هل يُصلي أردوغان في الجامع الأموي برفقة الأسد؟

هل يُصلي أردوغان في الجامع الأموي برفقة الأسد؟

هل يُصلي أردوغان في الجامع الأموي برفقة الأسد؟


24/09/2022

غسان رمضان يوسف

ربما يكون البعض تفاجأ بسرعة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تُجاه سوريا، وتُجاه الرئيس الأسد شخصياً، خصوصاً أن الرجل عُرف بمواقفه المتشددة ضد دمشق بعد الأحداث التي اندلعت في سوريا في العام 2011 ضمن موجة ما سُمي في حينها بـ "الربيع العربي" وحمّل أردوغان الأسد مسؤولية ما حدث متوعداً بإسقاط نظامه والصلاة في الجامع الأموي، دون أن يكترث لما تقوله دمشق في حينه، أو لمستوى ما وصلت إليه العلاقات السورية التركية من تقدم سواء من الناحيتين الاقتصادية أو السياسية، فتركيا كانت الشريك الأول لسوريا تجارياً وسياسياً من بين دول الجوار.

قد تكون دمشق تفاجأت بانقلاب أردوغان السريع والمفاجئ ضدها، لكن من يقرأ تاريخ الإخوان المسلمين وانقلابهم على أصدقائهم لن يتفاجأ بموقف أردوغان، وما فعلته كل من قطر وتركيا وحماس مع مصر وسوريا يؤكد ما نقول!

في مفاوضات السلام غير المباشرة التي جرت بين سوريا وإسرائيل في مايو/أيار العام 2008 فضلت دمشق تركيا على غيرها من الدول للعب دور الوسيط، والتي توقفت بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، ومن ثم اندلاع موجة ما سُمي "الربيع العربي".

القطيعة النهائية بين الطرفين كانت في أيلول/سبتمبر 2012 عندما هدد أردوغان وتوعد دمشق بأن صلاته بالجامع الأموي وزيارته لقبر صلاح الدين الأيوبي باتت قريبة.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن أردوغان بالحرف قوله: "سنذهب أنا وأعضاء حزبي إلى دمشق لنلتقي بأخوتنا ونتلو سورة الفاتحة فوق قبر صلاح الدين الأيوبي، ثم نصلي في باحات جامع بني أمية الكبير".

كليجدار أوغلو زعيم المعارضة التركية وزعيم حزب الشعب الجمهوري ذكّر أردوغان في شباط/فبراير 2021 بتصريحاته السابقة ووجه في اجتماع كتلة حزبه في البرلمان التركي انتقاداً لاذعاً لأردوغان قائلاً له: "لقد قلت إننا سنصلي في المسجد الأموي (في سوريا) خلال 24 ساعة والآن ماذا حصل؟ ملايين السوريين يصلون في مساجدنا"! وتابع كليجدار أوغلو "ما الذي كنا نريده من القتال في سوريا؟ أود أن أعرف منك إجابة هذا السؤال نيابة عن مواطنينا وشهدائنا ومزارعينا، دخلتم سوريا فأتى 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري"!

بعد كل هذا يقول أردوغان إنه مستعد للقاء الرئيس الأسد والحديث معه وتحميله ما وصلت إليه الأوضاع في سوريا متناسياً أنه فيما لو حصل اللقاء سيقول له الرئيس الأسد: "لماذا خنت البيت الذي فُتح لك من أوسع أبوابه؟ لماذا تنكرت للخبز والملح؟ لماذا انقلبت على الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية، وأدخلت إرهابيي العالم لقتالنا؟ ما الذي جنيته سوى القتل والتخريب؟! ولكنني من أجل مصلحة بلدي ورد الظلم والاعتداء عنه، وحقناً لدماء شعبي ألتقيك".

السؤال اليوم: هل سنشهد مصالحة تركية سورية ونرى أردوغان يصلي مع الأسد في الجامع الأموي؟ بعد كل ما حدث؟ الجواب يتوقف على عاملين لا ثالث لهما. الأول: استعداد تركيا للانسحاب الكامل من سوريا والعودة لاتفاقية أضنة الموقعة بين البلدين في العام 1998 أو تعديل الاتفاقية نفسها بما يضمن مصلحة الطرفين.

الثاني: العامل الأميركي الإسرائيلي، هل ستسمح الولايات المتحدة ومن خلفها إسرائيل لأردوغان بتغيير وضعه من دور الممول والداعم اللوجستي للمجموعات الإرهابية (القاعدية) في سوريا ورعاية "غرفة الموم" إلى سلام مع الدولة السورية والاتفاق ضد ميليشياتها العاملة في سوريا كـ "قسد"؟

لا شك أن الوضع معقد جداً ويحتاج إلى ما يشبه المعجزة وقد ينتهي هذا السيناريو بأمرين. إما اغتيال أردوغان، أو هزيمة مدوية له في الانتخابات القادمة في يونيو/حزيران العام القادم 2023.

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية