هل فتحت تركيا أبواب سوريا للفصائل الفلسطينية؟ وهل وظفت حماس لحسابها؟

هل فتحت تركيا أبواب سوريا للفصائل الفلسطينية؟ وهل وظفت حماس لحسابها؟

هل فتحت تركيا أبواب سوريا للفصائل الفلسطينية؟ وهل وظفت حماس لحسابها؟


29/04/2025

كشفت قناة i24NEWS الفرنسية أنّ تركيا فتحت المجال أمام الفصائل الفلسطينية لإجراء تدريبات في سوريا، وأنّ إسرائيل على علم بهذا، وأنّها تشعر بالقلق والارتياب.

ونقلت القناة عن مصادر أجنبية وعربية أنّ تركيا تسمح لفصائل مثل حماس والجهاد الإسلامي بإجراء التدريبات في سوريا، رغم أنّ الرئيس السوري أوقف عناصر من حركة الجهاد الإسلامي بسبب علاقاتهم مع المحور الإيراني، ويجري هذا بناء على طلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسمح للفصائل الفلسطينية بالتموضع عسكريًا داخل الأراضي السورية.

وتابعت القناة: "إسرائيل مطلعة على هذه التطورات، وتنظر بخطورة الى تموضع حماس والجهاد الإسلامي في سوريا، وستتحرك فور وصول الأسلحة من تركيا إلى تلك الفصائل". 

هذا، واضطرت تركيا لتفنيد ما راج من أنباء عن أنّها مارست ضغطًا على حركة حماس لتقديم تنازلات لفائدة إسرائيل من أجل التوصل إلى هدنة تمهد لوقف الحرب، في وقت يقول فيه مراقبون إنّ سعي أردوغان لعقد صفقة مع الأمريكيين وتقديم نفسه لاعبًا إقليميًا مؤثرًا يهدد بإنهاء حماس.

ووفق (العرب اللندنية)، فإنّ أردوغان يريد أن يبدو فاعلًا مؤثّرًا في مختلف الملفات الإقليمية، وخاصة في سوريا وغزة، وتوظيف علاقات أنقرة بدمشق وحماس لتقديم تنازلات تثير إعجاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالدور التركي، وتكسر حالة التوتر مع إسرائيل، وهو ما قد يكون دفع أردوغان للضغط على حماس من أجل تقديم تنازلات للتوصل إلى هدنة، ولو بشكل مؤقت، مستفيدًا من غياب الخيارات لديها في ضوء الضغط العسكري الإسرائيلي المدعوم من واشنطن.

الرئيس الأمريكي: دونالد ترامب

وتحرص حماس على أن تبدو التنازلات المطلوبة بقرار ذاتي منها، إلا أنّ وسائل إعلام إسرائيلية أخرجت التفاهمات مع أنقرة إلى العلن، ممّا يضع الحركة في موقف صعب أمام أنصارها ومقاتليها وعائلاتهم.

وانفراد أنقرة بتوجيه تنازلات حماس لصالحها سيضاعف من إحراج الحركة أمام الوسطاء القطريين والمصريين.

ويعتقد مراقبون أنّ تقديم التنازلات لصالح أنقرة سيدفع إلى توتر العلاقة بين حماس وقطر  التي ترى أنّها الطرف الأهم بالنسبة إلى الحركة؛ بسبب احتضانها القيادة السياسية للحركة والدعم المالي والسياسي والإعلامي الذي قدمته لها لأعوام طويلة.

مراقبون: "إنّ سعي أردوغان لعقد صفقة مع الأمريكيين وتقديم نفسه لاعبًا إقليميًا مؤثرًا يهدد بإنهاء حماس".

وفي السياق نفت وزارة الخارجية التركية أمس أنباء الإعلام الإسرائيلي بشأن ضغط أنقرة على حماس لدفعها نحو تقديم تنازلات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم الخارجية التركية أونجو كتشالي الذي قال: إنّ "الادعاء بأنّ وزيرنا (وزير الخارجية) أجبر حماس على تقديم تنازلات بشأن وقف إطلاق النار خلال لقائه بمسؤولي حماس في الدوحة، لا يعكس الحقيقة"، وفق ما نقلت وكالة (الأناضول). 

وقد بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أول من أمس مع رئيس مجلس شورى حماس محمد درويش، وأعضاء المكتب السياسي للحركة، الوضع الإنساني بقطاع غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار.

وتشير تصريحات فيدان بخصوص نتائج محادثاته مع حركة حماس إلى أنّ تركيا باتت تقدم نفسها وسيطًا للحركة لحلّ مشاكلها مع إسرائيل.

 رئيس مجلس شورى حماس: محمد درويش

وتحدث فيدان، خلال محادثات جرت مع الحركة في أنقرة بحضور رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين، عن "انفتاح حماس على اتفاق يتجاوز وقف إطلاق النار إلى حل دائم للصراع،" وهو ما يرجّح أن حماس تستخدم الوساطة التركية كـ "غطاء دبلوماسي وأمني".

وسبق لتركيا أن عملت على توظيف حماس خلال فترة الربيع العربي وما بعدها لتبدو كما لو أنّها تقف في صف تيار المقاومة، لكنّها كانت تتراجع عن ذلك في أكثر من موقف ووفق ما تفرضه مصالحها قبل أن تعاود الاقتراب من الحركة الفلسطينية.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي نفت أنقرة صحة ادعاءات تفيد بنقل حركة حماس مكتبها السياسي إلى تركيا بعد ضغوط على قطر لترحيل قادة الحركة. ووجهت أنقرة بذلك رسالة واضحة بأنّها لا تساوم على مصالحها، وهي ليست مستعدة لإرباك العلاقة بينها وبين الأمريكيين والإسرائيليين بمثل هذه الخطوة. ورغم ذلك ما يزال بعض قادة حماس يتنقلون من تركيا وإليها، ويروّجون لفكرة أنّ أنقرة حليف للحركة.

وفي تموز (يوليو) 2024 اضطرت أنقرة لتكذيب تسريبات تتهمها بالضلوع في دعم حماس، ووصفتها بأنّها "أكاذيب" و"قلة احترام"، ممّا يؤكد حجم الحرج في تركيا من الربط بينها وبين حماس.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية