هذه آخر جرائم الحوثيين في تعز.. والأمم المتحدة: هذا ما ارتكبوه منذ انتهاء الهدنة

على وقع الانفلات الأمني والفوضى العارمة التي تعيشها المحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي منذ (8) أعوام، خلفت جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها الجماعة الإرهابية، المدعومة إيرانياً، (9) ضحايا في تعز جنوبي اليمن، جراء استهدافها المناطق السكنية بالمحافظة.

وأكدت القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن في بيان أنّ ميليشيات الحوثي استهدفت بلدة "حمر" السكنية في عزلة المجاعشة بمديرية مقبنة غرب المحافظة المحاصرة منذ (8) أعوام، بسلسلة قذائف مدفعية يحظر استخدامها في المناطق السكنية.

الهجوم الحوثي أسفر عن مقتل (9) مواطنين وإصابة عدد من الأطفال، وخلّف حالة من الرعب والفزع لدى أهالي البلدة

وبحسب البيان، فإنّ الهجوم المدفعي أصاب منزل مواطن يدعى "خالد محمد صالح جعيدي"، ممّا أسفر عن مقتل زوجته زبيدة ثابت (57) عاماً وإصابة (3) من أطفالها، وخلّف حالة من "الرعب والفزع لدى أهالي البلدة، خصوصاً الأطفال والنساء.

ووصف البيان الهجوم الحوثي بأنّه "جريمة ضد الإنسانية، وقصف ممنهج يستهدف إجبار الأهالي على النزوح"، بعدما تنفسوا الصعداء وعادوا إلى منازلهم ومزارعهم عقب تحريرها.

وفي محافظة إب (وسط اليمن) تعرّض شيخ قبلي بازر لعملية اغتيال من قبل مسلحين تابعين لعصابة الحوثي الإرهابية، وذكرت تقارير يمنية أنّ الميليشيات أقدمت على قتل الشيخ رضوان بسبب رفضه الانخراط في التحشيد للقتال في صفوفهم.

القوات المشتركة في الساحل اليمني: جريمة ضد الإنسانية، وقصف ممنهج يستهدف إجبار الأهالي على النزوح

في الأثناء، دارت مواجهات عنيفة بين مسلحين قبليين ينتمون إلى قبائل "همدان الجوف"، وعناصر ميليشيات الحوثي التي حاولت نهب أراضيهم في شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، ممّا تسبب في مصرع عدد من الحوثيين وإحراق آليات تابعة لهم. 

وذكرت مصادر قبلية أنّ المواجهات التي تركزت في منطقة ساعد خمسان شرق مدينة الحزم استمرت لساعات، تمكنت فيها القبائل من ردع الحوثيين وإحراق آلياتهم القتالية وتكبيدهم خسائر كبيرة.

في سياق متصل، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أمس: إنّ ميليشيات الحوثي المتحالفة مع إيران ارتكبت جرائم حرب منذ انتهاء اتفاق السلام الشهر الماضي، مشيراً إلى هجمات لقناصة وعمليات قصف.

وقد فشلت الأطراف المتحاربة في اليمن في تجديد اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وانتهى قبل شهر، ممّا بدد آمال اليمنيين في إبرام اتفاق أوسع من شأنه تخفيف المشاكل الاقتصادية وإطالة أمد الهدوء النسبي، بعد أكثر من (8) أعوام من القتال.

الأمم المتحدة: ميليشيات الحوثي المتحالفة مع إيران ارتكبت جرائم حرب منذ انتهاء اتفاق السلام الشهر الماضي

وأكد مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان منذ ذلك الحين أنّه تحقق من (3) وقائع قصف في مناطق تسيطر عليها الحكومة أسفرت عن مقتل صبي ورجل وإصابة آخرين، بالإضافة إلى (3) وقائع إطلاق نار من قناصة، واتهم ميليشيات الحوثي بشن هذه الهجمات.

تحذيرات دولية

هذا، وبدأ المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج جولة إقليمية جديدة، وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها الخميس أنّ ليندركينج توجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لدعم مساعي الأمم المتحدة المتواصلة لتجديد وتوسيع الهدنة.

وجددت الخارجية الأمريكية تأكيدها وتحذيرها لميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً بأنّ "العالم يراقب أفعالها"، مشددة على أنّ السبيل الوحيد لإنهاء (8) أعوام من الحرب المدمرة هو من خلال وقف دائم لإطلاق النار، والانخراط في تسوية سياسية تسمح لليمنيين بتحديد مستقبل بلادهم.

وقد حذّرت منظمة أوكسفام الدولية الخميس من استئناف القتال في حال عدم تجديد الهدنة في اليمن الذي يشهد حرباً منذ (8) أعوام، ويعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وقال مدير مكتب المنظمة في اليمن فيران بويج: إنّ استئناف القتال في اليمن سيزيد من تفاقم الأزمة، ويقوض الجهود المبذولة لتحقيق السلام الدائم الذي يحتاج إليه اليمنيون بشدة. 

ودعا فيران بويج في تصريحات صحفية جميع أطراف النزاع للاستماع إلى مطالب الشعب الذي يحلم بغد أفضل يعيد فيه بناء حياته ومستقبله؛ فقد دمرت أعوام الصراع حياة الملايين، وأنتجت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.