مركز دراسات فرنسي: لماذا يبتهج الإخوان بـِ "انتصار" طالبان؟

مركز دراسات فرنسي: لماذا يبتهج الإخوان بـِ "انتصار" طالبان؟


01/09/2021

قالت شبكة "غلوبال ووتش أناليز" الفرنسية للدراسات الجيوسياسية، إنّ العالم كله قد ذُهل من الصور المؤثرة للمدنيين الأفغان وهم يتشبثون بكبائن الطائرات العسكرية الأميركية التي كانت على وشك الإقلاع من مطار كابول، تاركينهم لمصيرهم المحزن في ظل وصول حركة طالبان للسلطة من جديد.

لكنّ الشبكة، وهي مركز دراسات نخبوي مُتخصّص بالتحليل الجيوستراتيجي والقضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرّف، رأت أنّ الاستغراب الأكبر يكمن في وقوف العديد من تيارات الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط، والتي تدّعي أنها معتدلة، مع عقيدة طالبان الظلامية والعصور الوسطى، وتأييد استيلائها على السلطة وتبنّي الفكر الجهادي.

وأعربت الشبكة الفرنسية في تقديم لها بمجلة "سكرين ووتش" لسلسلة من النقاشات بمشاركة نخبة من السياسيين والخبراء الفرنسيين والأوروبيين، عن استنكارها لردّة فعل الإخوان المسلمين وحلفائهم، والتي تمثّلت بتهنئة بعضهم البعض بما اعتبروه "نصراً عظيما" قدّمته لهم "الإرادة الإلهية"! على حدّ تعبيرهم، لدرجة أن كثيرين منهم أقاموا احتفالات رسمية وتقبّلوا التهاني.

وتقول المجلة، التي تصل لكافة أعضاء البرلمان الفرنسي، إنّه على سبيل المثال، يفخر إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين"، بأنه كان أول شخصية أجنبية تصل عبر الهاتف إلى "نظيره" الملا عبد الغني برادار، رئيس مكتب طالبان السياسي، لـِ "يُحيّ الأداء السياسي والإعلامي لطالبان" و"يهنئهم على سحق الاحتلال الأميركي" باعتباره "علامة على هزيمة كل قوى الظلم وعلى رأسهم الإسرائيليين".

أما في الجزائر العاصمة، فقد هنأ عبد الرزاق مقري، زعيم حركة حمس، التي أعيد تسميتها بـِ "حركة مجتمع السلم"، التشكيل الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين الجزائرية، هنّأ حركة طالبان على ما أسماه "نصرًا عظيمًا" لـِ "جميع المجاهدين، المسلحين والمصلحين الأفغان وعلى رأسهم حركة طالبان التي تقوم بالجهاد "، وذلك على الرغم من أن الحزب المذكور مُعتمد رسمياً ولديه نواب في البرلمان.

كما تطرقت الشبكة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أسسه كبير منظري الإخوان يوسف القرضاوي، والذي من المفترض أن يجمع بين نخبة "علماء المسلمين" تجسيداً لخط "الوسطية"، وفقاً لما تراه، فقد أصدر بياناً اعتبر فيه "نجاح طالبان في الاستيلاء على السلطة إرادة إلهية لنصرة الإسلام، ويشكل انتصارا مدويا على طغيان المحتلين".

وتنتقل "غلوبال ووتش أناليز"، إلى اليمن، حيث تصف توكل كرمان، كناشطة مقربة من جماعة الإخوان المسلمين (وتقول إنها تدّعي أنها ناشطة نسوية، لكنها عضو في حزب الإصلاح الإخواني). وتستنكر تجاهلها للقلق بشأن المصير المرعب الذي ينتظر المرأة الأفغانية في ظل حكم طالبان الجديد، كما جادلت في منشور لها، حول أهمية تبنّي الحركات الإسلامية استراتيجية طالبان وليس خط حزب النهضة التونسي الذي تمّت الإطاحة بسيطرته على البرلمان من قبل رئيس البلاد، داعية بشكل واضح لتبنّي العنف باعتبار أن ذلك برأيها يعني "الثورة مستمرة"، وهو ما استدعى هجوم الشبكة عليها.

وفي ختام نقاشها وحواراتها، رأت شبكة الدراسات الجيوسياسية الفرنسية، أنّ "مثل هذا التزايد في الكراهية والظلامية، من جانب أولئك الذين من المفترض أن يكونوا متحدثين باسم التسامح والاعتدال، يقودنا مرة أخرى إلى الحقيقة المرة حول الحمقى الذين لا يزالون في الغرب يؤمنون أو يعتقدون بأنّ الإسلاميين يمكن أن يكونوا مُعتدلين أو مُستنيرين".

عن "أحوال" تركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية