ما موقف الإمارات من حظر النفط الروسي؟

ما موقف الإمارات من حظر النفط الروسي؟


28/03/2022

بعد (20) يوماً من حظر الرئيس الأمريكي جو بايدن واردات النفط الروسي في 8 آذار (مارس) الجاري، وما أعقبه من خطط أوروبية للتخلص من الاعتماد على النفط والغاز الروسيين بنهاية العام الحالي، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أنّه "لا بديل عن النفط الروسي."

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن المزروعي قوله في منتدى "المجلس الأطلسي للطاقة" اليوم الإثنين: "لا بديل عن النفط الروسي، إلا إذا كان هناك دولة تستطيع إنتاج (10) مليارات برميل"، مشيراً إلى أنّ موسكو عضو مهم في تحالف "أوبك+".

 فصل النفط عن السياسة

وأكد المزروعي أنّ "تحالف أوبك+ مستمر، ويجب ألّا نسمح للسياسة بأن تتدخل فيه"، وتابع: "روسيا عضو مهم في تحالف "أوبك+"، وبعيداً عن السياسة فهذا الثقل مطلوب اليوم".

وزير الطاقة الإماراتي: لا بديل عن النفط الروسي إلا إذا كان هناك دولة تستطيع إنتاج (10) مليارات برميل

وتابع الوزير الإماراتي: "لا نرى أنّ أحداً يستطيع أن يعوّض وجود روسيا، إلا إذا كان جاهزاً لإنتاج (10) مليارات برميل"، مضيفاً: "نحن نستثمر، ونرفع إنتاجنا إلى (5) ملايين برميل، وكنا نقول ذلك عندما كان الآخرون يقولون: يجب ألّا تستثمروا...، وقد كنّا حكماء بهذا القرار، لأنّنا نرى اليوم الحاجة له، ونحن مستمرّون بذلك".

وأضاف الوزير الإماراتي: "لكن الأمر لا يعني أنّنا سنغادر تحالف "أوبك+"، أو أنّنا سنقوم بتصرّف أحادي، بل سنعمل مع هذه المجموعة للتأكد من استقرار الأسواق".

وتأتي هذه التصريحات في ظلّ ضغوط أمريكية على السعودية والإمارات لرفع إنتاجهما من النفط لتخفيض أسعار النفط، في ظلّ العقوبات المفروضة على الاقتصاد الروسي نتيجة غزو موسكو لأوكرانيا.

اضطرابات جيوسياسية

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" عن الوزير قوله: "نشهد جميعاً مدى حساسية أسواق الطاقة للاضطرابات الجيوسياسية في العالم، وإلى جانب هذه الاضطرابات، يعود سبب التقلبات في أسواق الطاقة إلى اختلالات هيكلية أساسية، فقد أدّى تراجع الاستثمارات طويلة الأمد في النفط والغاز إلى جعل الأسواق أكثر عرضةً للعديد من المخاطر".

أكد المزروعي أنّ روسيا عضو مهم في تحالف "أوبك+، وبعيداً عن السياسة، فهذا الثقل مطلوب اليوم

وتابع: "وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فإنّ الاستثمارات السنوية في النفط والغاز هي أقلّ بمقدار (200) مليار دولار من المستوى المطلوب لضمان مواكبة الطلب العالمي على الطاقة خلال الفترة الممتدة حتى العام 2030. ونشهد تراجع العرض مقابل الطلب في أسواق النفط على المدى القريب، فقد ارتفع الطلب بحوالي (3) ملايين برميل مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع أن يعود إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد بحلول الربع الأخير من هذا العام".

وشدد المزروعي على ضرورة تبنّي "سياسات لمواكبة التحول في الطاقة تكون قادرة على تلبية احتياجات العالم الفعلية من الطاقة"، مشيراً إلى أنّ "اتباع نهج غير واقعي يتجاهل المبادئ الاقتصادية الأساسية، سيؤدي إلى تراجع العرض مقابل الطلب، خاصةً في الأسواق الأكثر عُرضة للصدمات الجيوسياسية؛ لأنّ تراجع الاستثمار في مصادر الطاقة التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، سيؤدي إلى حدوث أزمة في جانب العرض تؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي، إذ لا يمكننا أن نتخلى ببساطة عن منظومة الطاقة الحالية قبل إنشاء منظومة جديدة".

رفع السعة الإنتاجية

كشف الوزير الإماراتي أنّ بلاده تعمل "على زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات والخالية من الكربون. ونعمل على زيادة السعة الانتاجية لنفطنا الذي يُعدّ الأقلّ كثافة عالمياً في الانبعاثات، لتصل إلى أكثر من (5) ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030، وذلك بالتزامن مع مضاعفة القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعنا في قطاع الطاقة المتجددة (5) مرات".

وأوضح أنّ الإمارات العربية المتحدة تعمل كذلك على "رفع السعة الإنتاجية من الغاز الطبيعي بنسبة 30%، لتعزيز قدرتنا على توفير المزيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال". 

وأضاف: " لتحقيق ذلك؛ تتبنّى دولة الإمارات استراتيجية تستند إلى دراسات جدوى اقتصادية، وإيمان راسخ بأنّ التحوّل المدروس في قطاع الطاقة يرسم مساراً مرناً لتطوير صناعات جديدة، وتوفير المزيد من فرص العمل، وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام على المدى الطويل".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية