شحن طائفية يقيمها مشرف حوثي لم يدخل مدرسة ابتدائية.
وأشار إلى أنه لا يهم- عند الحوثي - إن كنت مسؤولا فاسدا أو حتى إن كان عليك قضايا جنائية؛ المهم أن تطبق مشروع الحوثي وتؤمن بأفكاره بالشكل الذي يريده.
من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني سياف الغرباني أن استثناء وزراء الانقلاب المنتمين للشريحة الهاشمية من حضور الدورة يفضح حقيقة المشروع الحوثي.
وأوضح الغرباني أن هذه الخطوة تكشف مدى ضيق المشروع السلالي والعنصري المستورد من إيران الذي يهدف لتقسيم المجتمع اليمني على أساس عرقي، وهو ما يؤكد زيف الادعاءات الوطنية التي يرددها الانقلابيون الحوثيون.
دورات طائفية للجميع
وفي الآونة الأخيرة نظمت مليشيا الحوثي مئات "الدورات الثقافية" في مناطق سيطرتها بشكل مكثف، حيث شملت المكاتب التنفيذية بالمحافظات والمديريات والموظفين الحكوميين في وزارة التربية بشكل خاص، بالإضافة إلى عقال الحارات.
وفي مارس/آذار الماضي، أجبرت مليشيا الحوثي المعلمين في عدد من المحافظات على المشاركة في الدورات الطائفية بعد تهديد الحوثيين بإسقاط أسماء المتغيبين من كشوف المرتبات؛ ما تسبب في إيقاف العملية التعليمية لمدة أسبوع.
وتسعى مليشيا الحوثي لتوريط المعلمين في عمليات غسل أدمغة طلاب المدارس وتعبئتهم بالأفكار العقائدية والمذهبية؛ تمهيدا للزج بهم في جبهات القتال.
كما نفذت مليشيا الحوثي دورات طائفية- بالإكراه- استهدفت الأكاديميين في الجامعات بهدف إعادة توزيهم في مناطقهم ضمن حملة الحشد والتعبئة التي تنفذها المليشيا لاستقطاب المزيد من المقاتلين.
عن "العين" الإماراتية