هل إدمان الهواتف الذكية مرض جماعي؟

هل إدمان الهواتف الذكية مرض جماعي؟

هل إدمان الهواتف الذكية مرض جماعي؟


08/02/2024

تحوّل الهاتف الذكي من وسيلة للاتصال والتواصل إلى قيد يكبّل أكثر من نصف سكان العالم بقيود غير مرئية، فعلى الرغم من أنّ الهواتف الذكية أصبحت ضرورة "لا غنى عنها" في العصر الحديث، أصبح التعلّق بما تقدّمه من منصات التواصل الاجتماعي، والبث المباشر والألعاب الرقمية وغيرها من تطبيقات "مرضيّاً".

 ووفقاً لموقع "إيرث ويب"، فإنّ هناك أكثر من (6.64) مليارات مستخدم للهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنّ بعض إحصاءات إدمان الهاتف قد تكون "صادمة"، حيث يمكن أن يتسبب فرط استخدام الهاتف الذكي في إصابة المستخدمين أيضاً بإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، ممّا يؤدي إلى آثار سلبية، مثل؛ نشوب الصراعات بين الأشخاص، وإلحاق الضرر بأداء العمل، واحترام الذات، على أقلّ تقدير.

كشفت دراسة أجرتها جامعة كوبنهاغن أنّ الاستخدام المتكرر للهواتف الذكية ليلاً قد يؤدي إلى اضطراب أنماط النوم الصحية

وسلّط الموقع الضوء على بعض الحقائق المرتبطة بإدمان الهواتف الذكية، ومن بينها أنّها صُمّمت "بحيث تسبب الإدمان"، فقد أظهر استطلاع تم أجراؤه في 2021 أنّ نصف الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يقضون ما متوسطه (5 إلى 6) ساعات يومياً مع هواتفهم الذكية، وأنّ عدد المرات التي يفتح فيها المستخدم العادي هاتفه الذكي يصل إلى (150) مرة في اليوم، وأظهر الاستطلاع أنّ مستخدمي الهواتف الذكية يقومون بالنقر والتمرير والإنصات على شاشات هواتفهم بمعدل (2617) مرة يومياً.

 النوم والهاتف الذكي

يرتبط الأرق وقلة النوم ارتباطاً وثيقاً بمعدلات استخدام الهواتف الذكية والمحمولة، فقد كشفت دراسة أجرتها جامعة كوبنهاغن لقياس نشاط الهاتف الذكي ليلاً، ونشرها موقع "نيتشر" منتصف أيار (مايو) الماضي، أنّ الاستخدام المتكرر للهواتف الذكية ليلاً قد يؤدي إلى اضطراب أنماط النوم الصحية.

 وتتوافق نتائج دراسة كوبنهاغن مع تلك التي نُشرت في "فرونتيرز إن سيكاتري"، التي أظهرت أنّ الإدمان على الهواتف الذكية سيؤدي إلى قلة النوم، أو بمعنى أدق الأرق.

كشف موقع "إيرث ويب"، نقلاً عن أبحاث، أنّ 71% من مستخدمي الهواتف الذكية ينامون بالفعل مع أجهزتهم

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن الدراسة التي أُجريت مطلع العام الماضي على (1043) طالباً تتراوح أعمارهم بين (18 و30) عاماً في كينغ كوليج في لندن، أنّ "الإفراط في استخدام الهواتف الذكية في الليل يرتبط بمشاكل النوم وتقليل مدة النوم والتعب أثناء النهار. ومن المحتمل أن يكون ذلك بسبب أنّ استخدام الهواتف الذكية في وقت قريب من وقت النوم يؤخر إيقاع الساعة البيولوجية، وهي ساعة النوم والاستيقاظ العادية في الجسم."

وعزا فسيفولود بولوتسكي، الذي يدير الأبحاث الأساسية المتعلقة بالنوم في قسم طب الرئة والرعاية الحرجة في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، عزا ذلك إلى أنّ "أيّ مصدر ضوئي لطيف الصمام الثنائي الباعث للضوء (LED) قد يزيد من خفض مستويات الميلاتونين".

سلّط موقع "إيرث ويب" الضوء على بعض الحقائق المرتبطة بإدمان الهواتف الذكية، ومن بينها أنّها صُمّمت بحيث تسبب الإدمان

والميلاتونين، الذي يُفرز في إيقاع يومي على مدار (24) ساعة، يُعرف باسم "هرمون النوم"، وتصل ذروة إفرازه بالليل، لذلك يحدث النوم.

إلى ذلك، كشف "إيرث ويب"، نقلاً عن أبحاث، أنّ 71% من مستخدمي الهواتف الذكية ينامون بالفعل مع أجهزتهم، وأنّ ثلث مستخدمي الهواتف الذكية لا يغلقون هواتفهم أبداً، ويفحص 40% من المستخدمين هواتفهم أثناء الليل.

الصحة العقلية

سموم رقميّة تطلقها الهواتف الذكية قد تؤثر تأثيراً سلبياً على الصحة العقلية، فقد كشفت دراسة "كوبنهاغن" أنّ الإفراط في استخدام الهواتف الذكية ليلاً قد يزيد من خطر الإصابة بسوء الصحة العقلية؛ أي الشعور بالوحدة، والاكتئاب، والإجهاد، وانخفاض الرضا عن الحياة بين الشباب.

ووفقاً لدراسة "كوبنهاغن"، فإنّ التقدم في تقنيات الهواتف الذكية أصبح متاحاً بشكل متزايد، ممّا تسبب في استخدام الهواتف الذكية على نطاق واسع وعلى مدار الساعة خاصة بين الأجيال الشابة.

كوبنهاغن: الإفراط في استخدام الهواتف الذكية ليلاً قد يزيد من خطر الإصابة بسوء الصحة العقلية؛ أي الشعور بالوحدة والاكتئاب

ونبّهت الجامعة إلى أنّ الزيادة الموازية في كلّ من استخدام الهواتف الذكية وسوء الصحة العقلية في المجتمعات الغربية "لافتة للنظر"، وتلفت الانتباه إلى الاستخدام المفرط للهواتف الذكية كـ"عامل خطر" محتمل لسوء الصحة العقلية.

الاستخدام المتكرر للهواتف الذكية ليلاً قد يؤدي إلى اضطراب أنماط النوم الصحية

كجزء من أهداف التنمية المستدامة، أعلنت الأمم المتحدة تعزيز الصحة العقلية والرفاهية بحلول عام 2030، ومع ذلك، لم تحدد الأبحاث بعد عوامل الخطر القابلة للتعديل التي يمكن استهدافها بسهولة في تدخلات الصحة العقلية.

 تعديل السلوك

قد يكون عدم استخدام الهاتف الذكي ليلاً على وجه التحديد تغييراً ملموساً في سلوك الأشخاص؛ لأنّه يتطلب تغييراً بسيطاً نسبياً كإيقاف تشغيل الهاتف الذكي ليلاً أو ترك الهاتف الذكي خارج غرفة النوم، وفقاً لـ"كوبنهاغن".

وفي آذار (مارس) العام الماضي، قدّمت سميتا داس، رئيسة مجلس الطب النفسي للإدمان التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي وأستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد، بعض النصائح للإقلاع عن إدمان الهواتف، ومن بينها: تحديد الهدف من التحسن، وتحديد مدة الاستخدام، وتخصيص جدول زمني لاستخدام الهواتف، واختيار الأنشطة الصحية، وإنشاء مناطق حظر الهاتف، والتخلص من الهاتف قبل النوم بوقتٍ كافٍ، وإيقاف الإخطارات وحذف التطبيقات غير الضرورية.

مواضيع ذات صلة:

الاستخدام المفرط للهاتف قد يُقصر العمر... كيف ذلك؟

تجربة استخدام الهاتف الذكي لتوصيل الدواء للدماغ.. كيف يتم ذلك؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية