منشق عن النهضة: توقيف الغنوشي يؤكد تحرر القضاء التونسي من براثن التنظيم الإرهابي

منشق عن النهضة: توقيف الغنوشي يؤكد تحرر القضاء التونسي من براثن التنظيم الإرهابي

منشق عن النهضة: توقيف الغنوشي يؤكد تحرر القضاء التونسي من براثن التنظيم الإرهابي


04/05/2023

بينما يقترب أخوان تونس ممثلين في حركة النهضة ومن بقي فيها من النفق، بدا القيادي المنشق عنها عماد الحمامي وكأنّه بصدد تغيير جلدته السياسية، بعد أكثر من عقد قضاه في الحركة الإخوانية، التي دعمته بقوة لتقلد مناصب عدة على غرار وزارة الصحة.

الحمامي الذي عُرف بانتقاده الشديد لزعيم النهضة راشد الغنوشي ومعارضته لبقائه على رأسها، قال في أحدث تصريحاته: إنّ توقيف راشد الغنوشي يؤكد تحرر القضاء من براثن التنظيم الإرهابي، وإنّها خطوة في محلها حيث يحاسب على ما اقترفه.

وأضاف الحمامي الذي تقلد عدّة مناصب سياسية، كوزارة التشغيل ووزارة الصحة، في مقابلة مع صحيفة "العين"، أنّ القضاء يسير بعد 25 تموز (يوليو) 2021 (تاريخ القرارات الرئاسية الاستثنائية)، في الطريق الصحيح، وتحرر من كل الضغوطات وأصبح مستقلاً.

الحمامي: توقيف راشد الغنوشي يؤكد تحرر القضاء من براثن التنظيم الإرهابي، وهي خطوة في محلها حيث يحاسب على ما اقترفه

وتولى الحمامي عدة مناصب في حركة النهضة، فقد كان نائباً عنها في المجلس الوطني التأسيسي (برلمان انتقالي) بين 2011 و2014، ثم عيّن وزيراً للشغل بحكومة يوسف الشاهد في 27 آب (أغسطس) 2016.

وفي 2021 جُمِّدت عضويته في حركة النهضة بسبب خلافه مع الغنوشي، ثم انشق عنها وأعلن تأييده لقرارات 25 تموز (يوليو) 2021 التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد حينها بتجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة.

الحمامي: التحريض على حرب أهلية والدعوة لضرب مساندي مسار 25 تموز بالحجارة تمثل "كلمة سرّ" أطلقها زعيم الإخوان لأنصاره

وشهدت حركة (النهضة) انقسامات قادت إلى إضعاف الحركة التي خرجت من رحم تنظيم الإخوان بشكل كبير، إذ انسحب منها عشرات القيادات الذين توجهوا لتأسيس أحزاب جديدة مثل حزب "العمل والإنجاز" بزعامة القياديين السابقين البارزين سمير ديلو وعبد اللطيف المكي.

وحول توقيف الغنوشي، قال الحمامي: إنّ التحريض على حرب أهلية والدعوة لضرب مساندي مسار 25 تموز (يوليو) بالحجارة تمثل "كلمة سرّ" أطلقها زعيم الإخوان لأنصاره.

وقد أوقف الأمن التونسي الغنوشي في 17 نيسان (أبريل) الماضي بتهم تتعلق بالاعتداء المقصود عبر "تبديل هيئة الدولة، وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضاً بالسلاح، وإثارة الهرج والقتل والسلب".

وجاء توقيف الغنوشي على خلفية تصريحات أدلى بها أمام أنصاره، زعم فيها أنّ "إبعاد حزب النهضة من السلطة هو تمهيد للحرب الأهلية في تونس وبداية لانطلاقة الفوضى في البلاد".

وأضاف أنّ "تونس بدون النهضة والإسلام السياسي مشروع حرب أهلية"، وأنّ من يدعم إجراءات 25 تموز (يوليو) 2021 التي قضت بحلّ برلمان الإخوان "يجب أن يضرب بالحجارة".

أثار الغنوشي غضباً داخل النهضة قاد إلى نزيف من الاستقالات، بعد تمسكه بالاستمرار في قيادة الحركة

وأوضح الحمامي أنّ الغنوشي تحدث عن الرجم بالحجارة، ووصف المساندين لمسار 25 تموز (يوليو) 2021 بالإرهابيين، وتحدث عن الحرب الأهلية، وهذه تصريحات تدخل تحت طائلة القانون، وليست من وجهة نظر سياسية.

وأكد أنّه لا وجود لاستهداف للمعارضة على أساس مواقفها السياسية، حيث إنّ "القضاء يأخذ مجراه عندما يكون هناك أقوال أو أفعال للمعارضة تدخل تحت طائلة القانون".

ولفت إلى أنّ "الغنوشي يواجه العديد من الملفات القضائية التي كانت محل بحث لتهم قرارات سعيّد، ولم يتم تتبعه، لكن الآن تحرر القضاء".

وكان الحمامي الذي استقال من حركة (النهضة) في وقت سابق، قد صرح بأنّ "راشد الغنوشي يمثل حالة مرضية لا حلّ لها"، وقد أثار الغنوشي غضباً داخل (النهضة) قاد إلى نزيف من الاستقالات، بعد تمسكه بالاستمرار في قيادة الحركة، وتأجيل المؤتمر الـ (11) الذي لم يتم إنجازه بعد، على رغم الدعوات المتصاعدة إلى ذلك.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية