مواجهات روسيا وأمريكا تمتد إلى الفضاء... هل توقف الدولتان التعاون الفضائي؟

مواجهات روسيا وأمريكا تمتد إلى الفضاء... هل توقف الدولتان التعاون الفضائي؟


27/07/2022

في خضم حرب تخوضها أوكرانيا مع روسيا بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية التي بدت أكثر حماساً من الأوكرانيين أنفسهم لخوض الحرب ضد الدب الروسي، خصمها التاريخي، امتدت المواجهات، على ما يبدو، إلى الفضاء، فقد أعلنت موسكو عزمها إنهاء التزاماتها في محطة الفضاء الدولية في نهاية 2024، ممّا أثار موجة من ردود فعل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ووكالة ناسا.

وكان الرئيس الجديد لوكالة الفضاء الروسية يوري بوريسوف قد أعلن أمس قرار وكالته مغادرة محطة الفضاء الدولية بحلول ذلك التاريخ، قائلاً: "بالطبع، سنفي بكافة التزاماتنا لشركائنا، لكن اتُخذ قرار مغادرة هذه المحطة بعد 2024"، وفق وكالة "فرانس برس".

وتابع بوريسوف، الذي تم تعيينه في المنصب في منتصف تموز (يوليو)، في حديثه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين:"أعتقد أنّه بحلول ذلك الوقت سنبدأ تحضير محطة مدارية روسية"، واصفاً الأمر بأنه "أولوية" البرنامج الفضائي، في حين ردّ بوتين بقوله: إنّ هذا "أمر جيد".

أعلنت موسكو عزمها إنهاء التزاماتها في محطة الفضاء الدولية في نهاية 2024، ممّا أثار موجة من ردود فعل الدول

وسابقاً، قالت وكالة ناسا إنّها تعتزم مواصلة تشغيل المحطة الفضائية حتى نهاية عام 2030، وأعلن وقتها فيل لارسون، مستشار الفضاء بالبيت الأبيض أثناء إدارة  الرئيس السابق باراك أوباما: "قد يكون هذا صخب من الروس، ويمكن إعادة النظر فيه، أو يمكن أنّ تؤتي ثمارها".

وأُطلقت محطة الفضاء الدولية في العام 1998، وهي مأهولة باستمرار منذ تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2000 بموجب شراكة تقودها الولايات المتحدة وروسيا وتضم أيضاً كندا واليابان و(11) دولة أوروبية.

وكان استكشاف الفضاء حتى الآن من بين عدد ضئيل للغاية من المجالات التي بقي التعاون بشأنها بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها بمنأى عن التوتر المرتبط بأوكرانيا وغيرها.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن المحلل العسكري الروسي بافل لوزين قوله: إنّ "الانسحاب سيستغرق بعض الوقت"، مضيفاً: "نحتاج إلى تفسير هذا على أنّه رفض روسيا تمديد تشغيل المحطة حتى عام 2030".

والإعلان الروسي قد لا يعني أنّ المحطة لن تكون موجودة بعد 2024، غير أنّ خبراء قالوا: إنّ الانسحاب الروسي من محطة الفضاء الدولية قد يشوش على احتمالية استمرار تشغيل المحطة حتى 2030.

خبراء: إنّ الانسحاب الروسي من محطة الفضاء الدولية قد يشوش على احتمالية استمرار تشغيلها حتى 2030

وفي المقابل، أعلنت مديرة المحطة الدولية في ناسا روبن غيتنز، خلال مؤتمر صحفي، أنّ الولايات المتحدة لم تتلقَّ "أيّ إشعار رسمي" من روسيا بشأن الخطط التي أعلنتها للتو والمتعلقة بمغادرة محطة الفضاء الدولية "بعد 2024"، وأكد مدير وكالة الفضاء الأمريكية بيل نيلسون أنّ "ناسا" لم تتلقّ كذلك إشعاراً رسمياً بانسحاب روسيا من وكالة الفضاء الفيدرالية الروسية "روسكوزموس".

وقال نيلسون في بيان لوسائل الإعلام عبر الإيميل: "ناسا ملتزمة بالتشغيل الآمن لمحطة الفضاء الدولية حتى عام 2030، وننسق مع شركائنا"، مضيفاً: "لم تكن ناسا على علم بقرارات أيّ من الشركاء، على الرغم من أنّنا نواصل بناء القدرات المستقبلية لضمان وجودنا الرئيسي في مدار أرضي منخفض".

 تطور مؤسف

في أول تعليق رسمي على الإعلان الروسي بالانسحاب من محطة الفضاء الدولية بنهاية 2024، وصف نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في الإيجاز الصحفي الأسبوعي، مساء أمس ، القرار الروسي بأنّه "تطور مؤسف".

وقال برايس، في تفصيل لتصريحاته على الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية: "لقد رأينا بيان روسيا بأنّها تخطط لمغادرة محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024. إنّه تطور مؤسف، بالنظر إلى العمل العلمي الحاسم الذي تم إجراؤه في محطة الفضاء الدولية، والتعاون القيّم والمهني الذي حظيت به وكالات الفضاء لدينا على مر الأعوام، وخاصة في ضوء اتفاقنا المتجدد بشأن التعاون في رحلات الفضاء."


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية