هل تحظر النمسا حزب الله اللبناني؟

هل تحظر النمسا حزب الله اللبناني؟


21/01/2020

غيّرت السلطات النمساوية موقفها من حزب الله بشكل تدريجي، منذ عام 2013، وبات هناك إدراك سياسي وأمني لخطورة الميلشيا اللبنانية.

وحظرت الحكومة النمساوية السابقة رموز حزب الله، فيما قدم الحزب الليبرالي الجديد مذكرة للبرلمان، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لتصنيفه كتنظيم إرهابي، وفق ما أوردت "العين" الإخبارية.

ووفق تقرير لصحيفة "دي برسه" الخاصة؛ لم تكن أنشطة حزب الله في الأراضي النمساوية مطروحة للنقاش العام، حتى عام 2013، حين قدم عدة نواب، في مقدمتهم سوزان فينتر، طلب إحاطة لوزارة الداخلية، حول تحركات الميليشيا في البلاد.

وفي 2 نيسان (أبريل) 2013؛ أرسلت وزارة الداخلية مذكرة للبرلمان، تفيد بأنّ "هناك متعاطفين مع حزب الله في الأراضي النمساوية"، إلا أنّها امتنعت لأسباب أمنية عن ذكر أعدادهم أو المنظمات التابعة للحزب.

أنشطة ميليشيا حزب الله في الأراضي النمساوية تتمثل في التجنيد وجمع التبرعات وغسيل الأموال

وخلال الفترة بين 2010 و2013، كانت النمسا تعارض وضع الجناح العسكري لحزب الله في قائمة الإرهاب الأوروبية، وأعاق اعتراض فيينا داخل الاتحاد الأوروبي قراراً لحظر هذا الجناح.

إلا أنّه، وبعد رصد السلطات النمساوية، عام 2013، تنامي أنشطة (حزب الله) في جمع التبرعات وغسيل الأموال، صوتت فيينا، في تموز (يوليو) من العام نفسه، لصالح وضع الجناح العسكري للمليشيا اللبنانية على لائحة الإرهاب الأوروبية، وفق تقرير لصحيفة "أوسترايش" النمساوية.

ومنذ 2013، يفصل الاتحاد الأوروبي بين الجناحين؛ العسكري لحزب الله ويصنفه إرهابياً، والسياسي الذي لا يتعامل معه بالطريقة نفسها، باعتبار أنّ الميلشيا اللبنانية تشارك في الحكومة اللبنانية ونشطة سياسياً.

وفي تصريحات صحفية نشرت مؤخراً، قال توماس شميدنغر، الخبير النمساوي في شؤون حزب الله؛ إنّ وزارة الداخلية تقدر عدد القيادات الرئيسة لحزب الله بالعشرات، لافتاً إلى أنّ الميلشيا للحزب تنشط من خلال منظمة (المركز الإسلامي للإمام علي) و(المركز الإسلامي للتعليم والثقافة)، وغيرهما من المنظمات الموجودة في البلاد.

وأوضح شميدنغر؛ أنّ أنشطة ميليشيا حزب الله في الأراضي النمساوية تتمثل في التجنيد وجمع التبرعات وغسيل الأموال.

وتظهر قوة حزب الله في العاصمة النمساوية، عبر مشاركة المئات في مظاهرات يوم القدس، التي ينظمها في أيار (مايو) من كل عام، وفق شميدنغر.

واتخذت الحكومة النمساوية خطوة قوية في طريق مكافحة نفوذ حزب الله، حين دخل قانون حظر شعارات ورموز التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها الإخوان وحزب الله، حيز التنفيذ، في آذار (مارس) الماضي.

وفي 11 كانون الأول (ديسمبر) الماضي؛ قدّم النائب البرلماني البارز عن الحزب الليبرالي الجديد والكاتب، هلموت برانشتيتر، مذكرة للبرلمان النمساوي، لتصنيف حزب الله منظمة إرهابية وحظر أنشطته بالكامل في البلاد.

وقال برانشتيتر، في المذكرة التي ما تزال محل نقاش في اللجان البرلمانية: إنّ حزب الله "يمثل نسخة شديدة الراديكالية من الإسلام السياسي، ويمارس العنف داخل وخارج لبنان".

وأوضح؛ أنّ الميلشيا اللبنانية تمارس أنشطة مشبوهة لجمع الأموال في أوروبا، بينها الاتجار في المخدرات، وغسيل الأموال.

نائب يقدم مذكرة للبرلمان النمساوي لتصنيف حزب الله منظمة إرهابية وحظر أنشطته بالكامل

وأضاف: "الفصل بين الجناحين العسكري والسياسي غير فعال، حظر جميع أنشطة حزب الله وتصنيفه منظمة إرهابية، هو الطريق الوحيد لمنع نشاطه في تجنيد الأتباع وجمع الأموال في النمسا، وأوروبا بشكل عام".

واتخذت دول كولومبيا وهندوراس وجواتيمالا قرارات بتصنيف حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، منظمة إرهابية.

ويوم الجمعة الماضي؛ أعلنت وزارة الخزانة البريطانية أنّها صنفت حزب الله اللبناني، بجناحيه العسكري والسياسي، منظمة إرهابية بموجب قواعد الإرهاب والتمويل الإرهابي، وبالتالي سيتم تجميد أصوله.

وفيما تصنف أستراليا والاتحاد الأوروبي الجناح العسكري فقط للمليشيا منظمة إرهابية، وأوصى البرلمان الألماني، الشهر الماضي، بأغلبية كبيرة، الحكومة بحظر أنشطة حزب الله بشكل كامل في الأراضي الألمانية.

كما تسعى دول في أمريكا اللاتينية إلى اتخاذ هذه الخطوة، ومن بينها؛ البرازيل وجواتيمالا، التي أعلنت، الأربعاء الماضي؛ أنّ الرئيس المنتخب، أليخاندرو جياماتي، ينوي تصنيف مليشيا حزب الله اللبناني منظمة إرهابية.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية