هذا ما يتعرض له السوريون في السجون التركية... شهادات حية

هذا ما يتعرض له السوريون في السجون التركية... شهادات حية


27/10/2020

نقلت شبكة "الحرّة" الأمريكية تجارب احتجاز عدد من المواطنين السوريين قسراً في المعتقلات التركية، بتهمة "التعامل مع جهات خارجية"، التي توجهها حكومة أردوغان لكل ناشط سوري.

وقال مصطفى (اسم مستعار)، في حديث لموقع "الحرّة": إنّه "منذ عام 2016، تغير أسلوب السلطات مع المعارضين السوريين، إذ بتنا أوراق ضغط تستغلنا أنقرة في صفقاتها"، معرباً عن قلقه من تجاوزات حقوقية تصل إلى الترحيل القسري، أو حتى التصفية".

وكشف أنّه تمّ احتجازه عام 2016 بتهمة التعامل مع جهات خارجية، ووضعه في زنزانة مساحتها متران في 3 أمتار مع 7 آخرين، لافتاً إلى أنّه "لم يحقق معه إلا بعد 12 يوماً، وبعد إلحاح منه بأنّه هرب من نظام بشار الأسد لكي لا يعامل بهذه الطريقة".

 

مصطفى تعرّض للتعذيب في سجن تركي وأفرج عنه بعد 10 أشهر لعدم ثبوت تهمة التعامل مع جهات خارجية

وأضاف: "رحلة التعذيب بدأت حين تمّ نقله إلى سجن غازي عنتاب المركزي، بقرار من المدعي العام، حيث وُضع كيس أسود على رأسه، وانهالت عليه مجموعة من 5 عناصر أمنية بالضرب"، مشيراً إلى أنّه تمّ الإفراج عنه بعد 10 أشهر لعدم ثبوت التهمة.

وذكر أحد الناجين من المعتقلات التركية، الذي رفض الكشف عن اسمه أيضاً، أنّه "تم وضعه 20 يوماً في سجن كله عناصر من داعش، حيث تحوّل إلى إمارة داعشية يمنع فيها التدخين، بموافقة أمنية تركية".

وأضاف: "في جلسة محاكمته، تبيّن أنّ المترجمين الأتراك لم يستطيعوا فهمه جيّداً، ولذلك تمّ احتجازه كل هذه الفترة، بتهمة التعامل مع جهات خارجية تضرّ بأنقرة".

أحد الناجين: وضع 20 يوماً في سجن يضمّ عناصر من داعش، حيث تحول إلى إمارة داعشية بموافقة أمنية تركية

أمّا محمد (اسم مستعار)، الذي اعتقل نحو عام و3 أشهر بتهمة التعامل مع تنظيمات إرهابية، فقال: "تمّ وضعي في زنزانة انفرادية قبل نقلي إلى سجن فيه عناصر تابعة لداعش، وتعرّضت لأقسى أنواع التعذيب".

وكشف أنّ "أشهر أنواع التعذيب داخل المعتقلات التركية هو المطرقة، التي تدخل بها العناصر التركية لضرب الحديد للتأكد من عدم وجود محاولة هرب، ولكنهم ضربوني بها على ركبتي، وكذلك فعلوا مع غيري من المعتقلين".

وأشار إلى أنّه "تم الإفراج عنه بعد إعلان براءته من التهم المنسوبة إليه، ولم يتمّ التعويض عليه إلا بكلمة من القاضي: "أنت حرّ، الله معك".

هذا، وأعرب معارضون سوريون لجؤوا إلى تركيا، في وقت سابق، لموقع "الحرّة" عن شعورهم بخطر كبير وخوف دائم من السلطات التركية التي تنظّم حملة قمع سرّية بحقهم، وبطريقة أشبه بالاختطاف، إذ رصدوا احتجاز ضابطين سوريين منشقين، بالإضافة إلى رجل أعمال سوري، ورقيب منشق، في الأشهر الـ4 الماضية".

محمد: سجنت عام و3 أشهر، وتعرّضت لأقسى أنواع التعذيب، ونقلت إلى السجن مع عناصر داعش، وتمّ الإفراج عني بعد إعلان براءتي

وقال ناشط حقوقي سوري من غازي عنتاب: إنّه "منذ قرابة 4 أشهر، بدأنا نلاحظ اختلافاً في طريقة اعتقال شخصيات من المعارضة السورية في تركيا، التي أصبحت أشبه بعمليات خطف"، مشيراً إلى أنّه "في السابق كانت السلطات التركية تخلق تهماً وهمية لتبرير فعلتها، ولكنها باتت أكثر وضوحاً في نهجها".

كما كشف موقع " نورديك مونيتور" الاستقصائي، في وقت سابق، وثائق رسمية تتحدث عن قائد شرطة تركي، أنشأ وأشرف على موقعين "غير رسميين" و"سرّيين" لتعذيب أكثر من ألفي محتجز عام 2016، حتى بات لقبه "ملاك الموت عزرائيل".

وفقاً لمئات الصفحات المسرّبة من محاضر المحاكم، أظهر الموقع تورّط قائد شرطة يُدعى "طاهر دارباز أوغلو"، المسؤول الرسمي عن مواقع احتجاز غير رسمية، أقيمت في العاصمة أنقرة، بأوامر من حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

كما أظهرت الأدلة التي نقلها الموقع أنّ "التعبئة العسكرية المحدودة عام 2016 لم تكن سوى حجّة زائفة لزيادة تمكين الرئيس أردوغان من إزالة كبار الجنرالات الذين عارضوا التوغل العسكري التركي في سوريا"، وتمّ وضع البعض منهم في هذه المعتقلات.

وكانت عائلات معتقلين في السجون التركية قد طالبت المؤسسات الدولية التدخل لإطلاق سراح أبنائها، متخوفين على وضعهم ووضع الآلاف في السجون التركية في ظلّ تفشي مرض كورونا، والتحذيرات الأممية من وضع السجون التركية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية